قد يسبب التغيب عن المواعيد الطبيعية لمراجعة طبيب الأسنان في ظل الجائحة تسوس الأسنان أو نزيف اللثة أو القُلاع أو مشاكل أخرى تتعلق بالصحة الفموية.
لذلك يجب اتباع نظام غذائي محدد للحفاظ على الصحة الفموية في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
- خلال جائحة فيروس كورونا المستجد يشعر الكثير من الناس بالقلق بشأن حفاظهم على الصحة الفموية ، ومن حاجتهم إلى معاينة طبيب الأسنان مرة أخرى.
- قد تساعد معرفة الأصناف التي يجب تناولها والتي يجب تجنبها في تحسين الصحة الفموية.
- ينصح الخبراء بتجنب الأطعمة السكرية والمعالَجة والحمضية والحاوية على كربوهيدرات عالية دون قيمة غذائية كبيرة.
- بالمقابل، يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف والحاوية على العناصر الغذائية التي يحتاجها الفم مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيزيوم لبناء أسنان أقوى.
إذن دعونا نلقي نظرةً على خمسة أصناف من الأطعمة التي تعزز صحة الفم، وخمسة أصناف أخرى تزيد من احتمالية تسوس وحساسية الأسنان ونزيف اللثة.
أطعمة يفضل تناولها:
1) حبوب الكاكاو:
تعد الشوكولاتة الخالية من السكر من الأطعمة الجيدة، وقد تساعد في منع تسوس الأسنان عن طريق الحفاظ على بعض البكتيريا الفموية وإيقاف تشكل اللويحة السنية (القلح) على الأسنان.
كشفت دراسة أجريت عام 2009 أن البوليفينول الموجود في الكاكاو والقهوة والشاي يقضي على البكتيريا المسببة للتسوس ويشكل حاجزًا بين الأسنان واللويحة السنية.
ووجد باحثون عام 2019 أن حبوب الكاكاو تقضي على بكتيريا المكورات العقدية الطافرة -المسبب الرئيسي لتسوس الأسنان- بنفس فعالية غسول الفم، ولا دليل على أنها قضت على أنواع أخرى من البكتيريا الفموية المفيدة.
إذن يجب تناول حبوب الكاكاو أو الشوكولاتة الداكنة قليلة أو عديمة السكر، إذ تتعارض المواد الإضافية الموجودة في لوح السنيكرز مع فوائد الشوكولاتة تمامًا.
2) ألبان وأجبان الحيوانات العاشبة:
تحتوي منتجات الحيوانات العاشبة -مثل الجبنة والزبدة- على نسب عالية من فيتامين ك2 (K2) المفيد في صحة الأسنان، ومع ذلك يعاني غالبية سكان العالم نقص فيتامين ك2.
فلا يمتلك البشر الإنزيم المناسب لتحويل فيتامين ك1 إلى ك2 بكفاءة في الجهاز الهضمي، عكس جميع الثدييات الأخرى التي يتنشط الإنزيم لديها بواسطة الكلوروفيل (اليخضور)، لذا في الغالب لن تؤمّن الحيوانات التي تعيش على الحبوب والذرة منتجًا غنيًا بفيتامين ك2.
تشمل الأطعمة الأخرى الحاوية على نسب عالية من فيتامين ك2 الداعمة لصحة الأسنان: الناتو (طعام ياباني تقليدي مصنوع من فول الصويا) ولحوم البقر ومعجون كبد الإوز والبيض وكبد الدجاج. بالإضافة إلى ذلك تحتوي هذه الأطعمة أيضًا على نسب عالية من الفوسفور، وهو عنصر غذائي مفيد للأسنان.
3) الأسماك الدهنية:
تعد الأسماك الدهنية عنصرًا مهمًا في الكثير من الأنظمة الغذائية الصحية، وتحوي على نسب عالية من فيتامين د الضروري لكافة أجهزة الجسم تقريبًا، إضافة إلى قدرته على الحد من خطر تسوس الأسنان.
يعمل فيتامين د بالتآزر مع الفيتامين أ والفيتامين ك2 على نقل الكالسيوم للأسنان، ما يعزز طبقة المينا من الداخل إلى الخارج، ويؤدي أي نقص في هذه العناصر الغذائية إلى ضعف طبقة المينا.
تحتوي الأسماك الزيتية على نسب عالية من أوميغا 3، وهي دهون مشبعة تدعم اللثة وقد تساعد حتى في منع وتقليل أعراض التهاب اللثة التي تصيب نصف البالغين تقريبًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
أي يجب تناول كمية أكبر من أوميغا 3 إن كانت اللثة تنزف عند استخدام الفرشاة أو الخيط السني لتقليل الالتهاب والنزيف.
وتحتوي كل من التونة والإسقمري والسلمون والسلمون المرقط على النسب الأعلى من فيتامين د وأوميغا 3.
4) الخضراوات الورقية:
تساعد الخضراوات الورقية الفمَ في إنتاج المزيد من البكتيريا التي تقلل النتريت والنترات، على عكس الأطعمة عالية الكربوهيدرات (الأطعمة النشوية)، وفي المقابل يستفيد الفم والجهاز القلبي الوعائي من زيادة أحادي أكسيد النيتروجين.
وتزيد الخضراوات الورقية أيضًا من إحساس نظافة الأسنان، وتجعل الميكروبات الفموية أكثر صحةً.
تعد الخضراوات الورقية الداكنة الأفضل للأسنان، لأنها غنية بالمعادن التي تمتصها الأسنان في أثناء عملية إعادة التمعدن لتعزيز بنيتها. من الأمثلة الهامة على الخضراوات الورقية الداكنة الكرنب الأجعد والسبانخ واللفت والسِّلق والجرجير.
5) البرتقال والليمون الهندي (الجريب فروت):
رغم أن الأطعمة الحمضية قد تؤثر بشكل سلبي على الأسنان، فقد يفيد الليمون الهندي والبرتقال وغيرها من الحمضيات صحة الفم عند تناولها باعتدال.
فهي تحتوي على نسب عالية من فيتامين سي (C)، الذي يقوي الأوعية الدموية والأنسجة الضامة في الفم، ويبطئ تقدم التهاب اللثة.
أظهرت دراسة أجريت عام 2005، أنه وبعد تناول الأفراد اليمون الهندي يوميًا مدة أسبوعين فقط ارتفعت معدلات فيتامين سي لديهم وانخفض نزيف اللثة.
أطعمة يفضل تجنبها:
1) البسكوت المالح:
من المدهش معرفة أن البسكوت المالح يكاد يكون أخطر الأطعمة على الصحة الفموية ، فتتفكك الكربوهيدرات الموجودة فيها بسرعة في الفم، وتصبح في غضون ثوان مجرد سكر تتغذى عليها البكتيريا الممرِضة، وتفرز البكتيريا في أثناء تغذيتها على السكريات حمضًا على الأسنان ما قد يؤدي إلى ترسب اللويحات السنية وتسوس الأسنان.
إن كنت من عشاق البسكوت المالح وترغب بحماية أسنانك حاول اختيار نوعية مصنّعة دون قمح.
2) الفواكه المجففة:
قد يبدو مصطلح «الفاكهة» صحيًا، لكن الفواكه المجففة مجردة من الماء تمامًا، وما بقي منها يشبه الكراميل اللزج الذي يغذي البكتيريا الفموية بالسكر، إضافةً إلى الرقم الهيدروجيني المنخفض للفواكه المجففة الذي يساعد في تسوس الأسنان.
لذلك تعد الفواكه الطبيعية أكثر فائدة لصحة الفم، ويعود ذلك جزئيًا إلى الماء الموجود فيها.
3) المشروبات الغازية:
تحتوي جميع المشروبات الغازية وحتى تلك الخالية من السعرات الحرارية على كمية كبيرة من الأحماض، إلى جانب احتوائها على كميات عالية من السكر، ويتراوح الرقم الهيدروجيني لها بين 2 و 3، وهي نسبة حمضية عالية حتى مقارنةً مع مشروبات أخرى مثل القهوة.
ويُرجح أن تسبب حموضة بهذا المستوى تسوس الأسنان والتهاب اللثة واختلال الميكروبيوم في الفم.
يمكن الاكتفاء بتناول المشروبات الغازية لفترات زمنية قصيرة للحفاظ على صحة الأسنان، وتمضمض بالماء مباشرة بعدها، وبعد 45 دقيقة نظف أسنانك بالفرشاة.
4) الكومبوتشا:
يعد الكومبوتشا مشروبًا صحيًا لاحتوائه على بكتيريا مفيدة والعديد من مضادات الأكسدة لمساعدة الجسم في محاربة الأمراض.
ومع ذلك، تحتوي العديد من أنواع الكومبوتشا على كميات كبيرة من السكر المضاف ولا تحتوي حقًا على بكتيريا مفيدة، لذا تتراجع الفعالية في هذه الحالة.
لذلك يجب انتقاء أنواع الكومبوتشا الحاوية على حبيبات مرئية متبقية من الخميرة المستخدمة في تحضيرها، لا الحاوية على سكريات مضافة.
وبعد تناولها يجب غسل الفم بالماء، ثم بالفرشاة بعد 45 دقيقة لمنع الهجمات الحمضية من البكتيريا الانتهازية المحبة للسكر.
5) الفاصولياء والعدس:
عادةً ما نعد كل من الفاصولياء والعدس أطعمةً الصحية، لكن وجود حمض الفيتيك قد يعني أنها تساهم في تسوس الأسنان.
يرتبط حمض الفيتيك مع العناصر المغذية مثل الكالسيوم والفوسفور وفيتامين د والمغنيزيوم، ما قد يصعب مهمة امتصاصها على الأسنان، ويزيد نقص هذه العناصر الغذائية من فرصة تسوس الأسنان والتهاب اللثة.
لكن عند تجريد الفاصولياء والعدس من حمض الفيتيك الزائد يصبحان جيدين للصحة.