«أتذكر تلك اللحظات وأنا طفل صغير، كيف كان المشهد في شارع الشانزليزيه، كيف احتفلت الجماهير، من الرائع أننا نجحنا في إعادة هذه المشاهد مرة أخرى».
كانت تلك الكلمات التي عبر بها الفرنسي كيليان مبابي عن فرحته بعد تأهل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية للمونديال الروسي، وهي كلمات عادية وطبيعية، ولكن غير الطبيعي أن يكون مبابي قد شهد بالفعل تلك الاحتفالات حتى لو كان صغيراً في السن، لا يتجاوز الرابعة أو الخامسة، وهي السن التي تبدأ في ترسيخ الذكريات لدى الإنسان.
فوفقاً للمعلومات الرسمية لـ «معجزة فرنسا الجديدة» فإنه من مواليد العشرين من ديسمبر من عام 1998، بينما بدأت احتفالات الشعب الفرنسي بالتتويج في أشهر شوارع العاصمة الفرنسية في الثاني عشر من يوليو من العام نفسه، أي قبل أن يولد مبابي، وفقاً للمعلومات الرسمية التي حددت موعد ولادته في أواخر ديسمبر من العام نفسه.
هنا يجب أن نتوقف قليلاً، لنرى ماذا يجري، وهل اللاعب فعلاً من مواليد نهاية ديسمبر 1998، وأنه كذب عندما قال إنه تابع احتفالات منتخب بلاده باللقب الأول عام 1998، إن الكذبة أكبر من ذلك، وإن مبابي ليس كما يدعي أنه من مواليد ديسمبر 1998.
«معجزة فرنسا الجديدة»، ابن المهاجر الكاميروني والأم الجزائرية، بات الآن على بعد خطوة من إدراك إنجاز زين الدين زيدان، الذي يحمل رقم قميصه في المونديال، وربما ينجح الفتي الفرنسي الذهبي في حسم اللقب العالمي لصالح منتخب بلاده يوم الأحد، كما أسهم بشكل رائع في نجاح المنتخب الفرنسي في الوصول إلى المباراة النهائية، وكان له الفضل الأكبر في تخطي الديوك للعقبة الأكبر في مسيرته إلى نهائي المونديال عندما تألق أمام منتخب الأرجنتين بتسببه في ضربة جزاء جاء منها الهدف الأول، ثم سجل الهدفين الثالث والرابع.
ما قاله مبابي أذهل العالم كله، الذي يتعامل مع اللاعب على أنه في التاسعة عشرة من عمره، بل دخل تاريخ المونديال بعد أن عادل رقم الأسطورة بيليه، بأن بات ثاني لاعب دون العشرين عاماً يسجل هدفين أو أكثر في المونديال، منذ أن حقق الأسطورة بيليه ذلك الإنجاز في عام 1958 في المونديال الذي احتضنه السويد.
دهشة
هل هي فرحة أكثر من اللازم، أم أن مشاعر الفرحة الطاغية التي سيطرت على الفتى الذهبي لفرنسا، أنسته البروتوكولات التي تربى عليها، وتدرب على تكرارها من أنه من مواليد 20 ديسمبر 1998.
ولا تعد حالة مبابي الوحيدة التي أثارت الشكوك في عالم كرة القدم، وللاعبين شاهدناهم في المونديال من قبل، بل منهم من شاهدناه في المونديال الحالي، وتحديداً الإسباني من أصل برازيلي دييغو كوستا مهاجم الماتادور، الذي تفيد المعلومات الرسمية له بأنه من مواليد السابع من أكتوبر من عام 1988، في مدينة لاغارتو البرازيلية، أي أنه يقارب الثلاثين عاماً الآن، ولكن الكثير من الشائعات والاتهامات رافقت اللاعب، تحديداً حول الموعد الحقيقي لميلاده، حيث اتهم في أكثر من مرة بأنه تلاعب في عمره من أجل أن يحصل على عقود احتراف أفضل، بل نشرت الصحافة الإسبانية تقارير تؤكد فيها أن كوستا ليس من مواليد أكتوبر 1988، بل إنه أكبر من ذلك بكثير، وإنه استغل إمكانية التلاعب في الأوراق الرسمية في بلده الأصلي البرازيلي، ليحصل على شهادة تؤكد أنه من مواليد أكتوبر 1988، ولكن أقرب التقديرات لعمره، حسب الصحافة الإسبانية، تشير إلى أنه من مواليد عام 1982، وأن عمره الآن 35 عاماً، وليس كما هو ظاهر في أوراقه الرسمية 30 عاماً.
وحقاً يمكن أن نلتمس للاعب الفرنسي المميز العذر، فلربما وضعية والديه المهاجرين لم تكن قانونية عند موعد مولده الأصلي، وأنه تم تسجيله من مواليد 20 ديسمبر 1998، عندما سنحت الفرصة لوالديه لتوفيق أوضاعهما، كما يحدث مع الكثير من المهاجرين، الذين لا يحملون أوراقاً تتيح لهم التحرك في البلد الذي يقيمون فيه بشكل رسمي، ويتفادون الذهاب إلى السلطات في الكثير من القضايا، ولكن حتماً سيتابع العالم بالكثير من التركيز والبحث العمر الحقيقي للمعجزة الفرنسية الجديدة.
تزوير ممنهج
ولا تبدو الأمور مختلفة بالنسبة للكثير من اللاعبين الذين احترفوا في أوروبا، وجاء من قارات أخرى، وتحديداً من القارة الأفريقية، التي شهدت العديد من حالات التلاعب في الأعمار، خاصة في المنتخبات السنية، واستفاد الكثير من نجوم القارة السمراء من هذا التلاعب الرسمي الذي قامت به الاتحادات الوطنية في بلدانهم، من أجل الاستفادة من خدماتهم في المنتخبات السنية في المنافسات العالمية، التي سيطرت عليها منتخبات القارة السمراء لسنوات طويلة، قبل أن يقرر «فيفا» الاعتماد على الكشف عن طريق الأسنان، لمعرفة العمر الحقيقي للاعب، حتى يوقف عمليات التزوير الممنهج التي قامت بها العديد من المنتخبات الأفريقية، واستفادت منها، واستفاد منها، أيضاً، لاعبون تلقوا عروض احتراف في أكبر الأندية العالمية، استناداً إلى المستوى المذهل الذي ظهروا به وهم في «سن صغيرة»، قبل أن تدرك هذه الأندية أن الأمور في أفريقيا تختلف عن أوروبا، وأن الأوراق الرسمية في القارة السمراء يمكن أن تتغير في لحظة واحدة، وتخفي عدة سنوات من عمر اللاعب، الذي يتحول من تحت 23 سنة إلى تحت 17 سنة، بين غمضة عين وانتباهتها، وطبعاً يودي بقدرات لاعب على أعتاب الاعتزال، وهذا ما تفاجأ به الأندية التي تعاقدت مع هؤلاء اللاعبين، ولعل ذلك الذي دفع الكثير من الأندية الأوروبية إلى اللجوء إلى طريقة أخرى للحصول على المواهب الأفريقية، الرخيصة الثمن، العالمية العطاء، بإنشاء مدارس سنية في بلاد أفريقية، يتم التأكد فيها من عمر اللاعب الحقيقي، قبل ضمه إلى المدرسة السنية، ثم يتطور فيها بعد ذلك إلى أن يصل إلى الفريق الأوروبي الكبير.
كانت تلك الكلمات التي عبر بها الفرنسي كيليان مبابي عن فرحته بعد تأهل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية للمونديال الروسي، وهي كلمات عادية وطبيعية، ولكن غير الطبيعي أن يكون مبابي قد شهد بالفعل تلك الاحتفالات حتى لو كان صغيراً في السن، لا يتجاوز الرابعة أو الخامسة، وهي السن التي تبدأ في ترسيخ الذكريات لدى الإنسان.
فوفقاً للمعلومات الرسمية لـ «معجزة فرنسا الجديدة» فإنه من مواليد العشرين من ديسمبر من عام 1998، بينما بدأت احتفالات الشعب الفرنسي بالتتويج في أشهر شوارع العاصمة الفرنسية في الثاني عشر من يوليو من العام نفسه، أي قبل أن يولد مبابي، وفقاً للمعلومات الرسمية التي حددت موعد ولادته في أواخر ديسمبر من العام نفسه.
هنا يجب أن نتوقف قليلاً، لنرى ماذا يجري، وهل اللاعب فعلاً من مواليد نهاية ديسمبر 1998، وأنه كذب عندما قال إنه تابع احتفالات منتخب بلاده باللقب الأول عام 1998، إن الكذبة أكبر من ذلك، وإن مبابي ليس كما يدعي أنه من مواليد ديسمبر 1998.
«معجزة فرنسا الجديدة»، ابن المهاجر الكاميروني والأم الجزائرية، بات الآن على بعد خطوة من إدراك إنجاز زين الدين زيدان، الذي يحمل رقم قميصه في المونديال، وربما ينجح الفتي الفرنسي الذهبي في حسم اللقب العالمي لصالح منتخب بلاده يوم الأحد، كما أسهم بشكل رائع في نجاح المنتخب الفرنسي في الوصول إلى المباراة النهائية، وكان له الفضل الأكبر في تخطي الديوك للعقبة الأكبر في مسيرته إلى نهائي المونديال عندما تألق أمام منتخب الأرجنتين بتسببه في ضربة جزاء جاء منها الهدف الأول، ثم سجل الهدفين الثالث والرابع.
ما قاله مبابي أذهل العالم كله، الذي يتعامل مع اللاعب على أنه في التاسعة عشرة من عمره، بل دخل تاريخ المونديال بعد أن عادل رقم الأسطورة بيليه، بأن بات ثاني لاعب دون العشرين عاماً يسجل هدفين أو أكثر في المونديال، منذ أن حقق الأسطورة بيليه ذلك الإنجاز في عام 1958 في المونديال الذي احتضنه السويد.
دهشة
هل هي فرحة أكثر من اللازم، أم أن مشاعر الفرحة الطاغية التي سيطرت على الفتى الذهبي لفرنسا، أنسته البروتوكولات التي تربى عليها، وتدرب على تكرارها من أنه من مواليد 20 ديسمبر 1998.
ولا تعد حالة مبابي الوحيدة التي أثارت الشكوك في عالم كرة القدم، وللاعبين شاهدناهم في المونديال من قبل، بل منهم من شاهدناه في المونديال الحالي، وتحديداً الإسباني من أصل برازيلي دييغو كوستا مهاجم الماتادور، الذي تفيد المعلومات الرسمية له بأنه من مواليد السابع من أكتوبر من عام 1988، في مدينة لاغارتو البرازيلية، أي أنه يقارب الثلاثين عاماً الآن، ولكن الكثير من الشائعات والاتهامات رافقت اللاعب، تحديداً حول الموعد الحقيقي لميلاده، حيث اتهم في أكثر من مرة بأنه تلاعب في عمره من أجل أن يحصل على عقود احتراف أفضل، بل نشرت الصحافة الإسبانية تقارير تؤكد فيها أن كوستا ليس من مواليد أكتوبر 1988، بل إنه أكبر من ذلك بكثير، وإنه استغل إمكانية التلاعب في الأوراق الرسمية في بلده الأصلي البرازيلي، ليحصل على شهادة تؤكد أنه من مواليد أكتوبر 1988، ولكن أقرب التقديرات لعمره، حسب الصحافة الإسبانية، تشير إلى أنه من مواليد عام 1982، وأن عمره الآن 35 عاماً، وليس كما هو ظاهر في أوراقه الرسمية 30 عاماً.
وحقاً يمكن أن نلتمس للاعب الفرنسي المميز العذر، فلربما وضعية والديه المهاجرين لم تكن قانونية عند موعد مولده الأصلي، وأنه تم تسجيله من مواليد 20 ديسمبر 1998، عندما سنحت الفرصة لوالديه لتوفيق أوضاعهما، كما يحدث مع الكثير من المهاجرين، الذين لا يحملون أوراقاً تتيح لهم التحرك في البلد الذي يقيمون فيه بشكل رسمي، ويتفادون الذهاب إلى السلطات في الكثير من القضايا، ولكن حتماً سيتابع العالم بالكثير من التركيز والبحث العمر الحقيقي للمعجزة الفرنسية الجديدة.
تزوير ممنهج
ولا تبدو الأمور مختلفة بالنسبة للكثير من اللاعبين الذين احترفوا في أوروبا، وجاء من قارات أخرى، وتحديداً من القارة الأفريقية، التي شهدت العديد من حالات التلاعب في الأعمار، خاصة في المنتخبات السنية، واستفاد الكثير من نجوم القارة السمراء من هذا التلاعب الرسمي الذي قامت به الاتحادات الوطنية في بلدانهم، من أجل الاستفادة من خدماتهم في المنتخبات السنية في المنافسات العالمية، التي سيطرت عليها منتخبات القارة السمراء لسنوات طويلة، قبل أن يقرر «فيفا» الاعتماد على الكشف عن طريق الأسنان، لمعرفة العمر الحقيقي للاعب، حتى يوقف عمليات التزوير الممنهج التي قامت بها العديد من المنتخبات الأفريقية، واستفادت منها، واستفاد منها، أيضاً، لاعبون تلقوا عروض احتراف في أكبر الأندية العالمية، استناداً إلى المستوى المذهل الذي ظهروا به وهم في «سن صغيرة»، قبل أن تدرك هذه الأندية أن الأمور في أفريقيا تختلف عن أوروبا، وأن الأوراق الرسمية في القارة السمراء يمكن أن تتغير في لحظة واحدة، وتخفي عدة سنوات من عمر اللاعب، الذي يتحول من تحت 23 سنة إلى تحت 17 سنة، بين غمضة عين وانتباهتها، وطبعاً يودي بقدرات لاعب على أعتاب الاعتزال، وهذا ما تفاجأ به الأندية التي تعاقدت مع هؤلاء اللاعبين، ولعل ذلك الذي دفع الكثير من الأندية الأوروبية إلى اللجوء إلى طريقة أخرى للحصول على المواهب الأفريقية، الرخيصة الثمن، العالمية العطاء، بإنشاء مدارس سنية في بلاد أفريقية، يتم التأكد فيها من عمر اللاعب الحقيقي، قبل ضمه إلى المدرسة السنية، ثم يتطور فيها بعد ذلك إلى أن يصل إلى الفريق الأوروبي الكبير.