تعتبر الحضارة المصرية أقدم الحضارات التي لا بد لنا أن نبدأ من عندها في حديثنا عن تطور الأزياء. والواقع أن مستوى الحضارة المصرية في هذا الميدان يعلو على المستوى التي كانت عليه أوروبا حتى القرن السادس الميلادي ذلك لان مقابر قدماء المصريين ومتاحفهم وما امتلأت به من كنوز وتحف تدل دلالة واضحة على أن هؤلاء القوم قد بلغوا من الترف والتأنق في الزي مبلغاً كبيراً حتى أنهم لم يتخذوا من الزي مجرد غطاء للجسد بل كانوا يقومون بعملية حضارية مركبة يقدّرون فيها تأثير المناخ واللون ونوع النسيج. لذلك كانت الأزياء التي ارتداها ملوك قدماء المصريين تخضع لقواعد خاصة ، فيرتدون في
المناسبات الخاصة مثل صيد الحيوانات أو السمك أو الطيور المئزر البدائي البسيط الذي يتكون من قطعة من القماش تلف حول منتصف الجسم بحيث يتدلى منها (ذيل ثور أو أسد) ولم يعرف السبب الحقيقي لارتداء هذا الذيل حتى الآن ولكن يقال إن له أهميته في زي الملوك تيمناً بقوته .
يصنع هذا الإزار أو المئزر من قماش ثمين أو من الجلد المغطى بطبقة من الذهب مزين بالصور أو بأشغال الإبرة وكان القانون يحرم ارتداءه على غير النبلاء أو من يمنحهم الملك هذا الحق ابتداءاً من الأسرة الثانية عشرة إلى الأسرة الثامنة عشرة .
– أغطية الرأس للرجال
1- قماش مخطط بخطوط عريضة يغطي الرأس ذا الشعر المستعار يعرف بإسم “نمس” وهو رداء الرأس الأشهر وظهر منذ البدايات الأولى للدولة القديمة فقد ظهر على رأس ملوك الأسرة الثالثة وزاد انتشاره بدءا من عصر الأسرة الرابعة وهو عبارة عن قطعة من القماش توضع فوق الرأس لتمر حول الجبهة وخلف الأذنين ثم تربط عند قاعدة العنق ليتدلى طرفاها فوق الكتفين وعلى الصدر
وكان للنمس شريط يساعد فى إحكام تثبيتها فوق الجبهة وفيما بعد كان هذا الشريط يصنع من مادة أشد صلابة مثل الجلد للمساعدة فى إحكام ربط غطاء الرأس وقد صور غطاء الرأس هذا مخططا أحيانا كما ظهر فى القناع الشهير للملك توت عنخ أمون
2- التيجان : وهي تعتبر أنواعاً من أغطية الرأس خاصة بأعضاء الأسرة المالكة ولم تكن تصنع من معدن أو سواه من المواد الصلبة التي يمكن أن تأخذ شكلاً ثابتاً بل كانت تصنع من مادة كالقماش تلف وتأخذ الشكل المطلوب عند ارتدائها مثل العمامة .
3- غطاء رأس مزركش وهو أكثر تطوراً من الأنواع السابقة يشمل على ريشتين على الجانبين يحيط بهما زوج من الثعابين المصرية القديمة من كلتا الجهتين
4- غطاء رأس يشمل زيادة على ما سبق كمية من فروع نبات البردي وسيقانه تتوسط الريشتين على شكل حزمة كما يوجد ثعبان فوق الجبهة وقرن ماعز ملفوف فوق كل أذن بحيث يلتوي إلى الأسفل .
أما الرأس فيغطى بغطاء من التيل المخطط يسمى (خات) ويراعى بعد وضعه على الرأس أن يجمع طرفه الخلفي ويربط من الخلف وهذا الغطاء خاص بالأسرة المالكة وقد وجد في تماثيل المملكة القديمة وتماثيل الإمبراطورية الجديدة .
5- غطاء من أغطية الرأس القديمة الكثيرة الزركشة وقد شاع استعماله في العصر المتأخر
أي حوالي القرن السادس ق.م ، وهو عبارة عن قرني ماعز يوضعان فوق الشعر المستعار وتقوم عليهما ثلاث مجموعات من أغصان البردي يحيط بكل منها شريط وبين هذه المجموعات الثلاث ريشتان بينما يحيط بها من الخارج ثعبانان وقد ارتدى غطاء الرأس هذا الآلهة والملوك على حد سواء.
6- غطاء رأس مكون من المعدن يحيط بالرأس ويظهر فيه الثعبان الذي يوضع في وسط غطاء الرأس بينما اختفى منه الصقر وخاصة منذ الأسرة الثامنة عشر .
7- “التاج الأزرق” هذا النوع من أغطية الرأس عبارة عن خوذة ملكية تستعمل وقت الحرب ويعرف بإسم (خبرش) ظهر فى الفترة الأنتقالية الثانية فى عهد “كامس” أخ الملك “أحمس” أثناء محاربة الهكسوس و يتخذ شكل غطاء الرأس و لكنه مدبب من الخلف و لونه أزرق ومغطى بدوائر ذهبية صغيرة تمثل قرص الشمس ونلاحظ فى كثيرمن التيجان التى ظهرت منذ عصر الدولة الحديثة استزادة ثلاث شرائط خلف التاج ألوانها “بيضاء و زرقاء و حمراء” أحيانا نجد بعض الملوك ممثلين و هم يرتدوا التاج أثناء الحرب لذلك يسمى “تاج الحرب”
8- “التاج الأحمر” تاج مصر السفلى/ الدلتا يعرف و بإسم (دشرت) هو اسم تاج مصر السفلى وكان لونه أحمر يمثل الأراضي الحمراء على جانبي الدلتا الخضراء “كمت” الخصبة في وادي النيل وكان أيضا اللون الأحمر يمثل الدم والنار حيث يرمز للقوة التى لا يمكن السيطرة عليها
9- “التاج المزدوج” ( بشنت) ويعرف أيضا بالتاج المُركب الذى أصبح يرتديه الملك دلالة على حكمه لمصر الموحدة التي وحدها الملك “نارمر” نحو 3100 ق.م
10- “تاج الأتف” ظهر فى عهد الملك ساحو رع “الأسرة الخامسة” وظهر إسم “أتف” لأول مرة فى نصوص التوابيت فى عصر الدولة الوسطى و يتكون من قرنين ثور يعلوهما التاج الأبيض محاط بريشتى نعام ويرمز التاج لوحدة مصر ويمكن ملاحظة العلاقة بين التاج و بعض الالهة كالأله “أوزيريس” سيد العالم السفلى و الذى يمثل مرتديا التاج الأتف و بالتالى هناك علاقة بين التاج وبين العالم السفلى وأيضا هناك الأله “حورس” و الأله “رع” الممثلين فى كثير من المناظر مرتديا تاج الأتف
11 “التاج الأبيض” تاج مصر العليا / الصعيد و يعرف بإسم (حج) ويعتبر التاج الأبيض من أقدم التيجان التى عرفت فى إقليم الجنوب … ظهر مرتين الأولى فى متون الأهرام … والثانية فى نشيد دينى بمعبد الكرنك
(Hdt-Wrrt)
فكلمة (Hdt) معناها البيضاء وتدل على الإلهة نخبت الهة مدينة الكاب فى الوجه الجنوبى وكانت تعرف بإسم بيضاء الكاب
وكلمة (Wrrt) بمعنى القوى أو العظيم … حيث ورد فى تراتيل أمون رع “تاج وررت (Wrrt) سيكون عظيما على راسه”
ويعود نشاة هذا التاج الى مدينة “نخن” (الكوم الأحمر بإدفو) .. حيث يظهر نقش بمعبد فيله للمعبودة “نخبت” رمز الوجه الجنوبى وهى تقوم بتتويج ملك فى عصر ما قبل الأسرات ويقول النقش المصاحب لها “أنا أتوج راسك بالتاج الأبيض الذى من نخن وبه سوف تفتح مقاطعات الجنوب”
وجد المصريون القدماء في أدوات الزينة طبقة معينة من الزيوت والدهانات الزبدية والروائح، ففي جو المصريين الحار لا بد من دهن الوجه بمثل هذه الدهانات . وكانت الدهانات أكثر من نوع فمنها الزيوت المستعملة للطبقة الفقيرة وهي الزيت الخروع وزيت الزيتون وزيت اللوز واستعملوا الحناء لأيديهم وأظافر أرجلهم . ويقال أن الإغريق قد استفادوا من الحناء المصرية في صباغة الشعر ويقال أيضاً إن قدماء المصريين استعملوا الحناء في تلوين الشعر المستعار .