استخراج اثار مدينة غارقة وصفت بأنها اهم الاكتشافات على الاطلاق بعد مقبرة توت غنخ امون ومراكب الشمس. وعلى الفور تم نقل جميع الاكتشافات والتي كلف انتشالها مليوني جنيه الى احواض المسرح الروماني بالاسكندرية لتعالج وترمم وتنظف من اصلاح تشبعت بها على مدار 2300 سنة تقريبا «تمهيدا» لسفرها الى الخارج في معارض دولية للآثار حول العالم.
عالم الآثار “فرانك جوديو” يبحث عن سفن حربية فرنسية قبالة السواحل المصرية تعود للمعركة التي نشبت على ضفاف نهر النيل في القرن الثامن عشر، حين عثر بدلًا من ذلك على كنز المدينة المفقود.
فقد عثر الغواصون بعد إزالة طبقات الرمال والطين على ثروات غير عادية وصور مرسومة عما كانت عليه الحياة في “هيراكليون” التي يعتقد أنها كانت مركزًا للتجارة في البحر المتوسط لأكثر من 1.000 عام ماضية، كما عثر علماء الآثار على بقايا أكثر من 64 سفينة دفنت على بعد 4 أميال في قاع البحر قبالة سواحل مصر.
ومدينة “هيراكليون” الغارقة تعد أهم مراكز التجارة في منطقة البحر المتوسط قبل 1200 عام، كانت موطنًا للمعبد الذي افتتحته كليوباترا، وقد غرقت في ما يعرف الآن بخليج “أبو قير” بسبب انهيار أرضي نتيجة لبنائها علي أرض رخوة، وعثر على مدينة هيراكليون عام 2001، بعد أن كان يعتقد لقرون أنها أسطورة مثل العديد من مدن “أطلانتيس” الأسطورية.
وبعد مرور أكثر من 15 عاما من العثور على مدينة هيراكليون الأثرية، وانتشال آثارها الغارقة قامت وزارة الآثار المصرية بنقل 1199 قطعة أثرية من مخازن ماريا ومصطفى كامل إلى المتحف المصري الكبير، وهي تعود لعصر الدولة الحديثة والعصر اليوناني والروماني، من بينها مجموعة من الآثار التي تعبر عن المدينة التاريخية الغارقة، القطع الأثرية المستلمة، عبارة عن عدد من أدوات الزينة والصيد، بالإضافة إلى تمثال لأبو الهول من الجرانيت الوردي ومجموعة من رؤوس تماثيل .
وقد تم تشكيل لجنة متخصصة من أثريي ومرممي المتحف لتكون منوطة بعملية استلام الآثار، وتغليفها ونقلها، وتم إعداد تقرير شامل عن حالة كل قطعة قبل استلامها.
عملية نقل الآثار تمت بأحدث التقنيات ووسائل النقل المتبعة دوليا بما يضمن السلامة الكاملة للآثار، وداخل سيارات مجهزة للتحكم في درجتي الحرارة والرطوبة ومزودة بوسائد هوائية لمنع الاهتزازات .
ويقع المتحف المصري الكبير على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة بالقرب من أهرام الجيزة. ويتم بناؤه ليكون أكبر متحف في العالم للآثار حيث من المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، ليستوعب 5 ملايين زائر بالإضافة لمباني الخدمات التجارية والترفيهية.
ولم تتوقف الامور عند هذا الحد او الاكتشافات عند هذا الحد بل هناك ثلاثة تماثيل تم اكتشافها في حالة جيدة بل انها تنافس الفاتيكان في احتفاظها برونقها رغم مرورها بظروف كفيلة بتدمير اي من التماثيل مهما بلغت قوتها فقد «نامت» 2300 سنة في مياه شديدة الملوحة وخرجت منها سليمة معافاة، وابرزها تمثال الآلهة في هيئة «الانثى».