أيهما أفضل للتحلية.. العسل أم السكر؟

سلمى عادل

أوجه التشابه والاختلاف:

العسل والسكر من السكريات الثنائية، أي التي تتكون من نوعين من السكر: الغلوكوز والفركتوز.

يُستقلب الفركتوز المكرر الموجود في المحليات في الكبد، ويرتبط بعدة أمراض منها:

يُفكك الجسم الفركتوز والغلوكوز سريعًا، ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات السكر في الدم.

تختلف نسب الغلوكوز والفركتوز في العسل والسكر، إذ يتألف السّكر من 50% فركتوز و50% غلوكوز، أما العسل يتألف من 40% فركتوز و30% غلوكوز والمتبقي منه هو ماء وغبار طلع ومعادن مثل المغنيزيوم والبوتاسيوم. هذه المكونات الإضافية مسؤولة عن بعض الفوائد الصحية للعسل.

قيمة مؤشر نسبة الغلوكوز في الدم GI للسكر أعلى من العسل، ما يعني أنه يرفع مستوى السكر بسرعة أكبر، وذلك بسبب احتوائه نسبة عالية من الفركتوز وغياب المعادن فيه.

ولكن السعرات الحرارية في العسل أكثر من السكر، وهو أكثر حلاوة، لذلك يجب استخدام كميات قليلة منه فقط. قد يؤدي كلا المحليين إلى زيادة الوزن في حال فرط الاستخدام.

فوائد العسل:

يستخدَم العسل منذ العصور القديمة بوصفه محلّيًا ودواء، وهو سائل لزج ينتجه النحل ويتراوح لونه من الأصفر التِبني إلى البني الداكن. يجمع النحل الرحيق من الأزهار ويمزجه مع الأنزيمات لتكوين العسل قبل تخزينه في الخلايا العسلية ليبقى طازجًا.

وللعسل عدة فوائد:

عناصر غذائية أكثر، ومعالجة أقل من السكر:

يتنوع العسل في تكوينه الغذائي بناءً على أصل الرحيق المستخدم في إنتاجه، ويتكون عمومًا من كميات ضئيلة من غبار الطلع إلى جانب عناصر أخرى مثل:

وتشير بعض الدراسات إلى أن العسل الداكن اللون يحتوي مضادات أكسدة أكثر من الفاتح.

يخضع العسل أيضًا لمعالجة أقل من السكر، إذ يبستر فقط قبل الاستخدام. ويعد العسل الخام صالحًا للأكل ويحتوي مضادات أكسدة وأنزيمات أكثر من الأصناف المبسترة.

كابح للسعال:

تقترح بعض الدراسات أن العسل علاج طبيعي لتخفيف السعال عند الأطفال.

وجدت دراسة أجريت في 2007 أن الأطفال المصابين بالتهاب القصبات الذين تناولوا العسل الداكن شعروا بانخفاض الأعراض أكثر من الذين تناولوا دواءً وهميًا (بلاسيبو)، ومع ذلك كانت هذه الآثار الإيجابية قليلة.

تشير دراسات حديثة إلى أن تناول العسل أفضل من عدم علاج السعال على الإطلاق، علمًا أن بعض الأدوية فعالة أكثر لتخفيف الأعراض.

تخفيف الحساسية:

تشير بعض التقارير إلى أن العسل المنتج مَحليًا قد يساعد على تقليل أعراض الحساسية الموسمية، ومع ذلك لم تثبت الدراسات السريرية ذلك بوضوح.

وجدت إحدى الدراسات المنشورة في عام 2011 أن الأشخاص الذين يعانون حساسية من غبار الطلع، شعروا بتحسن ملحوظ بعد تناولهم العسل، إذ قلّت الأعراض بنسبة 60%، وانخفض عدد أيام الأعراض الشديدة بنسبة 70% وازداد عدد الأيام عديمة الأعراض للضِعف. ونتيجة ذلك استطاعوا تخفيض جرعة مضادات الهيستامين التي يأخذونها بنسبة 50%.

قد يكون هذا التحسن ناتجًا عن منافع العسل المضادة للأكسدة والالتهاب.

قد تُعالج الحساسية أيضًا بإزالة ردود الفعل التحسسية للجسم، وذلك بتكرار تقديم كميات قليلة من المواد المثيرة للحساسية. يحتوي العسل المَحلي على آثار من غبار الطلع التي قد تسبب حساسية موسمية، ولذا قد ينفع في تخفيف الحساسية.

الاستخدام الموضعي:

أظهر العسل فوائد عديدة عند تطبيقه موضعيًا، فهو يحتوي على خصائص مضادة للميكروبات مثل:

أسهل للهضم:

قد يكون العسل أخف على الجهاز الهضمي من السّكر.

يجب تناول السكر العادي قبل أن يتفكك، وذلك بسبب تركيبته. يضيف النحل الأنزيمات إلى العسل، وبذلك تتحلل السكريات جزئيًا ويسهل هضمها.

سلبيات ومخاطر العسل:

تشمل بعض السلبيات والمخاطر المرتبطة بالعسل ما يلي:

تحتوي ملعقة واحدة من العسل على 64 سعرة حرارية، أما السكر فيحتوي على 49 سعرة حرارية.

ليس من الآمن إعطاء العسل للرضع دون 12 شهرًا، إذ قد تسبب أبواغ الجراثيم الموجودة في العسل التسمم بالمطثيات الوشيقية، وهو مرض نادر لكنه مهدِّد للحياة، ولا تضر هذه الأبواغ الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين.

تشمل أعراض تسمم الرضع ما يأتي:

التأثير على سكر الدم وخطر المرض:

يشبه العسل السكر بتأثيره في مستويات الغلوكوز في الدم، ما يسبب مشكلة لمرضى السكري والمقاومين للأنسولين.

قد يؤدي الإكثار من تناول العسل إلى مشاكل سكر الدم عند الأشخاص الأصحاء أيضًا، ما يزيد خطر كل من:

فوائد السكر:

يُستخلص السكر من قصب السكر أو الشمندر السكري، ومع أنه مشتق من مصادر طبيعية فإنه يحتاج إلى الكثير من المعالجة قبل الحصول على شكله النهائي.

هناك عدة أنواع مختلفة من السكر نذكر منها:

تتألف جميع أنواع السكر هذه من الغلوكوز والفركتوز، اللذين يكونان السكروز.

لا يحتوي السكر على مغذيات مضافة. ومع ذلك، قد يحتوي السكر البني على بعض المعادن، وهو مزيج من السكر الأبيض والناتج الثانوي لتصنيع السكر المعروف بدبس السكر.

تشمل الفوائد الأساسية لاستخدام السكر:

تحتوي الملعقة الواحدة من السكر على 49 سعرة حرارية ويحتوي العسل على 64 سعرة حرارية. ومع ذلك يعد العسل أكثر حلاوة من السكر، لذلك تحتاج إلى كمية أقل منه للحصول على نفس الحلاوة.

تكلفة أقل وصلاحية أطول:

يعد السكر رخيصًا ومتوفرًا وله صلاحية طويلة ويحسّن طعم العديد من الأطعمة، لذا فهو مرغوب من الجميع.

سلبيات ومخاطر السكر:

قد يسبب السكر ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم أسرع من العسل، وهذا يؤدي إلى دفعة سريعة من الطاقة يتبعها انخفاض حاد يسبب التعب والصداع وصعوبة التركيز.

ترتبط زيادة الوزن والبدانة بالاستهلاك العالي للسكر، ما يزيد خطر الإصابة بالأمراض.

الكبد مسؤول عن استقلاب الفركتوز المكرر، لذا فإن تناول كميات كبيرة من السكر قد يسبب اضطرابات في وظائف الكبد، وتشمل:

يتطور تسوّس الأسنان بسرعة وخاصة لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من السكر، لذلك يجب تجنب السكر لتقليل مخاطر تسوّس الأسنان.

يرتبط النظام الغذائي الذي يحتوي نسبة مرتفعة من السكر بانخفاض تنوع بكتيريا الأمعاء وصحتها، وقد يزيد فرص الإصابة بأمراض مزمنة.

لا يمتلك السكر الأنزيمات التي يحتويها العسل مثلما ذكر سابقًا، لذلك يصعب هضمه.

أيهما أفضل؟

إن مخاطر الاستهلاك الزائد هي ذاتها للسكر والعسل، ومن أهمها:

يجب استخدام كلا المنتجين باعتدال أو عدم استخدامهما على الإطلاق. للعسل بعض الفوائد الصحية لذا يُفضّل استخدامه لعلاج مشاكل محددة مثل السعال أو الحساسية، أو تطبيقه موضعيًا دون أن يؤثر على مستويات السكر في الدم.

عند اختيار العسل بديلًا عن السكر، يُفضّل اختيار الأصناف الخام والداكنة، لأنها تحتوي على مغذيات أكثر وأنزيمات ومضادات أكسدة.

تقليل الكميات المتناوَلة:

تشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن النساء لا يستهلكن أكثر من 100 سعرة حرارية من السكر في اليوم (6 ملاعق صغيرة تقريبًا)، والرجال 150 سعرة حرارية في اليوم (9 ملاعق صغيرة).

من الضروري معرفة أن هذه الكميات تشمل السكريات المضافة مسبقًا إلى الأطعمة المصنعة والمعلّبة، بالإضافة إلى جميع أنواع المحليات من ضمنها العسل والشراب.

تتضمن النصائح لتقليل تناول السكر و العسل ما يلي:

 

مقالات ذات صلة
↑
Exit mobile version