“الحيـاة الضائعـة” بقلم: نهـال عامر أبوزيد
منذ زمن بعيد كنت أعيش فى سلام مع بنى البشر،لم اتخيل يومًا أنهم يكرهوننى أو يريدون التخلص منى،ولكن -مع الأسف-هذا ما حدث بالفعل؛فقد أهملونى كثيرًا وأخذوا يحطموننى بأفعالهم حتى غيروا من ملامحى كليًا وجعلوا أنفاسى تختنق يومًا بعد يوم ولم يكتفوا بذلك بل إنهم ألقوا الإتهام على الزمن ..الزمن!! إنه يمر عليكم لكننى عشت بداخلكم فكيف له أن يغيرنى ويمزقنى بهذا الشكل ؟أنتم من غيرتم كل شىء ؛لماذا تحاولون دفنى؟لماذا؟ هل ازعجتكم فى شىء؟ بل بالعكس كنت احاول دائمًا أن اربط بينكم وبين بعض برقى ؛ علمت الآن ما الذى تريدونه،تريدون إزالة كل الحدود التى وضعتها لكم لأنكم تشعرون أنها قيود ؛تلك الحدود التى وضعتها لكم بنيت على أسمى المعانى فى الحياة،لم اضعها لتقيدكم بل وضعتها من أجل حمايتكم ؛رجاءًا لا تدفنونى ؛نعم أنا ألفظ أنفاسى الأخيرة ولكننى مازلت حيه،وتذكروا جيدًا أن أبنائى ليسوا كأبناء البشر،فإذا دفنتونى سيموتون معى -جميعًا- لأن روحى بداخل كل منهم،سيموت الوفاء،والتعاون والحب وستموت الإنسانية والمعاملة الحسنة وباقى أبنائى المخلصين، آمل أن نرجع كما كنا ونترك هذا الظلام الذى أوشك أن يكتمل ونعود لتلك النقطة المضيئة التى توقف عندها معنى الحياة،إننى صديقة أجدادكم وصديقة القليل فى هذة الحياة ،إننى تلك الحياة الضائعة،إننى الأخلاق ؛فهل تذكرتمونى؟