هنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، الشعب المصري العظيم، وكافة الشعوب العربية والإسلامية، بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى العطرة بالخير على الشعب المصري وعلى جميع المسلمين في كافة أنحاء الأرض.
وقال الرئيس في كلمته التى وجهها إلى الأمة الإسلامية، خلال احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام والذي نظمته وزارة الأوقاف، حول مختلف القضايا الراهنة ورؤى مصر للاستفادة من ذكرى المولد النبوي الشريف، إنّ احتفالَنا اليوم بذكري مولد نبيّ الرحمةِ والهدي، يمثل مناسبة طيبة، للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم، والتي بلغها لنا متحملًا في سبيل ذلك الكثير من الأذى، الذي لم يحول بينه، صلى الله عليه وسلم، وبين أداء الأمانة، التي كلفه بها الله عز وجل.
وأضاف:”إن في المشاق الجسيمة، التي تحملها الرسول الكريم، ما يعطي لنا الكثير من الدروس الواجب تعلمها واستيعابها، وفي مقدمتها، تحمل الأذى بثبات، والصبر على المكاره بأمل في نصر الله، ومواجهة الصعاب بعمل دؤوب لا ينقطع”.
وتابع الرئيس:”إن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله سبحانه وتعالى، والعمل المنظم والجهد المتواصل، المبني على أسباب الدنيا وقوانينها وتطورها، لهو المنهج الذي ينتصر في النهاية، إذ إن الله عز وجل يكافئ المجتهدين، الذين يسعون للخير والسلام وتعمير الحياة ويعملون على تخفيف آلام الناس وتحسين الواقع الذي يعيشون فيه”.
وأضاف الرئيس السيسي:”وأقول لكم بكل الصدق، إننا إذ نقتدي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فإننا نبذل أقصى الجهد، لتحقيق نقلة نوعية في أداء دولتنا، وتوفير أسباب القوة والتقدم لها، على جميع المستويات، فالأمانة التي يتحملها كل منا في نطاق مسئوليته، تحتم عليه ألا يدخر جهدًا في الإحاطة بأسباب التقدم والعلّو وتجنب أسباب الفشل والانهيار”.
وقال:” بينما لا يشغلنا شيء عن تحقيق تطلعات شعب مصر العظيم، في الأمان والسلام والتنمية والازدهار، لا نلتفت إلى محاولات التعطيل والإعاقة، التي يقوم بها أعداؤنا ويكون ردنا عليها هو المزيد من العمل والكثير من الجهد والنظر إلى الأمام بأمل وثقة، موقنين بوعد الله سبحانه وتعالى بأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض”.
وتابع قائلا:” الحق أقول لكم، إنني أثق تمام الثقة، في نصر الله القريب لمصر وشعبها وفي تحقيق آمالنا جميعًا في بناء وطن حديث متقدم، ينعم فيه شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة”.
وأشار السيسي إلى إن التطرف والإرهاب، والتشكيك الكاذب، والافتراء على الحق وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التي نواجهها، لن تثني هذا الشعب ذي الإرادة الحديدية عن المضي في طريقه نحو المستقبل الأفضل.
وأضاف:”سنواجه الشر بالخير والهدم بالبناء واليأس بالعمل والفتن بالوحدة والتماسك، ولعل سيرة النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم تكون لنا جميعًا قدوة حسنة تلهمنا القوة والإرادة والصبر والتحمل والجرأة والشجاعة وسلامة المقصد والغاية”.
حضر الاحتفال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ولفيف من الشخصيات الوطنية والتنفيذية والدينية، وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة، وقيادات الأزهر والأوقاف.
وكرم رئيس الجمهورية عددا من الشخصيات من مصر والخارج ممن أثروا الفكر الإسلامي الرشيد بعلمهم وجهدهم وتقديرا لتفانيهم في تجديد الخطاب الديني والعمل الدعوى.