سياحةسياحة و سفر
أسطورة أوزير فى الميثولوجيا المصرية
تعود الأسطورة الخالدة لأوزير الى فجر الحضارة المصرية وتعد من أقدم الأساطير وأكثرها شهرة فى العالم لأنها تتناول أحد أهم المبادئ أو القوانين التى بنى عليها الكون وهو مبدأ “الموت والبعث من جديد”
أوزير فى الميثولوجيا المصرية هو أول من ذاق الموت ليصبح بذلك النموذج الأول أو الصورة الأولية للموت والتى تتكرر فى عالمنا المادى كل يوم ، فكل موت يحدث فى عالمنا المادى هو نسخة مكررة من نموذج الموت الأول (موت أوزير) .
فى مصر القديمة كل انسان يموت يحصل على لقب أوزير لأن أوزير هو أول من ذاق الموت وكل من يذوق الموت بعده انما هو يعيد تكرار قصة الموت الأوزيرى
و برغم الاهتمام بفكرة الموت الا أن النصوص الدينية المصرية تؤكد على أن النور الالهى الذى يمد الانسان بالحياه خالد لا يعتريه الموت
أوزير هو رمز الموت وأيضا رمز استمرار الحياه الى الأبد فالموت ما هو الا بوابة للانتقال من حياة الى حياة أخرى فى دورة لانهائية يتعاقب فيها الميلاد والموت والميلاد من جديد الى الأبد في دورات لا نهائية .
تنعكس هذه الدورة على مملكة النبات والحيوان والانسان كما تنعكس أيضا على الأجرام الفلكية فالنجوم تولد وتحيا وتموت وتولد من جديد كالانسان .
فى كل عام (فى نهاية شهر كيهك) كان قدماء المصريين يقيمون احتفال كبير بمدينة أبيدوس حيث توجد دفن رأس أوزير ، يعيدون في تلك البقعة المقدسة تمثيل رواية حياة وموت وبعث أوزير من جديد باعتبارها من أهم الأسرار الكونية ، وفى نهاية الاحتفال يقام طقس يعرف باسم طقس “اقامة عامود الجد” وفيه يتم رفع عامود يطلق عليه عامود الجد وهو عامود ينتهى بأربعة خطوط أفقية ترمز لاستمرار الحياة .
حين يكون عامود الجد ممددا فوق الأرض فى وضع أفقى فان ذلك يعنى موت أوزير وفقدانه للوعى … أما حين يرفع فى وضع رأسى فان ذلك يعنى بعث أوزير من جديد وعودته للحياة مرة أخرى ، وكان على الملك أن يقوم بنفسه باقامة عامود الجد بأبيدوس مما يدل على أهمية ذلك الطقس وقدسيته عند قدماء المصريين .
لم يكن طقس اقامة عامود الجد من الطقوس السرية فهو يقام فى العلن أمام أعين الشعب وكان من أكثر الاحتفالات بهجة فى مصر القديمة .
وفى معبد أبيدوس نرى أحد أجمل المشاهد التى تصور هذ الطقس المقدس حيث يقوم الملك سيتى الأول باقامة العامود فى وضع رأسى بمساعدة ايزيس .
ويعقب مشهد اقامة العامود مشهد آخر يقدم فيه الملك سيتى الأول شرائط من الكتان قربانا لأوزير بعد بعثه وهو رمز لكساء أوزير أى ارتدائه ثوب (جسد) جديد بعد بعثه ، وهنا يتضح أن مفهوم البعث فى مصر القديمة لم يكن يعنى العودة الى الجسد القديم وانما يعنى التجسد فى جسد جديد ويقول النص المصاحب للمشهد أن أوزير يرد للملك سيتى القربان بأن يمنحه الحياة المتجددة ويبعثه فى هيئة حورس ابن ايزيس وأوزيريس