أسطورة بين أشهر ملوك العالم “توت عنخ آمون”
توت عنخ آمون هو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم اسمه باللغة المصرية القديمة تعني “الصورة الحية للإله آمون” كبير الآلهة عند الفراعنة، وتولى توت حكم البلاد وهو في التاسعة من عمره بقرار من والده ” إخناتون” وكانت البلاد في عهده تمر بحالة من الفوضى بسبب الخلافات الدينية وذلك بعد أن حاول والده توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد.
ووفقًا لـ ” nationalgeographic” كان المستشار الملكي لتوت والذي يدعى Ay قد أدار الحياة السياسية للبلاد واعتبر الشاب الصغير دمية يسهل تحريكها.
أبرز المعلومات عن مقبرة الملك الذهبي “توت عنخ أمون” كونها تحتل المركز الأول في قائمة أعلى المواقع الأثرية زيارة في الأقصر.
١- مقبرة توت عنخ آمون أو مقبرة 62 حسب الترميز العلمي تعرف عالميا بإسم KV 62، وهي المقبرة الخاصة بالملك توت عنخ أمون وتقع بوادي الملوك على ضفة النيل الغربية لمدينة الأقصر.
٢- نالت هذه المقبرة شهرة عالمية واسعة لما احتوته من ثروات وكنوز عند اكتشافها، إذ تعتبر المقبرة الوحيدة لملوك مصر القدماء التي وجدت بكامل محتوياتها ولم يسرقها اللصوص لا في العصور القديمة ولا الحديثة.
٣- اكتشفت في عام 1922 على يد هوارد كارتر تحت أنقاض أكواخ العمال المبنية منذ عصر الرعامسة مما يدل على بقاء المقبرة على حالتها الجيدة، ولم تطلها يد العبث أو السرقة مثلما حدث في باقي مقابر المنطقة في فترة تدهور عهد الرعامسة وقيام دولة الكهنة بطيبة.
٤- وجدت المقبرة مكدسة بالمتعلقات الملكية من دون ترتيب، وتمكن كارتر من أخذ صورا لأكاليل من الزهور والتي تفككت بمجرد لمسها في محاولة لنقلها خارج المقبرة، واستمر كارتر في تدوين ملاحظاته عن المقبرة، ووصفه للمتعلقات الملكية بها، لمدة عقد كامل حتى انتهى من نقل ما في المقبرة من متعلقات إلى المتحف المصري بالقاهرة.
٥- كانت مقبرة توت عنخ آمون مخصصة في الأصل لأحد أعضاء العائلة الملكية، وربما كانت للوزير الكبير السن آي الذي خلف توت عنخ آمون بعد وفاته، ولكن بسبب موت توت عنخ آمون المفاجئ في الصغر فقد أضيف إلى المقبرة حجرتين كبيرتين واكتملت بذلك المقبرة KV62 لتكون لتوت عنخ أمون.
٦- القناع الجنائزي لتوت عنخ آمون من الذهب الخاص ومرصع بالأحجار الكريمة ويرجح علماء الآثار أن المقبرة قد دخلها اللصوص على الأقل مرتين بعد دفن “توت” بوقت قصير وحاولوا سرقتها، وذلك لوجود عدة أختام على مدخل المقبرة، ووجود محتويات الغرفتين الكبيرتين مكومة بلا نظام، تدل على محاولة سرقة ثم إعادة غلق المقبرة وختمها من المسؤولين. كما وجد “كارتر” قوائما بمحتويات المقبرة ينقص بعضها في الموجودات مما يدل على سرقتها في القديم، ويبدو أن إعادة غلق المقبرة قد تم خلال عهد حكم حورمحب الذي خلف آي.
٧- نظرًا لأن مدخل مقبرة توت عنخ آمون KV62 يقع تحت درج مدخل أحد مقابر الرعامسة التي شيدت بعد ذلك، تحت مقبرة رمسيس السادس KV9، فقد غطت انقاض تلك المقبرة وما بني عليها من مساكن للعاملين مدخل المقبرة 62، وبذلك ظلت مقبرة توت عنخ آمون مختفية عن الأنظار ألاف السنين.
٨- عثر على 3500 قطعة من المحتويات موزعة في الغرف المختلفة، تعطينا فكرة عن طريقة المعيشة في القصر الملكي، فقد وجد كارتر ملابس توت عنخ آمون وحلي ذهبية وأقمشة وعدد كبير من الجعران، وتماثيل، وكذلك أوعية ومواد للزينة وبخور، كما وجد قطع أثاث، وكراسي، ومصابيح بالزيت، وقطع للألعاب، ومخزونات غذاء، ومشروبات وأوعية ذهبية وفخارية، وعربات (كانت تجرها الخيول)، ومعدات حربية.
٩- بحلول عام 2007 تم فرض رسوم إضافية لدخول المقبرة غير تلك المفروضة لدخول وادي الملوك، كما تم تحديد عدد زوار المقبرة إلى 400 زائر يوميا.
١٠- مع مطلع عام 2009 تم إنشاء تصميم ثلاثي الأبعاد مطابق للأصل على موقع مفتاح التراث (Heritage Key) يتيح لرواده زيارة المقبرة وتفقدها في إطار بيئة تفاعلية.
كان الهوس بالملك توت في عشرينيات القرن الماضي محصلة لمشروع عالمي داعب مخيلة الناس، وساعد في ربطهم بالماضي وبالموتى، وساهم في تخفيف آلام المفجوعين والمصابين الذين تخيلوا أن أقاربهم ومحبيهم الذين فارقوا الحياة في عالم أفضل. ولا شك أن استعادة تفاصيل العوالم المفقودة يساعدنا في نسج الأحلام عن العوالم الجديدة.