اظهرت مصادر مصرفية عن أنه منذ إطلاق البنك المركزي المصري مبادرة الديون المتعثرة في يوليو الماضي، بدأ يستفيد منها حوالي 3500 عميل متعثر أو متوقف عن السداد بالبنوك في كافة المجالات.
و كشفت البنوك خلال الفترة الماضية، تفعيل المبادرة مع تنقية قواعد البيانات وفقا للآليات الجديدة التي وضعها البنك المركزي لتطبيق الشمول المالي، ومعرفة العملاء.
و استهدفت المبادرة 5 آلاف مصنع و27 ألف عميل لدى البنك الزراعي المصري و75 ألفًا من عملاء التجزئة المصرفية على مستوى البنوك.
وسجلت القروض غير المنتظمة بالقطاع المصرفى نحو 4.9% من إجمالى القروض، أو ما يعادل 71.2 مليار جنيه نهاية ديسمبر الماضى، حسب بيانات البنك المركزى، وهو أقل مستوى منذ بدء خطة الإصلاح المصرفى عام 2003.
وتستهدف المبادرة المديونيات المتعثرة للشركات بأرصدة أقل من 10 ملايين جنيه، وكافة مديونيات العملاء من الأفراد، غير شاملة أرصدة البطاقات الائتمانية فى 31 ديسمبر 2017، سواء المتخذ أو غير المتخذ ضدهم إجراءات قضائية مع البنوك المشاركة فى المبادرة، وهي بنوك الأهلى المصرى، ومصر، والقاهرة، والمصرى لتنمية الصادرات، والعقارى المصرى العربى، والزراعي المصري، والمصرف المتحد، والتنمية الصناعية والعمال المصرى.
وفي هذا السياق، أكد حسين رفاعي، رئيس بنك قناة السويس، أن هناك عدة فئات استفادت مؤخرا من مبادرة البنك المركزي في كافة المجالات منها الزراعة والصناعة وعملاء التجزئة المصرفية، مشيرا إلى أن مصرفه بدأ فعليا في دراسة أوضاع العملاء المتعثرين لتقنين أوضاعهم.
وأوضح رفاعي أن جميع البنوك ملتزمة بالمبادرات التي يطرحها البنك المركزي المصري، حيث إن البنك المركزي يضع العميل دائمًا في المرتبة الأولى.
وأشار إلى أن المبادرة نجحت في تقليص معدلات الديون المتعثرة بالبنوك.
من جانبه، قال السيد القصير، رئيس البنك الزراعي، لـ”جريدة النهار”، إن مصرفه شارك في مبادرة البنك المركزي، بما ساهم في تراجع عدد العملاء المتوقفين عن السداد لدى البنك، خاصة أن البنك يولي اهتماما خاصا للمزارعين.
وأضاف أن العملاء بدأوا منذ الإعلان عن المبادرة في يونيو في التوافد على البنك، لبحث أمر تقسيط الديون، مشيرا إلى أن المبادرة ساهمت في التوفير على البنوك بدلا من اللجوء للقضاء.
وأشار إلى أن البنك يبذل كل ما في وسعه لدعم المزارعين والوقوف بجانب المتعثرين الذين تضرروا لظروف خارجة عن إرادتهم، مضيفًا أن حجم هذه القروض صغير جدًا لكن طول المدة وتراكم الفوائد تسبب في تفاقم المبلغ بشكل كبير.
ومن جهته، أكد على حمزة، رئيس جمعية مستثمري أسيوط ورئيس لجنة تنمية الصعيد بالاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، أن مبادرة البنك المركزي للديون المتعثرة، عظيمة للغاية، وأدت إلى تشجيع المستثمرين والعملاء على اختلافهم، بالتوجه إلى البنوك لتسوية مديونياتهم بدلا من اللجوء للقضاء.
وقال “حمزة”، في تصريح خاص لـ”جريدة النهار”، إنه يتمنى تطبيق المبادرة على المتعثرين وصغار المستثمرين والمصنعين لتصبح أكثر شمولا، وخاصة أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعد حاليا عماد الاقتصاد، مشيرًا إلى أن المبادرة تستهدف إعفاء المقترضين مبالغ أقل من 10 ملايين جنيه.
وأشار إلى أن 30% من مصانع المناطق الصناعية بمحافظات الصعيد متعثرة كليًا لأسباب مالية والبعض منها يرجع لعدم القدرة على التسويق.
وقال محمود الشندويلي، رئيس جمعية مستثمري سوهاج، إن مبادرة البنك المركزي للديون المتعثرة تستهدف كبار المستثمرين والمصنعين وليست على صغار المستثمرين.
وأوضح أن المصانع المتعثرة في الصعيد لم تستفد بمبادرة البنك المركزي بشكل كامل.