بفضل هذا الدواء، أصبحت الأعضاء التي لا يمكن زرعها قابلةً للزرع

تَعِد أدويةٌ مضادةٌ للفيروسات بشفاء ملايين الأمريكيين المصابين بالتهاب الكبد المزمن، وتفيد أيضًا مجموعةً أخرى من المرضى تنتظر زرع الأعضاء.

يمكن لهؤلاء المرضى الآن أن يتلقّوا أعضاء مزروعة اختُبرت إيجابيًا لفيروس التهاب الكبد C، وإذا أصيبوا به فيمكن أن يأخذوا مضادات الفيروسات ليتخلصوا من المرض.

انخفض سعر مضادات الفيروسات منذ طرحها في الأسواق لتصبح أقل من 26,400 $ لدورةٍ علاجية تمتد 8 أسابيع، ومع ذلك تبقى مُكلفة.

يقول أخصائيو زرع الأعضاء إنّ توفّر الأعضاء من المتبرّعين المصابين بالتهاب الكبد C يساعد على حل مشكلة قلة توفّر الأعضاء.

وبحسب Kelly Schlendorf، المدير الطبي لبرنامج زرع القلب للبالغين -والذي بدأ باستخدام قلوب المصابين بالتهاب الكبد C في الزرع بعد نجاح زرع كبدٍ مُصاب بالمرض- فإنه لم يرَ تطوّرًا يسمح بتوسيع عدد الأعضاء القابلة للزرع كهذا من قبل، وسنصبح قادرين على زرع 50 قلبًا إضافيًا لمرضى على قائمة الانتظار.

لم تكن هذه القلوب متاحةً للزرع من قبل، ولا يزال استخدام الأعضاء المُصابة بالتهاب الكبد C في الزرع قيد الاختبار، بينما تُطوّر مراكز زرع الأعضاء بروتوكولاتها، ولا يزال معظم المتبرعين المحتملين لا يعرفون بخصوص هذه المعايير الجديدة.

وبحسب Christopher Sciortino، فإن ذلك قد أدى إلى زيادة نسب التبرع 10%، وبالتالي سيكون له تأثيرٌ كبيرٌ على مجال زراعة الأعضاء لم نرَ مثله منذ عقود.

ومن المثير للسخرية أن زيادة عدد الأعضاء المُتاحة للزرع يعود بشكل أساسي لوباء الإدمان على الأفيونات الذي يجتاح الولايات المتحدة، فالمدمنون على الهيروين غالبًا ما يتشاركون الإبر، ما يؤدي إلى زيادة حدوث التهاب الكبد C  الحادّ بنسبة 400% بين عمري 18 وحتى 29 سنة وذلك بين عامي 2004 و2014 وذلك بحسب مراكز السيطرة على المرض والوقاية منه.

وإن نسبةً أقل بقليل من 15% من المتبرعين بالأعضاء هم ضحايا هذا الوباء، ففي 2016 مات حوالي 42000 شخص بجرعة زائدة من الأفيونات في الولايات المتحدة.

ورغم كل الضرر الذي تسبّب به هذا الوباء، فالجانب الإيجابي أنه أدّى إلى ارتفاع نسب التبرع بالأعضاء.

تلعب الجغرافيا أيضًا دورًا هامًا في هذه العملية، فللأعضاء فترةٌ محدّدة بعد وفاة المتبرع، تمتد هذه الفترة من 6 ساعات بالنسبة للقلب والرئتين وحتى 24-36 ساعة بالنسبة للكلى.

Exit mobile version