استطلاع جديد لـ 4,164 بالغ، يتضمن كلا النوعين قُراء و غير قُراء، وجد أن البالغين الذين يقضون 20 دقيقة بالأسبوع في القراءة هم أكثر شعوراً بالرضا في حياتهم بنسبة 20% أكثر من أقرانهم الذين لا يقرأون.
لم يُركز البحث علي الغير قادرين علي القراءة نتيجة الصعوبات في التعلم مثل القراءة أو الكتابة أو ما شابه ذلك.
بدلاً من ذلك تم النظر لأولئك الذين يستطيعون القراءة و غالباً ما كانوا قُراء في ما مضي و لكنهم فقدوا هذه العادة نتيجة أحداث الحياة و ضغوطاتها ، مثل تربية الأطفال أو الوقوع في شِراك المرض.
و هم خُمسي الذين أستجابوا للإستطلاع.
المِزاج و الإسترخاء
28% و هي نسبة الغير قُراء و هم الأكثر عُرضة لحالات الإكتئاب من الذين يسوقهم الشغف للقراءة بإنتظام.
واحد من خمس قُراء يقول أن “القراءة تُساعده علي مُقاومة الشعور بالوحدة”.
القراءة غالباً ما تتسبب في تَحسُنْ ذي دلائل إحصائية هامة بالنسبة للأعراض التي تُصيب المُصابين بالإكتئاب ، و من أهمها مشاعر الوحدة و العُزلة.
القراءة لا تُساعد فقط علي تحسين تواصل القارئين بالعالم المُحيط و لكنها قادرة أيضاً علي تذكير الناس بالكثير من الأنشطة و الأعمال، أو بالمعرفة و المهارات الذين يملكوها بالفعل، كما تساعدهم أيضاً علي إستعادة الإحساس بأهمية وجود دور لهم في الحياة و ترك بصمة في العالم.
تحث القراءة علي تحقيق إيجاد الإنسان لشخصيته الكامل، و لا يقتصر هذا علي المُصاب بالإكتئاب.
و فكرة “إعادة الإنعاش” مرتبطة كثيراً بإعادة إكتشاف الأحاسيس القديمة، المنسية، المكبوحة و المشاعر و الخبرات التي لا يمكن الوصول إليها.
لُوحظ أن القُراء سجلوا حالات قوية من الاسترخاء بسبب القراءة أكثر من مُشاهدة التلفاز أو التعلق بشبكات التواصل الإجتماعي أو حتي قراءة المواد الترفيهية الأقل قيمة مثل المجلات.
القراءة مسئولة عن نوع مُعين من الإسترخاء العقلي و العاطفي، و الغير مُشابه لهذا الناتج عن مُشاهدة التلفاز مثلاً.
تُعد بعض الأنشطة الأخري مثل الإنخراط في شبكات التواصل الأجتماعي سبب في فصل ظاهري فقط للشخص و لكن ربما تعمل علي تنشيطه أكثر منها تُساعده علي الاسترخاء.
التركيز الذي تتطلبه عملية القراءة و الإنطلاق في عوالم أخري موازية و خيالية و التي تتسبب في تراجع حجم القلاقل الشخصية و توفر حماية من التشتت و الضغوطات العصبية التي نتعرض لها علي مدار اليوم. في استطلاع للرأي، صرح 43% من القُراء أن القراءة تُساعدهم علي نيل تجربة نوم أفضل ليلاً.
أكثر قوة في مواجهة الإخفاقات
تُساعد القراءة أيضاً علي توسيع مدارك الأشخاص و معرفة أن المشاكل التي تواجههم، واجهها آخرون من قبلهم و هم ليسو الوحيدون.
كما يختبروا أيضاً إدراك قوي بالأحداث التي تحدث معهم.
و عندما يتمكن الأشخاص من الإدراك بأن هذه المواقف تحدث مع آخرين، لا يشعرون فقط بالإتحاد مع العالم المحيط بل يكونوا أكثر تقبلاً للصعوبات الخاصة بهم.
المُعتادون علي القراءة بصورة منتظمة سجلوا كفائة أعلي في حسن التصرف في المواقف العصيبة.
كما تم إثبات أن القراءة تُوسع المدارك و تعطي الإحساس بأنه لا مستحيل و أن كل الطرق مُتاحة.
غير أن الناس الذين يقرأون من السهل معهم بدئ مُناقشة، و التخطيط و تحديد الأولويات و ذلك بسبب إدراكهم أن الصعوبات و المشاكل حقائق يجب أن يوجهها كل إنسان في حياته.
و في الإستطلاع ، وُجدَ أن القارئين أكثر تقديراً و إحتراماً لذاتهم بنسبة 18%.
و من الشائع للعائدين بعد غيبة طويلة عن القراءة أو حتي مع من يقرأ للمرة الأولي، شعورهم القوي بالإنجاز و الإعتزاز بما لديهم.
التواصل
القارئون بإنتظام يشعرون بأنهم أكثر قُرباً لأصدقائهم و المجتمع المحيط بهم عكس ما يحدث مع الغير قارئين.
و أظهرت أبحاث سابقة بهذا الصدد، أنه بالأضافة لتعزيز الإراداة و القدرة علي التواصل مع الآخرين، تُساعد القراءة أيضاً علي تعزيز الإحترام و التسامح مع وجهات النظر المختلفة للآخرين.
و الإحساس العالي الذي تحث عليه القراءة قادر علي أن يعطينا القدرة علي الإنفتاح أكثر علي خبرات الآخرين لنشعر أننا جزء أكثر لُحمة مع مجتمعنا الواسع المحيط.
كما تعطينا القراءة القدرة علي مُشاركة خبراتنا الحياتية في صورة غنية بالمعاني أكثر من الممكن في المُحاداثات العادية.
و لدي القارئين مادة أكثر ثراءاً للتحدث عنها و قدرة أعظم علي التعاطف، مُسببةً تفاعل أكثر عُمقاً و صِلات قوية في العلاقات الشخصية.
و ذلك لأن القراءة تعمل علي مستوي أكثر عُمقاً من المعايير الإجتماعية المُتعارف عليها، إنها تقدر علي المساعدة في تكوين صِلات بين الأشخاص الذين لا تجمعهم علاقات طبيعية مثل الصداقة أو حتي الزمالة.
لدي القُراء وعياً أكثر قوة و تعلقاً بقضايا المجتمع و التنوع الثقافي علي عكس الغير قارئين.
كما أن نظرتهم لهذا العالم إتسعت و شعورهم بالأمان أصبح نابع من داخلهم.
وجد الباحثون أن القراءة لـثلاثين دقيقة في الاسبوع تعني أنك قادر علي الشعور بأن مجتمعك يحتويك بنسبة 52% أكثر من الذين لم يقرأوا في الماضي و 72% أكثر شعوراً بروح المجتمع.
لدي القارئين أيضاً إحساساً قوياً بالسعادة بحياتهم في المجتمع أكثر بنسبة 37%.
الخلاصة، القراءة ليست نوع من أنواع الرفاهية و لكنها من الإحتياجات الأساسية لأي إنسان و التي تساعده و تدعمه في حياته و لذا فإن من الواجب أن نُخصص وقتاً لها في خِضم الأحداث التي نمر بها في حياتنا.