أزمة كورونا

ويشير الخبير الاقتصادي، محمد شيخون، إلى أن أزمة كورونا استنزفت الكثير من الجهود وأعاقت التقدم في القضايا الأساسية، التي حددها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في أول مؤتمر صحفي بعد أداء القسم في سبتمبر الماضي، والتي كان أهمها ملفي السلام والمشكلة الاقتصادية.

ويقول شيخون إنه وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة الانتقالية في تلك الملفات، إلا أن الوضع الموروث من النظام السابق معقد ولا يمكن إصلاحه بعصا سحرية.

ويرى أن قضية السلام تحتاج إلى تعجيل و ربما تأخر استكمال البناء مؤسسات المرحلة الانتقالية أثرت كثيرا في عدم حصول الإنجاز بمعدلات كبيرة لأن السلطة التشريعية لم تستكمل واستعيض عنها طوال الفترة الماضية بآلية تقوم على اتخاذ القرارات عبر اللقاءات المشتركة بين مجلسي السيادة والوزراء.

واعتبر شيخون أن فوضى الصادرات وخصوصا الذهب من أهم المشكلات التي تعيق تقدم الملف الاقتصادي نظرا لارتباط الكثير من عناصر النظام السابق بدوائر الصادر.

ويشدد على ضرورة الإسراع في وضع آليات فاعلة تحقق القيمة المضافة المنتظرة من الصادرات السودانية، على أن توكل مهمة التصدير لشركات مساهمة يتم إنشاؤها بمشاركة الدولة، خصوصا فيما يتعلق بالسلع الأساسية كمنتجات الثروة الحيوانية والحبوب الزيتية والقطن والصمغ العربي.

نتائج وعقبات

من جانبه، يلخص عادل خلف الله، القيادي في قوى الحرية والتغيير، نجاحات الحكومة الانتقالية خلال فترة الأشهر الثمانية الماضية في النتائج الملموسة التي تحققت على صعيد الكشف عن فساد النظام السابق والتي تجسدت من خلال القرارات الكبيرة التي أصدرتها لجنة إزالة التمكين والتي شملت استرداد أعداد ضخمة من العقارات والأصول المنهوبة إضافة إلى إلغاء بيع وتمليك العديد من المؤسسات والفنادق المهمة.

ومن أهم النجاحات التي يذكرها خلف الله الوعي الشعبي بعمق الأزمة الموروثة وحجم الخراب والفساد والذي لا يمكن علاجه بضربة قاضية وإنما بالصبر والجدية والنفس الطويل، وفدرة الشعب على حماية ثورته وضمان استمرار زخمها وتجديد حيويتها وهو ما يشكل ترياقا أمام مخططات قوي الثورة المضادة.

ويضيف خلف الله أن قرارات لجنة تصفية التمكين واسترداد الأموال المنهوبة أسهمت في رفع مناسيب الالتفاف حول الحكومة وفضحت المعلومات، التي قدمتها شراهة رموز النظام في الاستحواذ والسيطرة على مقدرات البلاد وثروات الشعب وفسادهم، الذي لم يخطر بخيال بشر.

أما بالنسبة للعقبات فوفقا لخلف الله فقد ادي عدم استكمال هياكل الحكم الانتقالي، لاسيما تعيين الولاة وتشكيل المؤسسة التشريعية إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والسيولة الإدارية والأمنية، التي ساعدت قوي الثورة المضادة في إيجاد الأزمات والندرة وتعطيل انسياب السلع وارتفاع أسعارها.

رؤية مختلطة

وتلخص الإعلامية، درة قمبو، رؤيتها لأداء الحكومة الانتقالية خلال الفترة الماضية في النجاحات التي تحققت على صعيد الحريات التي صاحبت عملية الانتقال والجهود الظاهرة في استرداد المال المنهوب، إضافة إلى العقبات المرتبطة بملفي الاقتصاد والأمن.

وتقول قمبو إن المشكلة الاقتصادية ستظل هي حجر العثرة ومفتاح الحل في آن واحد، وكذا محور النجاح أو الفشل للحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، لكن قمبو لا تستبعد إيجاد حلول بالنظر لتحسن علاقات البلد الخارجية وأيضا الخطط التنموية والاقتصادية المعلنة للحكومة في ظل حماسة الشارع للتغيير الجذري وتعالي الحس الوطني والاحساس بالذات الجمعي.