يقع وادي الحيتان داخل محمية وادي الريان الذي يغطي مساحة ١٧٥٩ كم بمحافظة الفيوم على بعد ١٥٠ كم من القاهرة . وتتميز منطقة وادي الحيتان بنظام بيئي فريد من حيث وجود الأراضي الرطبة والتركيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة كما توجد مجموعه من هياكل الحيتان يصل عددها الي ٤٠٦ هياكل ومنها ٢٠٥ هياكل عظيمة كاملة.
ترجع أهمية الوادي إلى العثور على هياكل عظمية كاملة للحيتان في صحراء الوادي يرجع تاريخ تواجدها بالمنطقة إلى 40 مليون سنة مما يؤكد أن المنطقة في هذا التاريخ كانت جزءا من محيط يحتوي على الكثير من الأحياء المائية.
لذلك اختارت هيئة اليونيسكو منطقة وادي الحيتان كأفضل منطقة للتراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان في عام 2005 وعلى هذا تم تصنيفها كمنطقة تراث عالمي.
من روعة منطقة وادي الحيتان أنها تحتوي على هياكل متحجرة لحيتان وللكثير من الكائنات البحرية والتي يرجع تاريخاها أيضًا إلى 40 مليون سنه وفي هذا الزمن البعيد كانت هذه المنطقة من المحيط تعرف ببحر تيثي.
إذا كنت من هواة الحفريات فيوجد هناك متحف مفتوح به الكثير من الحفريات البحرية المتنوعة وهياكل الحيتان ويمكن للزائرين رؤية الحيتان وباقي الحفريات ولكن غير مسموح بلمسها لحمايتها.
لك أن تتخيل ما ستراه هناك، حيث ترى تطورات الحيتان في العالم اجمع، فهي حفريات نادرة جدا تبلغ حوالي 400 حفرية نادرة للحيتان، كما بها هياكل الكثير من الحيوانات والأسماك الأخرى مثل؛ القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل والسلاحف والثعابين البحرية وفصيلة “الباسيلو سورس” الدينصورية التي يصل طولها إلى نحو 22م.
كما يوجد في الوادي حيوانات ثديية بحرية وبقايا لنباتات المانجروف المتحجرة وبعض أنواع القرود المنقرضة التي وجدت على الجبال الموجودة في الوادي مثل جبل القطراني، وكذلك بعض أنواع الأفيال التي أرجع العلماء زمنها إلى عصرين متتالين هما الأيوسين والألوجسين.
كانت أولى الاكتشافات للبقايا الحفرية في الوادي عام 1903 أثناء زيارة احد العلماء الجيولوجيين إلى مصر لإجراء مسح جيولوجي في المنطقة وعلى هذا فتح المجال أمام العلماء الذين يعملون على فك الغاز الأرض والحقب الزمنية للعصور الجيولوجية لتكون الأرض.