اضرار شرب الشاى اتلاخضر وتناول المكاملات الغذائية على مر التاريخ، قدمت الطبيعة الكثير للمرضى. على سبيل المثال: يُقال إن الطبيب الإغريقي أبقراط الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، كان يستخدم نبتة القديس يوحنا St. Johnswort (وهي نبتة مزهرة) في علاج اضطرابات المزاج. ويُستخدم الديجوكسين Digoxin المُستخرَج من نبات قفاز الثعلب foxglove plant في علاج الفشل القلبي.
كذلك يُستخدم دواء ليفودوبا L-dopa المُستخرج من نبتة الميقونة الشهوانية Mucuna pruriens لمرضى شلل الرعاش (داء باركنسون).
تظهر الأبحاث دائمًا الفوائد الصحية التي لا حصر لها لتناول الفواكه والخضروات والحصول على قدر كاف من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
ولكن، هل تقدم الطبيعة دائمًا الأشياء الجيدة فقط؟ فعلى سبيل المثال: يُعتبر الزرنيخ والسيانيد والأسبستوس (الأميانت) وسُم الأفعى أشياء تُستخرج من الطبيعة! ومن ناحية أخرى، يلعب السكر المكرر الذي يتناوله الأمريكان بكثرة دورًا كبيرًا في انتشار السمنة في البلاد.
لذلك لا يُشترط أن تكون المواد المُستخرجة من الطبيعة صالحةً دائمًا للاستخدام، ومفتاح حل هذه القضية هو التعامل مع الطبيعة بصورة مناسبة.
منذ بضعة أسابيع، ذهبت امرأة في منتصف العمر إلى الطبيب تشكو من غثيان وضعف في العضلات وإرهاق، وكان بولها له لون الشاي بالرغم من شربها لكثير من الماء؛ لذلك بدا عليها القلق من إصابتها بالسرطان أو أي مرض آخر مميت.
أظهرت نتائج الفحوصات المخبرية خللًا في وظائف في الكبد، لكن لم يكن هذا الخلل بسبب سرطان الكبد أو الالتهاب الكبدي أو أية أمراض أخرى؛ إذ اتضح أنها تعاني من تسمم في الكبد نتيجة تناول مكمل الشاي الأخضر الذي كانت تعتقد أنه سيساعدها على خسارة الوزن. وعندما توقفت عن تناوله، تحسنت خلال بضعة أسابيع.
كانت هذه المريضة تهمل وجبة الإفطار، وتشرب حوالي كوبين من القهوة قبل الظهر، وتتناول الوجبات السريعة على الغداء، وتؤخر العشاء وتشرب كأسين من النبيذ، وإضافةً إلى ذلك، لم يكن نومها منتظمًا، وكانت تقضي كثيرًا من وقتها في خمول.
كانت قادرةً على خسارة بعض الوزن عند التخلي عن بعض العادات السيئة واتباع نمط حياة صحي واضح مثل: تناول وجبة الإفطار، وتناول أكل صحي في الغذاء، واقتصار تناول النبيذ على العطلات فقط، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية في نهاية الأسبوع.
في نهاية المطاف وبعد تغيير نمط حياتها، استطاعت النوم بصورة أفضل، وتخلصت من القلق؛ ما أدى في النهاية إلى خسارتها للوزن.
بالنسبة للشاي الأخضر، فحتى الآن لا توجد دراسة تفيد أنه يمكن أن يسبب خسارةً في الوزن، وذلك طبقًا للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH) التابع لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية.
إن بعض المرضى أكثر عرضة لإغراء المداواة الطبيعية Naturopathic Medicine والمعالجة المثلية Homeopathy. على سبيل المثال، أولئك الذين يعانون من أعراض غامضة تتناسب مع كثير من الأمراض، لذلك تجدهم يبحثون كثيرًا على الإنترنت للحصول على إجابات لمشاكلهم الصحية، وينفقون الكثير من الأموال على المكملات الغذائية والأعشاب.
طبقًا للمسح الوطني الأمريكي للصحة (NHIS) لعام 2012 الذي احتوى استفتاءً شاملًا حول استخدام الطب التكاملي من جانب الأمريكيين، تناول ما يقرب من 17.7 % من السكان المكملات الغذائية بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن في العام الماضي.
يُعتقد أن عدد المستخدمين أكبر الآن؛ إذ بلغ إجمالي مبيعات الأعشاب والمكملات الغذائية أكثر من 8 مليارات دولار في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2017، وهو العام الخامس عشر على التوالي لنمو المبيعات وظهر أن النساء والأشخاص ذوي التعليم العالي أكثر استخدامًا لهذه المنتجات!
في دراسة نُشرت عام 2011 من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، أوضح الباحثون أن الأدلة العلمية ليست الدافع وراء استخدام المرضى للمكملات العشبية أو الطبيعية، إذ ظهر أن 72 % قالوا إنهم سيواصلون استخدام المكملات بالرغم من وجود دراسات علمية حكومية سلبية حولها.
يعتقد معظم المرضى أن العلاجات العشبية والطبيعية مثل الشاي الأخضر ليس لها أي آثار جانبية، لكن العديد من تلك العلاجات يمكن أن يسبب التسمم أو التفاعل بصورة خطيرة مع بعض الأدوية المستخدمة من قبل المريض. وما يزيد الأمر صعوبةً هو أن تلك المكملات الغذائية لا تخضع لنفس المعايير الصارمة التي تخضع لها الأدوية الكيميائية، ولا تُشترَط مراجعتها من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)؛ لأنه يُفترض أنها آمنة بسبب تاريخ استخدامها من قِبل البشر.
في العام الماضي زارت مريضة الطبيب تشكو من إرهاق وتعب في المفاصل وانتفاخ في البطن. وكانت قد ذهبت إلى معالج بالطبيعة naturopath من قبل بسبب هذه الأعراض وأخبرها أنها مصابة بداء لايم المزمن chronic Lyme وأعطاها العديد من المضادات الحيوية والمكملات الغذائية العشبية اليومية.
لكنها لم تشعر بأي تحسن؛ فزادت المضادات الحيوية الموصوفة لها من المشكلة وسببت انتفاخًا في البطن والتهابًا معويًا أدى إلى إسهال خطير. وبعد 10 أيام من تناول المضادات الحيوية الصحيحة، اختفى الإسهال لكن ما زال التعب موجودًا، وعندما طُلب منها التوقف عن تناول المكملات الغذائية، تحسنت حالتها بصورة كبيرة.
بعد ذلك تبين أن السبب وراء حالتها هو تناول السكر المفرط، فكلما شعرت بالتوتر كانت تنغمس في تناول السكر؛ إذ يرفع تناول السكر من مستوى هرمون السعادة الدوبامين، وعند بعض الناس يمكن أن تصبح هذه العادة إدمانية.
لكن المشكلة أن ارتفاع نسبة السكر يؤدي إلى الزيادة الكبيرة في هرمون الإنسولين، ما يسبب الانخفاض المفاجئ في مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض الإرهاق والتعب والتهيج بالإضافة إلى أعراض أخرى.
قد يؤدي الاستخدام المفرط للسكر لوقت طويل إلى آلام وانتفاخ البطن وألم المفاصل. لذلك شملت الخطة العلاجية تقليل استخدام السكر ووضع برنامج غذائي صحي لتجنب الجوع والانغماس في الطعام والمتابعة مع أخصائي نفسي للتعامل مع حالة التوتر. وبعد حوالي أسبوعين تحسنت حالتها واختفت آلام المفاصل.
تشيع بعض الأعراض كالإرهاق والصداع وآلام المفاصل واضطرابات الأمعاء من الأعراض أكثر بين المرضى، وهي في الوقت ذاته تمثل تحديًا أمام العديد من الأطباء؛ لأن أكثر من 40% من المرضى لا يخبرون أطباءهم عن استخدامهم للطب التكاملي (يستخدم من ضمنهم 25% المكملات العشبية والطبيعية)؛ لذلك يصعب تشخيص هؤلاء المرضى من اختبار معملي واحد، ويتوجب على الطبيب أن يطرح الأسئلة الصحيحة للوصول إلى المشكلة.