يوماً بعد يوم يزداد أنتشار الخرس أو الصمت الزوجي ويجعل الكثير من الأزواج يعيشون أجساد بلا أرواح بلا تفاعل ولعلك عزيزي القارئ تتسائل عن أسباب إنتشار الخرس الزوجي وتأثيره على الأبناء والحلول العملية المجربة للتصدي له من بعض أسباب ظهور وأنتشار الخرس الزوجي : كثرة الإنتقادات والاتهامات المبنية علي سوء الظن المستمر واللوم من طرف من الطرفين للآخر . عدم التوافق في موضوعات مشتركة . فهناك طرف من الأطراف ربنا يسرد قصة أو موضوع لا تهم الطرف الآخر أو يكثر من المقدمات والتفاصيل التي لا تعني الطرف الآخر ولا يهتم بمعرفتها لذلك ينبغي علي الطرفين أن يبحثا أو يبحث الطرف الذي يريد معالجة الطرف الثاني علي نقاط مشتركة ويبحث عن الموضوعات والهوايات التي تجذب الطرف الآخر ويتحدث معه فيها بحيث يثير أنتباهه. سوء الحالة الاقتصادية التي تشعر بعض الزوجات بعدم الرضا ورفض التأقلم مع ذلك الوضع وتقوم بلؤم الزوج دائما واتهامه بالتقصير في حقهم مما يجعله يتركها تتحدث دون الرد عليها . المشاكل الجنسية مثل الضعف الجنسي أو سرعة القذف أو العقم وتأخر الإنجاب . من ضمن الأسباب أيضاً عدم رضا طرف من الطرفين عن سلوك الطرف الثاني وقد نصحه كثيراً دون جدوي ودون حدوث أي تغيير مما يدفع الطرف الرافض لمثل هذه السلوكيات الخاطئة من وجهة نظره إلي الصمت والتجاهل لعدم جدوي الكلام والمناقشة . أيضاً من الأسباب الخطيرة العوامل البيئية وعوامل النشأة نفسها فربما أكتسب الزوج أو الزوجة مثلا تلك الصفات من أسرتها أو من البيئة المحيطة بها التي فيها بخل المشاعر وعلي سبيل المثال من الممكن أن يكون الزوج أو الزوجة كان محل النشأة في بيئة تقل فيها المشاعر ويكثر فيها الغلظة والشدة والحديث القليل بين الأزواج فيكتسب الأبناء أو البعض منهم تلك الصفات التي وجدوها منذ نشأتهم . ضغوط الحياة والعمل والظروف الاجتماعية التي تؤثر نفسياً علي كثير من الأزواج بالإضافة إلى تدخل أقارب الزوج أو الزوجة في حياتهم مما يؤدي إلى صمت الطرف الأضعف أو الطرف الذي لا يرغب في حدوث مشاكل مع الطرف الآخر أو مع أسرته حفاظاً من وجهة نظره علي البيت والأسرة وعدم حدوث تشتت للأبناء. ولشبكة الإنترنت دور خطير في هذا الخرس الزوجي فكثيراًمن الناس أصبح كل واحد منهم يرغب أن يصبح له عالمه الخاص الذي يجد نفسه فيه ويعوض الحرمان وعدم التوافق بين أفراد أسرته في عالم إفتراضي يكثر فيه الخداع و إرتداء وجوه مقنعة غير حقيقة ويكثر فيه النصب بأنواعه ومنها النصب علي المشاعر والسعي من البعض لاصطياد السيدات والبنات ومعرفة مشاكلهم وإستغلال تلك المشاكل والتحديات من أجل التسلية أو الوسوسة لهن حتي تقع كفريسة وكم من البيوت حدث فيها صمت أو خراب وإنفصال بسبب صديق علي الانترنت لامرأة متزوجة أو صديقة علي الإنترنت أو في العمل مما يجعل الطرف الآخر ينجذب للطرف الذي يهتم به ويفضفض معه لأنه يفهمه ولا يكثر من انتقاده ويعطيه قدره واهتمامه ويتحدث عن إيجابياته أكثر ما يتحدث عن سلبياته وربما يكون ذلك عكس ما يحدث له في المنزل . مما يجعله يفضل الصديق أو الحبيب من الانترنت أو العمل بسبب التوافق لذلك فإن من المفترض أن يكونا الزوجين في المنزل حريصين علي اختيار موضوعات يهتم بها الآخر ودون إطالة في فرعيات ومقدمات لا تهم الطرف الثاني والإنصات الجيد باهتمام للطرف الآخر ومدحه في الأشياء الإيجابية التي يفعلها ونصيحته بأسلوب حكيم وذكي وغير مباشر للتخلي عن سلبياته يشعره بقدره ويجعل من السهل علاجه ولكن التأقلم مع المشكلة وتركها دون علاج تزداد سوءا وضرر نفسياً علي طرف من الأطراف أو كليهما وتجد الحياة مليئة بالقلق والاضطراب واللامبالاة ويكون البيت أشبه بأشخاص بلا أرواح بلا تفاعل أو إحساس وذلك يؤثر بالسلب علي ثقافة وتركيز الأبناء وينمي داخلهم اضطرابات نفسية تؤثر عليهم في حياتهم العملية وفي دراستهم . لذلك لا نقول الصبر علي هذا الخرس الزوجي دون علاج فهذا معناه التأقلم مع الوضع والذي سيتسبب عاجلاً أو آجلا أما في أمراض نفسية للشحص الراضي بهذا الوضع دون أن يتأخذ أي خطوات لتغيير شريك حياته أو غالباً ما يؤدي إلى الإنفصال ،لذلك علينا أن نهتم جيداً منذ البداية بالعمل علي حل تلك المشكلة من خلال الاستماع من أهل التجارب السابقة الذين عبروا تلك المحنة بسلام وقراءة الكتب والاستماع لمحاضرات علي اليوتيوب التي تسعي لذكر الكثير من الحلول وينبغي التحلي بالصبر بعد العلم والخبرة بالحلول ومعرفة نقاط ضعف الطرف الثاني والأشياء التي تجذبه والابتعاد عن الأشياء التي تستفزه أو تضايقه وتقديم النصيحة بطريقة غير مباشرة. ومن الضروري أن نذكر أهمية أختيار شريك الحياة والتخلي عن الأمثلة الشائعة الخاطئة مثل( الراجل ميبعوش إلا جيبه) أو اختيار الرجل للمرأة علي حسب جمالها أو نسبها أو مالها بل يجب أن يبحث الطرفان على ما يتفقان عليه من أهداف مشتركة . وعلي كل زوج أو زوجة يعاني من مشكلة الخرس الزوجي مع شريك حياته أن يسعي جاهدا لجذب الطرف الآخر ليتحدث معها في اشياء يحبها وأن يراجع ذاكرته ليعرف أهم الأسباب التي تسببت في هذا الفتور وأن يحتفظ بأسرار بيته مع زوجته ولا يخرجها لاصدقائه ولا تخرج الزوجة أسرارها الي صديقاتها أو أقاربها وعدم الشكوي إلي الأسرة إلا في حالة الضرورة القصوى فتدخل الأسر كثيرا ما يؤدي إلي تفاقم المشاكل ويجب عدم ترديد سلبيات الطرف الثاني أو معايرته بها وتذكيره باعترافات له أو بماضي معين لان فقدان الأمان يصنع فجوة كبيرة تؤدي إلى الصمت الزوجي .