سياحةسياحة و سفر
الأزياء والملابس فى الحضارة المصرية القديمة
ارتدت شعوب الملابس واندثرت قبل أن تقوم الحضارة المصرية بزمن طويل ، ولكن غالبية مصممي الأزياء الآن وخاصة أولئك الذين يعنون بأزياء الموضة أو بالأزياء المسرحية يبدؤون تاريخهم للأزياء من الحضارة المصرية القديمة بل ويستمدون تصميماتهم الحديثة منها ، وقد ثبت ذلك عندما حاول مصممو الأزياء المحدثون أن ينقلوا الأزياء المصرية كما رأوها في رسوماتهم
عاشت وازدهرت حضارات أخرى في الوقت الذي عاشت وازدهرت فيه الحضارة المصرية مثل حضارة الكلدانيين والآشوريين والبابليين وحضارة كريت وحضارة الفرس وكلها أثرت في الحضارة المصرية القديمة وتأثرت مصر بهم
كانت الملابس المصرية تناسب جو مصر فقد راعى المصريين جو بلادهم الحار فاتخذوا ردائهم من نسيج خفيف شفاف يتفق مع ذلك الجو الحار ، كما أن اللون الأبيض في جميع ما نشاهده من رسومات للملابس كان نظراً لأن المصريين شعب يميل إلى السمرة فقد غلب على أزيائهم اللون الأبيض و لكى لا يمتص الحرارة ، وإن كان يزين أحياناً للنساء والمترفين من الرجال بكنار ملون …. وعرف قدماء المصريين في وقت مبكر النسيج وخاصة (التيل) وتفننوا في صناعة أنواع منه فكان النسيج الغليظ السميك إلى النسيج الرخو الشفاف ليلائم طبقات الشعب المختلفة وربما يكون بلونه الطبيعي أو مصبوغاً أو منسوجاً برسوم ملونة أو مشغولة ، وبعد القرن الأول قبل الميلاد أدخل كل من الصوف والحرير النادر من البلاد الأخرى ، ولكن ظل (التيل) هو القماش الرئيسي .
تتميز الملابس المصرية القديمة بنموذجين : الأول هو النوع الضيق البسيط عديم الثنيات الذي يظهر الجسم سواء أكان الزي يمتد من الرقبة أم من الصدر إلى عقب القدم ….. و الثاني وهو الذي استخدموا الثنيات في صنعه فإن هذه الثنيات تتجمع في الأمام وظهر الجسم من الخلف … أما طريقة تفصيل وحياكة الملابس فكانت بسيطة دائماً ولكن الاختلاف كان في مظهر الزي من العصور الأولى إلى وقت الإمبراطورية في الدولة الحديثة وقد يكون من كثرة الثنيات المستعملة وخاصة بعد استعمال الأقمشة الرخوة الشفافة هذا مع بقاء النماذج البسيطة مستعملة في كل الفترات فنلاحظ أن جميع نماذج الألبسة كانت موجودة في عصر الإمبراطورية.
ويبدو أن الزي البدائي هو الوحيد الذي يحتل فترة ما قبل التاريخ عند القدماء المصريين وهو عبارة عن شريط يحيط وسط الجسم عند الردفين وغالباً يكون من النباتات أو ألياف الخضر ويعرف بالإزار ويربط هذا الشريط حول الوسط ويتدلى طرفاه من الأمام ويستعمل لحفظ آلات الصيد ، أو يكون من قطعة من قماش التيل الأبيض تلف حول الوسط إلى أعلى الركبتين من الخلف إلى الأمام ثم تربط ويتدلى طرفاه من الأمام وربما تمسك بين الأرجل وغالباً ما يترك الطرفان يتدليان من الداخل بدلاً من الخارج وهذا رداء عامة الناس
أما السادة فكانوا يرتدونه تحت الملابس وقد يرتديه الملك أيضاً عندما يكون في عمل كالصيد مثلاً ولكن في هذه الحالة يكون ذا ألوان جميلة وعليه كثير من الزينة ، أما في الأحوال الرسمية فإن ملابسه تكون طويلة تحتوي على كثير من الثنيات ويرتدي تاجاً .
وتدل الرسوم واللوحات الملونة التصويرية والمنحوتات في المتحف المصري وآثار قدماء المصريين على تشابه زي الرجال والنساء فيما عدا اختلافات بسيطة … ف زي الرجال ويمكن تقسيمه إلى أربعة أقسام :
– المجول أو الجونلة : وهو ( قميص يجول فيه لابِسهُ في البيت (بغطاء الكتفين أو بدونه . و ارتدى الرجال المجول وكان أطول وأعرض وأكثر صلابة من الزي البدائي الأول السابق وصفه (الإزار) واختلف طول المجول إما إلى ما فوق الركبة أو إلى قرب القدمين تقريباً واستعمل الرجال المجول بإحدى الطريقتين بعمل ثنية كبيرة من الأمام أو جعله ضيقاً من الخلف ويترك الاتساع كله للأمام لتعمل ثنيات متجاورة ويثبت من أعلى بحزام وتتطلب هذه الطريقة كمية أكبر من القماش أكثر ليونة ويمكن تشكيل ذلك بطرق عديدة تتوقف على كمية القماش وطريقة عمل الثنيات الأمامية ، وفي كلتا الحالتين يترك الجزء الأعلى من الجسم عارياً إلا من الطوق ويمكن تزيين الحزام المستعمل وعمله من الجلد أو المعدن أو من القماش
أما لباس الملوك والنبلاء فكان يغطي هذا النوع من الثياب الجسم ويبدأ من تحت الصدر مباشرة إلى منتصف الفخذ ويمر بطرف هذا الثوب على الكتف اليسرى من الخلف ويمسك بالطرف الآخر على الصدر من الجهة اليسرى بمثبت من المعدن ويثبت هذا الثوب في مكانه بحزام حول الجسم ويزخرف الحزام بزخارف كثيرة من المعدن أو الجلد أو الخرز ويدل نوع القماش المستعمل لهذا الثوب وعرضه على المركز الذي يعتليه هذا الشخص ولقبه.
– الصدارة أو القميص : تطور هذا النوع من الثياب تطوراً سريعاً أثناء الأسرة الرابعة والخامسة وسمي بالصدارة وهو عبارة عن ثوب بسيط ذو كُمين قصيرين جداً تفصل جزءاً واحداً مع الثوب أو بدون أكمام ، له فتحة مستديرة وفتحة من الأمام لدخول الرأس ، يمكن أن يصنع من التيل السميك أو الشفاف ويصل إلى الركبة ولا يحزم أو من قماش رخو غير شفاف ويحزم وقد يصل إلى القدم أحيانا
– الرداء : بظهور في الإمبراطورية الجديدة من الأسرت 18 ، 19 ، 20 أي من عام (1580- 1084ق.م) ، أصبح من المعتاد في الطبقة الأرستقراطية أن يغطى الجزء الأعلى من الجسم وكانت هذه بداية ظهور الرداء الكامل .
يعتبر هذا الثوب رمزاً للأناقة والفخامة ويتكون من قطعة قماش طولها ضعف قامة الشخص من الكتف إلى الأرض وعرضها من المعصم إلى المعصم أو من المرفق إلى المرفق الآخر. إذ أن فرد الذراعان تطوى عند الوسط وتترك فيها فتحة مستديرة من الأعلى وفتحة أخرى من الأمام ليسهل ارتداء الزي ودخول الرأس من هذه الفتحة ويقفل هذا الزي من الجوانب بالخياطة من أسفل إلى الأعلى تاركاً فتحة من الأعلى لدخول الأذرع وقد لبسه الملوك والموسيقيون ويصنع من قماش شفاف منقوش يظهر ما تحته وهو القميص عادة مع الباترون .
تعمل في هذا الثوب ثنيات بأشكال مختلفة فملابس الرجال الخاصة بالاحتفالات في الجزء الأخير من الأسرة السادسة عشرة تماثل الزي السابق أي يترك الثوب مفتوحاً من الجانبين ثم يلف حول الوسط حزام عريض من نفس القماش ويربط من الأمام بحيث يضم جوانب الثوب المفتوحة إلى الأمام ، وأحياناً يغطى هذا الحزام العريض الجزء المتوسط من الجسم عند الوسط وأحياناً أخرى يصل إلى نهاية الثوب من الأسفل ويصبح الحزام في هذه الحالة ثوباً خارجياً آخر ، وتستعمل هذه الطريقة بشكل شاسع بين الطبقة الغنية من الشعب وتكون الأكمام في هذا الثوب لا تصل إلى أكثر من منتصف الذراع بينما تكون الزخرفة الوحيدة للثوب في هذه الحالة هي الثنيات العديدة في الثوب الخارجي (الحزام العريض)
وفي الأسرة التاسعة عشرة أي حوالي (1340ق.م) ازداد عرض الحزام وأصبح يغطي الثوب من الأمام علاوة على الخلف .
– الشال أو الملحف : وهو النوع الرابع والأخير من أزياء قدماء المصريين وهو عبارة عن قطعة من القماش مساحتها ضعف طول الشخص من الكتف إلى القدم طولها 40 ياردة تقريباً بالعرض ، ويلبس فوق الصدارة بأن يوضع القماش دون خياطة أي كما هو من الجهة اليسرى من الخلف أيضاً ثم يحزم مع الثوب الذي تحته بحزام حتى يثبت مكانه ثم يجذب طرف القماش من الخلف على الكتف اليسرى مرة أخرى ويلف حول الذراع اليسرى