عزيزي القاضي، أنا “أندرو” وعندي 9 سنوات، أظن أن اغلاق تويز آر أص Toys “R” Us سيكون سيئاً للأطفال لعدة أسباب منها أن “تويز آر أص” هو المحل الوحيد الذي نحبه وهو المكان الذي يسمح لنا باللعب بالألعاب، وهو أفضل من التسوق الإلكتروني لأن معظمنا لا يمتلك تابلت لذلك أرجوكم لا تغلقوا “تويز آر أص”.
ده كان جزء من رسالة، تعتبر من أغرب الرسائل اللي استقبلتها المحاكم الأمريكية، لطفل يدعى “أندرو” بعتها لمحكمة “ريتشموند”، اللي بتنظر في أوراق إعلان إفلاس “تويز آر أص”.
استغاثة الطفل اللي ارتبط بسلسلة محلات الألعاب العالمية التي تأسست سنة 1957 تعبر عن حالة من الارتباط العاطفي بالبراند واللي بيعتبر من أقوى أنواع التسويق، بس خلينا نتكلم عن أسباب الإفلاس ده وايه الأخطاء اللي وقعوا فيها والدروس المستفادة من ورا الموضوع ده.
قدمت الشركة طلب إعلان إفلاسها لمحكمة الإفلاس في “ريتشموند” بولاية “فرجينيا” بسبب معاناتها الطويلة مع الديون اللي استمرت من سنة 2005، ومن المقرر انه في حال اعلان الإفلاس فالمحلات الموجودة في الولايات المتحدة هي اللي هتقفل لكن الأفرع التانية اللي بتتبع نظام الفرنشايز ستستمر في عملها زي الأفرع الموجودة في مصر والسعودية.
من الأسباب اللي زودت الديون دي هي الحرب الخفية اللي دارت ما بين “أمازون” و”تويز آر أص” اللي بدأت 2005 لما “تويز آر أص” رفعت دعوى على موقع “أمازون” كسبت فيها 51 مليون دولار بسبب ان “أمازون” خرقت اتفاقية البيع بين الشركتين بأنها أتاحت الفرصة لبياعين تانيين يبيعوا منتجات كان ل”تويز آر أص” حق حصري لبيعها، وبررت “أمازون” وقالت انه بسبب ان المعروض من “تويز آر أص” مش كتير وبعد القضية دي فسخت “أمازون” العقد مع شركة “تويز” مما تسبب في تجنب منصات بيع إلكتروني تانية التعاقد مع “تويز” زي “والمرت wall mart” وبدأت من هنا معركة ما بين الشركتين اللي انتهت في موسم أعياد 2016 بتراجع كبير ل”تويز آر أص” أمام “أمازون” و”ولمرت”.
خلال عام 2016 مبيعات لعب الأطفال أون لاين لموقع “أمازون” وصلت 2,16 مليار دولار في حين حقق موقع “وول مارت” 1,3 مليار دولار لكن مبيعات “تويز آر أص” كانت 918 مليون دولار بالإضافة إلى ان أسعار “أمازون” و”ول مارت” كانت أقل من “تويز آر أص” بسبب ان تكاليف التشغيل عندهم أقل بكثير غير ان عدد المعروض من منتجات لعب الأطفال على “أمازون” وصل ل 5 مليون لعبة بينما المعروض على تويز كان أقل من 100 ألف ده غير أن أمازون ركزت على جودة التسليم بالذات في اللعب وازاي اللعب توصل سليمة للعملاء.
في شركات تانية كانت من أسباب إفلاس “تويز آر أص” زي “أبل” و”سامسونج” اللي استهدفوا فئة الأطفال في التطبيقات الموجودة على الأب ستور أو البلاي ستور اللي كانت سبب في ابتعاد أطفال كتير عن اللعب التقليدية بجانب أن “تويز” مقدرتش تاخد حقوق حصرية لإنتاج لعب الأفلام زي “ستار ورز” و”النينجا” وأفلام أطفال تانية كتير ما سبب وجود نسخ لشخصيات بيحبها الأطفال بأسعار أقل من أسعار “تويز آر أص”.
في مقولة مشهورة لرئيس الوزراء البريطاني السابق “هارواد ويلسون” بيقول فيها “المؤسسات البشرية الوحيدة التي لا تتطور هي المقابر” ودي حقيقة فالمقابر لا تطور والشركات التي لا تتطور تصبح مقابر.
الدروس المستفادة:
• التجارة الإلكترونية أصبحت أمر واقع عدم تطبيقه بيعتبر من علامات بداية النهاية، وبالنسبة للأستاذ اللي بيقول ده في أمريكا بس ومابيتعملش في مصر أحب أقولوا بص حواليك على النماذج اللي ظهرت على السوشيال ميديا والعملاقين “سوق دوت كوم” و”جوميا” ده غير خدمات البيع الإلكتروني اللي بقت بقدمها برندات كتيره جوه مصر.
• تابع مراحل تطور عميلك لحظة بلحظة عشان تفضل مسيطر عليه وده عكس اللي حصل مع “تويز آر أص” لما بدأت “أبل” و”سامسونج” تكسب جزء من عملائهم.
• العقول بتطور بسرعة رهيبة، أطفال زمان مش زي أطفال النهاردة فمتخيل دول لما يكبروا ويبقوا شرايح عملاء مستهدفه هيبقوا عاملين ازاي.