عالم الفلك

أسباب تجعل استكشاف الفضاء مهمًا لك شخصيًا

لكل محبي الفضاء في كل مكان يؤمنون بأن استكشاف الفضاء يتيح لنا الكثير من الفوائد الأرضية في مجالات مختلفة، مثل التعدين والأمن والصحة وغير ذلك.

ولكن عندما وصلنا إلى القمر أول مرة عام 1969 توقع الكثير من الناس أن السفر بين كواكب مجموعتنا الشمسية سيكون روتينيًا في القرن الحادي والعشرين، حتى أننا سنغامر بالسفر إلى مناطق خارج نظامنا الشمسي.

يقول العالم نيل تايسون: «إذا سألت مجموعة من طلبة الصف الثامن: من يريد أن يصبح مهندس طيران ليبني طائرة ذات كفاءة وقود أكثر بـ 20% من الطائرة التي يسافر بها أهلكم؟ لا يرفع أحدٌ يده. لكن إذا سألتهم: من يريد أن يصبح مهندس طيران ليصمم طائرة تجوب سماء المريخ؟ سأحصل حينها على أفضل الطلاب».

1- قد نحتاج إلى استعمار الفضاء

تساعدنا قدرتنا على إطلاق الأقمار الصناعية الفضائية على مراقبة مشكلات الأرض، مثل حرائق الغابات أو انسكاب النفط أو نضوب طبقات المياه الجوفية.

لكن تزايد أعداد البشر والجشع وانعدام التفكير في الحالة البيئية أدى إلى مشكلات خطيرة جدًا، وفقًا لبحث سنة 2012، تبلغ قدرة الأرض على التحمل 8-16 مليار نسمة، ولدينا بالفعل أكثر من 7 مليارات نسمة.

لهذا يرى بعض المستقبليين أهمية استعمار كوكب آخر، هذا أمر قد تعتمد عليه حياتك أو حياة أحفادك.

2- على البشر إشباع حاجتهم إلى الاستكشاف

لم يجلس أسلافنا في مكان واحد، تجولوا بين الدول والقارات، بدؤوا من شرق إفريقيا وبلغوا كل بقاع العالم، ولم نكف عن الحركة منذ ذلك الوقت. لتلبية هذه الرغبة علينا الوصول إلى أماكن جديدة، كالقمر والنجوم.

ميّز مايكل جيرفن مدير ناسا السابق بين الأسباب المقبولة والأسباب الحقيقية لاكتشاف الفضاء. الأسباب المقبولة هي المنفعة الاقتصادية والأمن الوطني، لكن الأسباب الحقيقية هي الفضول البشري وحب الاستكشاف: «لم يختبر الكثير من الناس شعور رؤية شيء لأول مرة، ولو على التلفاز، تجربة اختبرناها مجددًا بواسطة المهام الفضائية الروبوتية. عندما نتبع الأسباب الحقيقية لا الأسباب المقبولة نحقق أعلى الانجازات».

3- المساعدة على الإجابة عن الأسئلة المهمة

يؤمن نصف سكان الولايات المتحدة بوجود الكائنات الفضائية، وربعهم يؤمن بأن هذه الكائنات زارت الأرض سابقًا.

لكن جميع أبحاثنا عن هذه الكائنات أو أي إشارات قادمة من الحضارات البعيدة كانت غير مثمرة، لأن الغلاف الجوي الأرضي يمنع هذه الإشارات من الوصول، لذا يعتمد العلماء على التلسكوبات الجديدة مثل تلسكوب جيمس ويب الذي سيمتلك القدرة على الكشف عن المواد الكيميائية في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية. إضافةً إلى الكثير من المشروعات التي تبحث حثيثًا عن أي دليل لوجود الكائنات الفضائية.

4- يمكن الدول أن تعمل معًا بسلام

رغم الحرب الفضائية المحتملة بين الدول، يجب ألا يجري الواقع وفق هذا السيناريو، فالتجربة المشتركة في محطة الفضاء الدولية بينت قدرة الدول على العمل السلمي.

أشارت ورقة بحثية من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن سنة 2006 إلى أن التعاون الدولي يؤدي إلى تقسيم التكاليف الباهظة بين الدول وتقوية العلاقات الدبلوماسية، ويتيح الكثير من الوظائف.

5- نحتاج إلى الكثير من المواد الخام من الفضاء

يحتوي الكون الفضة والذهب والبلاتين والكثير من المواد الثمينة أيضًا. وجهت الشركات اهتمامها إلى عمليات التعدين الفضائية، لكن ليس على عمال المناجم الذهاب بعيدًا لإيجاد المواد المهمة.

يمتلك القمر نسبة عالية من الهيليوم 3، الذي يُستخدم في أجهزة الرنين المغناطيسي ووقودًا محتملًا للمحطات النووية، أدت ندرة هذا النظير إلى ارتفاع سعره، يساوي اللتر الواحد منه 5000 دولار، ومن المتحمل أن يمتلك القمر المزيد من المواد المهمة مثل اليوروبيوم والتانتاليوم، التي تُستخدم في الإلكترونيات والألواح الشمسية والأجهزة المتطورة.

6- الاستكشاف الفضائي مهم للأمن القومي

يجب على الولايات المتحدة اكتشاف التهديد الفضائي، مثل الأسلحة الفضائية التي قد تنشرها دولة معادية أو جماعة إرهابية لمهاجمة الأقمار الصناعية للملاحة أو الاتصالات أو المراقبة.

مع أن الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وقعت على معاهدة تمنعها من المطالبة بحقوق فضائية، تخلت أكثر الدول الكبرى عن الكثير من المعاهدات سابقًا.

حتى لو خصخصت الولايات المتحدة الكثير من المهمات الفضائية، يجب عليها أن تضمن قدرة الشركات الخاصة على إجراء هذه العمليات دون قلق من المتطفلين أو الخوف من فقدان معداتهم أو اكتشافاتهم، لهذا يجب دعم ناسا دبلوماسيًا إذ يمكن أن تتحول إلى محطة عسكرية إذا لزم الأمر.

7- اكتشاف الفضاء ملهم للكثير من الناس

إذا أردنا واقعًا يطمح فيه الأطفال الصغار إلى أن يصبحوا علماء ومهندسين لا أن يصبحوا نجومًا تلفزيونيين أو مغني راب، يجب علينا أن نتيح لهم البيئة المثالية التي تشجع طموحهم العلمي.

8- لحمايتنا من الكويكبات المدمرة

إذا كنا نتخوف من الانقراض على طريقة الديناصورات، يجب علينا أن نحمي أنفسنا من الكويكبات والنيازك المختلفة. وفقًا لناسا، يصطدم كويكب بحجم ملعب كرة قدم بالأرض مرة كل 10,000 عام وقد يسبب هذا الاصطدام موجات قوية كافية لإغراق المناطق الساحلية.

لكن الوحوش الحقيقية التي نخشاها حقًا هي الكويكبات التي يبلغ عرضها 100 متر أو أكثر، اصطدام كهذا سيطلق عاصفة نارية من الشظايا الساخنة ويملأ الغلاف الجوي بالغبار الذي سيحجب أشعة الشمس، ما سيؤدي إلى تجويع الكائنات الحية التي لم يقتلها الانفجار مباشرةً. في حال وجود برنامج فضائي يستطيع الكشف عن هذه الكويكبات، نستطيع إرسال مركبة فضائية لإحداث انفجار نووي ضخم يدفع الكويكب بعيدًا عنّا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى