غزة تحت القصف والجوع: الاحتلال يحوّل نقاط توزيع المساعدات إلى فخاخ دامية

يتواصل العدوان على قطاع غزة في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية، حيث حول جيش الاحتلال مراكز توزيع المساعدات إلى مصائد موت تستهدف المدنيين المحتاجين للغذاء والدواء.
وأكد مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة لقناة “التلفزيون العربي” أن الاحتلال يتعمد استهداف أي تجمع سكاني، بما في ذلك نقاط تسليم المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن القصف غالبًا ما يكون مباشرًا في الرأس والصدر.
وفي تطور مأساوي، استشهد عدد من الفلسطينيين، أمس الأحد، برصاص قوات الاحتلال قرب مركز توزيع للمساعدات غرب رفح، في وقت يواجه فيه القطاع حملة عسكرية متواصلة منذ 20 شهرًا.
كما أفاد مراسل القناة من مدينة خان يونس، صباح الإثنين، أن 3 فلسطينيين استشهدوا وأُصيب أكثر من 30 آخرين جراء استهداف مباشر من قبل الاحتلال لنقطة توزيع غرب المدينة.
وأشار المراسل إلى أن توزيع المساعدات يتم في مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال، مع تعمّد واضح لعدم تنظيم العملية بشكل يُلبي حاجة السكان الذين يعانون من المجاعة، في ظل استمرار سياسة “هندسة التجويع” التي ينفذها الاحتلال.
وفي موازاة الجوع، تتواصل الغارات الجوية والمدفعية على القطاع، حيث استهدفت قوات الاحتلال صباح اليوم عدة مناطق، منها قيزان النجار والسطر الغربي في خان يونس، إضافة إلى قصف عنيف شمالي القطاع.
كما فجّرت قوات الاحتلال مركز “نورة الكعبي” لغسيل الكلى في شمال غزة، في استمرارٍ لسياسة استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية الصحية.
وتعليقًا على المشهد المأساوي، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا، إن إطلاق النار على مراكز توزيع المساعدات يشكل “فخاخًا للموت”، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورًا يومًا بعد يوم.
وأضاف جونثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن “نموذج توزيع المساعدات الحالي لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية”، واصفًا ذلك بأنه “اعتراف ضمني بالفشل الأخلاقي والقانوني”.
في المقابل، سعى الاحتلال إلى التنصل من المجازر المرتكبة، زاعمًا أن مسلحين مجهولين هم من أطلقوا النار على المدنيين خلال محاولتهم التقاط المساعدات، وهي رواية يشكك بها العديد من المراقبين في ظل توثيق الاستهداف المباشر للمدنيين.
من جانبه، أوضح مدير الإغاثة الطبية أن الشركة الأميركية المسؤولة عن توزيع المساعدات لم تنسّق مع أي جهة داخل غزة، وأن ما وصل إلى القطاع لا يتجاوز بضع كراتين غذائية لا تسد رمق الجائعين.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر حتى الآن عن استشهاد 54,418 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 124,190 آخرين، في حصيلة لا تزال غير نهائية.