كل مكان في سقارة يوجد شيء مدهش ومثير حقا، أبرزه الأبواب الوهمية التي توضع على مداخل القبور والتي تتميز بجمال شكلها الرائع، حيث إنه عند مدخل القبر، يمكن رؤية الباب مكتوب عليه بالهيروغليفية للزوج والزوجة، إضافة إلى مزجه بالألوان وخاصة اللون الأحمر ورسم بعض العيون الممتلئة بالمكياج.
الأبواب الوهمية في مصر القديمة يُعد باب الأبدية أو الباب الوهمي كما يطلق عليه الأثريين بوابة أو جسر من عالم الأحياء إلى عالم الموتى ضمن معتقدات المصري القديم وهو تقليد لباب يوجد في المقابر القديمة والمعابد الجنائزية فهو تجسيد لفكرة السمترية عند المصري القديم ألا وهي افتراض وجود كون آخر عبارة عن صورة مرآة معكوسة من الكون الذي نحيا فيه وعندما يموت الإنسان ينتقل بين الكونين فكل جانب من الباب هو صورة مرآة معكوسة من الجانب الآخر بمعنى أن روح المتوفى يمكنها العبور من هذه البوابة وتخرج لتستقبل القرابين لذلك عادةً ما يتم وضع مائدة قرابين أمام هذا الباب كما قال عالم المصريات كيرتيس ريان وودسايد بحسب صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية أن ربما يعود الغرض من هذه الأبواب بجانب مرور الروح هو تضليل اللصوص وحماية المقبرة من السرقة.
يعتقد البعض أن بدايات ظهور الباب الوهمي منذ العصور المبكرة حيث تم العثور على مستطيلات متفاوتة الاتساع والعمق في بعض الجدران ثم تم استخدامه لأول مرة في المصاطب في الأسرة الثالثة وفي المقابر من الأسرة الرابعة للسادسة.
عادة ما كان يوضع في الجدار الغربي من حجرة الدفن وكان يصنع من الحجر الجيرى أو الجرانيت الوردي واحيانًا من الاخشاب مثل مقبرة حسي رع وتضاءل استخدامه بعد فترة الانتقال الأول وتم استبداله بالشواهد ثم أصبح بشكل أبسط في الدولة الحديثة.
كان الباب الوهمي في باديء الأمر خاليًا من النقوش ثم كُتب عليه اسم المتوفى ثم نُقشت عليه صلوات دينية و أدعية للمتوفى حتى رُسم عليه المتوفى وزوجته وبعض افراد اسرته خاصة الابن الأكبر الذي يقدم القرابين لوالده وفي النهاية رُسم المتوفى وأمامه عدة قرابين التي ستتحول لطعام حقيقي بعد إلقاء بعض التعاويذ عليها ويطلق على الباب الوهمي في الحضارة المصرية القديم “r-pr”.
كان تصميمه يشبه تصميم واجهة القصر فيحتوي على لوحة طويلة وضيقة تمثل المدخل الفعلي وفوقها هناك قالب نصف اسطواني تشبه التي نغلق بها الباب الحقيقي وتم وضع اللوحة والقالب داخل إطار مستطيل واحيانًا تعلوه لوحة مستطيلة مزينة بصورة المتوفى جالسًا أمام مائدة القرابين وتتخذ القرابين شكل “حتب”.
ومما سبق نجد أن الباب الوهمى الذى أعتبر عنصراً أساسياً فى المقبرة نظراً للدور الذى لعبه فى الفكر الدينى لدى المصرى القديم وهو تمكين الروح من العبور بين العالمين والتمتع بالقرابين المقدمة من أقارب المتوفى كى تتمتع بها روح المتوفى فلا تهيم خارج المقبرة مؤرقة الأحياء عقاباً لهم على تقصيرهم فى تقديم القرابين لروحه بعد الوفاة