ترامب يستخدم الـ”فيتو” ضد قرار الكونغرس بوقف المشاركة في حرب اليمن
أبطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشروع قانون أقره الكونغرس ينهي الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، واستخدم حق النقض الرئاسي (الفيتو) لوقف القرار.
وقال البيت الأبيض إن ترامب استخدم حق النقض ضد قرار للكونغرس يسعى لإنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب في اليمن. ولاقى القرار انتقادات من منظمات دولية بيد أنه حظي بترحيب إماراتي. وهذا هو الفيتو الثاني لترامب خلال رئاسته.
واعتبر البعض قرار الكونغرس بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، بمثابة توبيخ قاس من الحزبين لترامب وخطوة تاريخية في تقليص صلاحيات الرئيس في إعلان الحرب، وهي خطوة أدانها ترامب في بيان أعلن فيه عن استخدام الفيتو.
وقال ترامب في البيان: “هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، ما يعرض حياة المواطنين الأمريكيين والجنود الشجعان للخطر اليوم وفي المستقبل”.
وهذه هي المرة الثانية التي يستخدم فيها ترامب الفيتو الرئاسي خلال فترة حكمه. واستخدمه ضد قرار الكونغرس لوقف حالة الطوارئ الحدودية التي أعلنها من أجل تأمين المزيد من التمويل لجداره بين الولايات المتحدة والمكسيك في مارس/آذار الماضي.
وتعرض الرئيس الأمريكي لانتقادات شديدة بسبب موقفه الضعيف من المملكة العربية السعودية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والخسائر المدنية الناجمة عن الهجمات السعودية في اليمن.
وقدمت الولايات المتحدة الأسلحة ودعما مخابراتيا إلى السعودية في حربها في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران. وتقول الأمم المتحدة إن الحرب قتلت ما لا يقل عن سبعة آلاف مدني.
وقال ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، إن فيتو ترامب يمثل “ضوءا أخضر فعالا لاستراتيجية الحرب التي أدت إلى استمرار أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأضاف أن 10 ملايين شخص على شفا مجاعة في اليمن. “وهناك ما يصل إلى 100 ضحية مدنية في الأسبوع، واحتمالية مقتل اليمنيين في منازلهم أكثر من أي مكان أخر”.
ورد ترامب على منتقديه بأن دعم الولايات المتحدة للحرب كان ضروريا لعدة أسباب، أولا وقبل كل شيء” لحماية سلامة أكثر من 8 آلاف أمريكي يقيمون في بعض دول التحالف”.
وقال إن هذه الدول “تعرضت لهجمات الحوثيين من اليمن”، في إشارة إلى هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ يقول التحالف بقيادة السعوديةا إنه تم اعتراضها.
وقال الرئيس أيضا إن قرار الكونغرس “سيضر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة” و “سيضر بعلاقاتنا الثنائية”.
وأضاف أنه سيؤثر أيضا سلبا على “جهودنا المستمرة لمنع وقوع إصابات بين المدنيين ومنع انتشار المنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية، ويشجع أنشطة إيران الخبيثة في اليمن”.
وجادل الديمقراطيون بأن تورط الولايات المتحدة في الصراع اليمني، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي وإعادة التزويد بالوقود الجوي لطائرات التحالف، غير دستوري بدون سلطة الكونغرس.
وأدانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي من أبرز السياسيين الديمقراطيين في البلاد، استخدام ترامب للفيتو.
وقُتل حوالي 10 آلاف شخص في اليمن على مدار السنوات الأربع الماضية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، على الرغم من أن جماعات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى قد يزيد خمس مرات.
ووجهت منظمات دولية اتهامات إلى التحالف والحوثيين بارتكاب افظع الأفعال يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.