المؤرخ هيرودوت نقل عن كهنة هليوبلس واقعة غريبة حكوا له عنها، وقد سجلها في كتابه دون أن يفهمها تماما، رغم ان هيورودوت له شطحات كتيرة، لكن من المهم تحليل غرائب كلامه، وهو أحيانا معذور .. فلم يكن كهنة مصر يعطون له المعلومة بشكل سلس .. ويغلفونها عن عمد ببعض الألغاز ليحافظوا على أسرارهم .. فما الجملة الغريبة التي ذكروها له ..؟!
قالوا له: “إن الشمس أشرقت مرتين من حيث تغرب الآن، وغربت مرتين من حيث تشرق الآن” .. فما معنى هذه العبارة ؟
هيرودوت كتب تلك الجملة ولم يفسرها، وهذا معناه أن عُلماء هليوبلس أعطوا له الجملة دون أن يفسروها له، لأنهم لو فسروها لوضع التفسير ..
للوهلة الاولى يبدو التفسير وكأن الشمس قد طلعت من مغربها، طلوع الشمس من مغربها معناه أن كوكب الأرض لف بالعكس .. لكن لا يبدو ان هذا ما حدث ..
فلم تقل العبارة أن الشمس أشرقت من مغربها .. بل قالت أشرقت من حيث تغرب الآن ..
فماذا يُمكن أن يكون المعنى ؟
عالم رياضيات فرنسي اسمه شوالر دي لوبيتس كان ليه رأي مقنع جدا في هذه المسألة .. فماذا كان رأيه ؟
هيرودوت كان في مصر تقريبا 460 قبل الميلاد، في ذلك العام .. وقد كانت الشمس تشرق في فلك مجموعة الحوت، وتغرب عند مجموعة العذراء، هذه الحركة تحدث فقط كل 13 ألف سنة، معنى ذلك ولكي تحدث مرتين، يبقى التبادل ده حصل مرتين خلال 39 ألف سنة
فإذا كانت فرضية شواللر صحيحة فمعنى ذلك أن علماء هليوبلس كانوا يستندون إلى سجلات تعود على الأقل إلى 39 ألف سنة قبل الميلاد .. وهو ما أطلق عليه (زيب تيبي) أو الزمن الأول
إن عبارة (الشمس أشرقت مرتين من حيث تغرب الآن، وغربت مرتين من حيث تشرق الآن) لا تتحق إلا إذا كانت الحضارة عمرها 39ألف سنة .. ويتفق مع قدم الحضارة المصرية الذي دونه المؤرخون نقلا عن مانيوتن وما ذكرته بردية تورين !