وقالت مصادر مطلعة أن مصر شاركت فى الاجتماع الثلاثى الخاص بالتفاوض حول قواعد ملء و تشغيل سد النهضة الإثيوبى، وقد أعربت فى بداية الاجتماع عن الاستعداد لإستئناف التفاوض على أساس مخرجات القمة الأفريقية المصغرة التى عُقدت فى ٢١ يوليو، وكذا مخرجات الإجتماع الوزارى يوم ٣ أغسطس الجارى والتى تقضى بالتفاوض حول إتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
وأشارت المصادر أن رفع الاجتماع جاء فى إطار الطلب السودانى بتأجيل الإجتماعات لمدة أسبوع لاستكمال التشاور الداخلى نظراً للتطورات التي شهدتها المفاوضات في الآونة الأخيرة والخطابات المتبادلة بين الأطراف المشاركة في المفاوضات فيما يتعلق بتغيير أجندة التفاوض.
من جانبها، قالت وزراة الري السودانية في بيان: “استؤنفت بعد ظهر اليوم الاثنين المفاوضات الخاصة بملء تشغيل سد النهضة بدعوة من الاتحاد الإفريقي وبحضور الخبراء والمراقبين”، وفق “فرانس برس”.
وأضافت: “طلب الوفد السوداني في بداية الجلسة تأجيل المفاوضات لمدة أسبوع لمواصلة المشاورات الداخلية التي يجريها الفريق المفاوض”.
وكان السودان قد تلقى الأسبوع الماضي اقتراحا إثيوبيا مفاده ربط اتّفاق تشغيل سد النهضة، باتفاق شامل بشأن تقاسم مياه النيل الأزرق.
وأوضح بيان وزارة الري الاثنين أن طلب تأجيل المفاوضات يرتبط “بالتطورات التي شهدتها المفاوضات في الآونة الأخيرة”.
ويُعد سد النهضة الكبير مصدر توتر بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى منذ 2011.
والأسبوع الماضي، طلبت مصر أيضا تعليق المفاوضات الجارية.
وقالت وزارة الريّ المصريّة في بيان “طلبت مصر وكذلك السودان تعليق الاجتماعات، لإجراء مشاورات داخليّة بشأن الطرح الإثيوبي الذي يُخالف ما تمّ الاتّفاق عليه خلال قمّة هيئة مكتب الاتّحاد الإفريقي في 21 يوليو 2020”.
ويتوقع أن يصبح السد أكبر منشاة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا وتقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم لتشكيل نهر النيل.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد هذا الشهر حتى التوصل لاتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو أنها انجزت المرحلة الاولى من ملء الخزان البالغة 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول توربينتين في السد.
وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها، إذ يعتبر نهر النيل مصدرا لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد.
وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف بشأن السد مع مواصلة إثيوبيا الاستعداد لملء الخزان، الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه.