كشف مصدر محسوب على جماعة الإخوان، أن السلطات التركية تتجه إلى اتخاذ قرار بغلق القنوات الفضائية الناطقة باسم الجماعة التي تصدر من مدينة “إسطنبول”، في سياق المصالحة الإقليمية التي تنتهجها تركيا مع دول الجوار.
وأكد المصدر في تصريحات خاصة لـ«النهار» أن هناك حالة من القلق حول مستقبل عناصر الجماعة المتواجدين في إسطنبول من خطوات قادمة تؤكد تخلي إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الجماعة ومساندته بهدف تهدئة الأوضاع مع القاهرة.
مشيرا إلى أن هناك رسائل بدأت تصل للإعلاميين والصحفيين المحسوبين على الجماعة المتواجدين في تركيا، أنه خلال الفترة المقبلة سوف تصدر قرارات مؤلمة متعلقة بإغلاق المنافذ الإعلامية للجماعة التي اعتادت مهاجمة النظام المصري، واشتراط التزام الصمت مقابل الإقامة هناك والكف عن الحديث عن الشأن الداخلي المصري.
وتتبع تركيا تطبيق خطة “تصفير المشكلات” مع الجوار، وأقدم أردوغان مؤخرا على تقديم اعتذار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن واقعة إسقاط الطائرة الروسية داخل الأراضي السورية، وجاءت رسالة الاعتذار بعد ساعات من توقيع اتفاق عودة العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في وقت سابق إنه لا مانع من تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر وعقد لقاءات بين مسئولي البلدين.
ورغم الموقف التركي من إسقاط الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، أوضح يلدريم: “دعونا ننحي الأمر جانبًا، لأنه من ناحية أخرى الحياة مستمرة، نحن نعيش في نفس المنطقة، ونحن بحاجة إلى أنفسنا”.
وأعرب المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية عن عدم الارتياح لاستمرار التناقض في التصريحات والمواقف التركية، والتأرجح ما بين إظهار الرغبة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر، وبين استمرار حالة عدم الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو وما نتج عنها من أوضاع سياسية ومؤسسات شرعية اختارها الشعب المصري.
وأكد المتحدث باسم الخارجية، أنه مع ترحيبنا بكل جهد يستهدف تحسين تركيا لعلاقاتها مع مصر، إلا أنه يجب أن يكون واضحًا أن الاعتراف بشرعية إرادة الشعب المصري ممثلة في ثورة 30 يونيو وما نجم عنها من تولي مؤسسات شرعية مسئولية إدارة البلاد، يحتم الاعتراف بها والانخراط في العمل معها كنقطة انطلاق لتطوير علاقة تركيا مع مصر.