سياحةسياحة و سفر
“الاله انوبيس” معبود التحنيط و المقابر و العالم الأخر
الحضارة المصرية القديمة مش حضارة احنا قافلين عليها في ازازة و”محنطينها”، هي حضارة بتطور وبيحصلها evolution في الفنون على حسب الintrepretation لكل عصر بشكل مختلف…
يعرف أبن آوى فى النصوص المصرية القديمة باسم (إنبو) ، أى: (الابن الملكى)
ويذكر “بَدج” أن الكلمة تعنى: (يتعفن)، وهو ما يوضح صلة المعبود “أنوبيس” بالجثث والأموات تلك التى تتعفن إن لم تُحفظ حفظاً جيداً.
ويرى البعض الآخر أن الكلمة بمعنى: (ضم، ربط، لفَّ فى لفافة)، وهو شأن المومياء الملفوفة فى اللفائف الكتانية ، والتى يقوم أبن آوى “أنوبيس” بحراستها. فى حين فسر البعض الكلمة على أنها تعنى (الأمير، الطفل الملكى) ، كناية عن انتمائه بالبنوة للمعبود “أوزير”. وقد حُرف الاسم المصرى “إنبو” فى اليونانية إلى “أنوبيس” بعد إضافة حرف (س) الدال على الأعلام.
والمعبود “أنوبيس” هو الابن الرابع للمعبود “رع” ، وفى رواية أخرى فى العصر المتأخر ذكرت أن “نبت حات” (نفتيس) قد حملت به من “أوزير” وخوفاً من زوجها “ست” ألقت به فى مكان ما بالدلتا ، ولكن “إيزة” وجدته وصار حارسها ، ولذا يقال أن “إنبو” هو (ابن إيزة).
ويأخذ “أنوبيس” هيئة حيوان ابن آوى ، أحد فصائل الكلاب ، فيصور فى هيئة الكلب/ ابن آوى رابضاً على مقصورة تمثل واجهة المقبرة ، باللون الأسود ، وتبدو أذناه كبيرتين، ويرتدى أحياناً طوقاً حول عنقه ربما يكون له قوة سحرية. وقد يصور فى هيئة ابن آوى بجسم بشرى ورأس الحيوان ، أو فى الهيئة البشرية الكاملة التى نادراً ما يصور بها.
رأى المصريون فى ابن آوى العدو اللدود لجثث الموتى ، حيث يقوم بنبش القبور والعبث بالجثث ، ولعل ذلك كان السبب وراء تقديسه كرب للموتى وحامٍ للجبانة ، وذلك اتقاء شره.
وقد حظى بهذه المكانة من العبادة والتقديس نظراً للدور الذى لعبه فى قصة “أوزير” ، حيث قام “أنوبيس” بتحنيطه وإقامة الطقوس والشعائر له. وقد اكتسب اللون فى هيئته من لون الجسد بعد تحنيطه.
وقد عُبد “أنوبيس” فى “القيس” عاصمة الإقليم السابع عشر من أقاليم مصر العليا، والذى كان يُعرف باسم (إنبو) ، وعرفها اليونانيون باسم “كينوبوليس” ، أى: (مدينة الكلب). وتقع المدينة جنوب غرب “بنى مزار” بمحافظة المنيا ، على الضفة الشرقية لبحر يوسف.
كما عُبد “إنبو” فى مناطق أخرى عديدة ، مثل “أبيدوس” ، و”الحيبة” (الإقليم الثامن عشر لمصر العليا) ، و”دير الجبراوى” بالإقليم الثانى عشر لمصر العليا ، و”الدير البحرى” ، وفى بلاد “النوبة” حيث عُرف فى معبد “أبو سمبل” بلقب (سيد النوبة). كما كان له معبد فى “أسيوط”.
وقد حمل أبن آوى “أنوبيس” العديد من الألقاب ، مثل: “خنتى إمنتيو”، أى: (إمام الغربيين ، إشارة إلى الموتى المدفونين فى المقابر فى الغرب ، وهو من ألقاب “أوزير” أيضاً.وعرف أيضاً باللقب “خنتى سَح نثر” (xnty sH-nTr)، أى: (رئيس السرادق أو الخيمة الإلهية أو المقدسة) ، وذلك إشارة إلى المكان الذى تتم فيه عملية التحنيط.
كما عرف أيضاً باللقب (tpy Dw.f)، أى: (الذى يعلو جبله)، أو: (الرابض فوق جبله ، فى إشارة إلى المناطق الجبلية والصحراوية التى تمثل الجبانات ، حيث يعتبر “أنوبيس” سيد الجبانة ، فهو الذى يقوم بحماية الموتى.
وعرف أيضاً بـ (Nb tA-sDr)، أى: (سيد الأرض المقدسة)، ويقصد بها الجبانة. وعرف أيضاً بـ (imy-wt)، أى: (الذى فى لفائفه ، أو: فى خيمته). وعرف أيضاً بـ (Nb tA R-stAw)، أى: (سيد جبانة “روستاو”، وهو اسم لجبانة “منف” ، وأحد أسماء مملكة الموتى والعالم الآخر) . وعرف أيضاً بـ (iri n xAt)، أى: (رئيس الميزان) ، و(محصى أو معد القلوب) ، نظراً لدوره فى مشهد المحاكمة ووزن قلب المتوفى.
رمزه مكون من جلد حيوان مُقيد من أطرافه الأربعة على قائم خشبى ، فصلت رأسه وقطعت مخالبه. وهذا الشكل قُصد به التعبير عن هيئة مسالمة لهذا الحيوان.
وقد تباينت الآراء حول تفسير رمزه ، فرأى البعض أنه عبارة عن جلد معلق فوق دعامة من نبات مثبت على قاعدة ، فى حين يرى البعض الآخر أنه ثور منقط باللون الأسود والأبيض ، مذبوح حديثاً ومعلق على دعامة ، ويُقطر منه الدم فى إناء. ومن أشهر رموزه أيضاً سعف أشجار ذكور النخيل، باعتباره من علامات الجبانة.
لعب أبن آوى أو المعبود “أنوبيس” أدوار بالغ الأهمية فى (محكمة الموتى) ، حيث اعتبر هو المسئول عن وزن قلب المتوفى فى قاعة المحكمة ، إذ يقوم باستقبال المتوفى فى قاعة “أوزير”. ويصور عادة أسفل الميزان واقفاً أو راكعاً.
كذلك لعب دور رئيسي فى عملية التحنيط ، والذى يعد أهم أدواره ، إذ يقوم بعملية تطهير الجثة ودهنها وتحنيطها ، ثم لفها فى اللفائف الكتانية. وقد ارتبط بعملية التحنيط من خلال دوره فى تحنيط المعبود “أوزير” فى أسطورة “أوزير” (ويوجد منظر لتحنيط “أوزير” بواسطة “أنوبيس” على تابوت للمدعو “سوبك عا”، من الدولة الوسطى ، حالياً بمتحف “برلين”).
وقد ارتبط أبن آوى “أنوبيس” أيضاً بطقسة (فتح الفم) ، وذلك فى “نصوص الأهرام” ، حيث يرتدى الكاهن الذى يؤدى الشعيرة قناع لأنوبيس. وتتم هذه الطقسة بعد عملية التحنيط للمتوفى بهدف منح المتوفى المقدرة على استخدام فمه وشتى جوارحه بشكل طبيعى فى الحياة الأخرى.
كما ارتبط بشكل واضح بصيغ التقدمة الجنائزية (Htp-di-nsw) فى مقابر الأفراد من عصر الدولة القديمة ، والتى سجلت على الأبواب الوهمية ، وأعتاب المداخل ، واللوحات الجنائزية.
اتحد أبن آوى “أنوبيس” مع الملك فى “نصوص الأهرام” ، حيث كان الملك يوصف بأن (له جسد “آتوم” ، ووجه “أنوبيس”) كما أنه اعتبر (الابن الملكى المسئول عن تحنيط الملك المتوفى).
كما ارتبط “أنوبيس” بالعديد من الأرباب ، فقد ارتبط بالمعبود “أوزير” فى علاقة وثيقة بوصفه (رب الموتى) وكون “أنوبيس” ابناً لأوزير. كما اكتسب “أنوبيس” صبغة اللون الأسود الخاص بأوزير ، علاوة على أن “أنوبيس” هو الذى قام بتحنيط “أوزير”. وظهر المعبودان معاً فى (محكمة الموتى) ، وفى العديد من النصوص والمناظر.
كما ارتبط أبن آوى أو “أنوبيس” بأبناء “حورس” الأربعة ، والذين أطلقت أسماؤهم على الأوانى الكانوبية الخاصة بالتحنيط ، وخُص كل واحد منهم بحماية محتويات أحد هذه الأوانى. وارتبط كذلك بالمعبود “جحوتى” ، والذى يصاحبه عادة فى مشهد محاكمة الموتى. كما ارتبط بالقمر ، وصور فى بعض المناظر وهو يدفع قرص القمر أمامه ، كما فى معبد “الدير البحرى” ، و “الأقصر” ، وماميزى (حجرة الولادة) بمعبدى “دندرة” و “إدفو” ، وذلك كرمز لإعادة الولادة والتجدد. وقد ظهر “أنوبيس” فى علاقة مع العديد من المعبودات الأخرى.
تحولت عبادة “أنوبيس” فى العصر البطلمى لعبادة كونية ، وأُدمج مع الإله اليونانى “هرمس” ، مرشد الأرواح عند اليونانيين