غزة تختنق بالجوع: اندفاع جماهيري نحو مركز مساعدات وسط إطلاق نار واتهامات متبادلة

تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بعدما اندفع آلاف الفلسطينيين، يوم الثلاثاء، نحو مركز جديد لتوزيع المساعدات الغذائية بمدينة رفح، في مشهد مأساوي يعكس حجم الجوع والمعاناة التي يعيشها المدنيون، خصوصًا بعد شهور من الحصار الخانق.
وشهد موقع التوزيع حالة من الفوضى العارمة، حيث تدافع المئات من الرجال والنساء والأطفال، بعضهم سيرًا على الأقدام وآخرون على عربات تجرها الحمير، للحصول على طرود غذائية تقدمها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
وتجاهل المتجمعون إجراءات الفحص البيومتري التي أعلن جيش الاحتلال عزمه فرضها على المستفيدين من المساعدات، ما أدى إلى اضطراب الوضع الأمني في المكان.
أيمن أبو زيد، نازح من رفح ويقيم في خان يونس، وصف المشهد بقوله: “كنا في طابور طويل ننتظر دورنا، لكن بسبب التأخير ونقص المساعدات، بدأ الناس بالتدافع ومحاولة الدخول عشوائيًا. وبعد دقائق، بدأت قوات الاحتلال بإطلاق النار، وكان الصوت مرعبًا، فتفرّق الناس، لكن بعضهم استمر في محاولة أخذ المساعدات رغم الخطر”.
وفيما أكد جيش الاحتلال أنه أطلق “أعيرة تحذيرية” فقط خارج مركز التوزيع، شدد على أن سلامة جنوده لم تكن في خطر، وأن عمليات توزيع الأغذية ستُستأنف كالمعتاد. إلا أن المشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام أظهرت حالة من الهلع والفوضى بين المدنيين، وسط توتر أمني كبير.
من جهتها، أوضحت “مؤسسة غزة الإنسانية” أن عدد المتجمهرين في مركز التوزيع تجاوز القدرة الاستيعابية، ما اضطر الفريق للتراجع مؤقتًا لضمان سلامة عدد محدود من المستفيدين. كما ألقت المؤسسة باللوم على “حواجز حماس” التي قالت إنها تسببت في تأخير عملية التسليم لعدة ساعات.
في المقابل، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة، معتبرًا أن ما جرى هو “فشل ذريع في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصرية”، وأن الحادثة تعكس عمق المأساة التي يعيشها الغزيون بعد نحو 90 يومًا من الحصار ونفاد الغذاء والدواء.
وقال المكتب في بيانه: “اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم أبسط مقومات الحياة، نحو مركز التوزيع تحت وطأة الجوع القاتل، في محاولة يائسة للحصول على ما يسدّ الرمق، بعد أن تحوّلت المساعدات إلى سلاح حرب وأداة للابتزاز السياسي”.
تأتي هذه الحادثة بينما بدأ الاحتلال في اعتماد نظام جديد لتوزيع المعونات في المناطق الخاضعة لسيطرته، وسط اتهامات متبادلة، وتزايد التحذيرات من انفجار الوضع الإنساني في القطاع إذا استمر الحصار والتلاعب بالمساعدات الإنسانية