أخبارسياسة

العلاقة الجيدة بين «ترامب» و«السيسى»

توقع معهد دراسات الشرق الأوسط بواشنطن استمرار المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر، وقال باول سالم نائب مدير المعهد إن على مصر أن تتعامل مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتباره رجل أعمال، مضيفاً: «الإدارة الأمريكية ستسأل طوال الوقت عن الفوائد التى يمكن أن تجنيها نتيجة إتاحة تلك المساعدات».

باول سالم: البيت الأبيض ليس صانع القرار الأمريكى الوحيد.. وسوريا ستدخل مرحلة «لا سلم ولا حرب»

واعتبر «سالم» أن إدارة «ترامب» تنظر إلى العولمة والتجارة الحرة نظرة سلبية، فى ظل وجود رغبة واضحة فى وضع القيود على الواردات من الدول والمناطق المختلفة، مؤكداً فى الوقت ذاته أن العلاقة الجيدة بين الرئيسين ترامب والسيسى ستكون لها انعكاسات اقتصادية على التعاون بين البلدين مستقبلاً، قائلاً: ينبغى على مصر مراعاة أن القرار فى أمريكا ليس فى يد البيت الأبيض وحده، فالكونجرس لاعب كبير وكذلك النظام القضائى.

وقال إن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تستكمل حتى الآن بناء تصور نهائى لسياستها تجاه منطقة الشرق الأوسط، كاشفاً أن الاتصالات والزيارات التى تجرى هى جزء من العملية الجارية لتحديد ملامح هذه السياسة.

وأشار خلال لقائه مع الوفد الصحفى المرافق لبعثة طرق الأبواب التى تنظمها غرفة التجارة الأمريكية بمصر، أمس، إلى أن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لمصر كانت مهمة جداً، وجاءت فى وقت رفعت فيه الإدارة الأمريكية والكونجرس من مستوى الاهتمام بالمسيحيين فى المنطقة وبصفة خاصة فى الدول التى تعانى من الصراعات والحروب، كما جاءت فى وقت تقوم فيه مصر بجهد فى تطوير الأزهر ومحاولة تقديم نموذج إسلامى جديد يبرز قيم التسامح وقبول الآخر، مما سيزيد من حراك تلك العملية فى الأيام المقبلة.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية ليست معنية بمن يحل محل تركيا كنموذج إسلامى بقدر ما هى معنية بالوقوف ضد الجماعات المتشددة ومن تفضيلها النموذج الوسطى المصرى وترحيبها بتطوير الأزهر وبتكريس قيم التسامح بين المسلمين والمسيحيين الممتدة بمصر والتى تعد أبلغ رد على الجماعات الإرهابية التى يزعجها النموذج المصرى فى التسامح والتعايش.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد يزور منطقة الشرق الأوسط خلال أسابيع، ومن المؤكد أن ملفات الإرهاب وإيران والنزاع الفلسطينى الإسرائيلى والمشكلة السورية ستكون فى مقدمة الموضوعات التى سيتناولها «ترامب» مع قادة المنطقة.

وقال «سالم» إنه لا يزال من غير الواضح من الذى يتخذ القرار فى الإدارة الأمريكية وكيف تحولت النظرة إلى الصين من عدو إلى صديق والنظرة لبشار الأسد باعتباره ليس المشكلة ثم مهاجمة سوريا بالصواريخ بعدها بأيام، وتابع: لا تزال توجهات الرئيس الخارجية غير معروفة تجاه عدد من القضايا، بل إن كثيراً من الأمريكيين لا يعرفون ماذا سيفعل الرئيس غداً، خاصة فى ظل تغير طبيعة البيت الأبيض وضمه لمجموعة من اليمينيين والقوميين والعنصريين، مضيفاً: «هناك بعض التحول إثر مغادرة ستيف بانون مستشار الرئيس للأمن القومى ومن بعده مايكل فيلين، وأصبح هناك بعض البرجماتيين، ولذلك تحولت الإدارة نسبياً من التشتت إلى التوجه العملى».

وتوقع «باول» أن يحدث ضغط أكثر على حزب الله فى المرحلة المقبلة، وأشار إلى أن كيفية إدارة العلاقة مع كل من تركيا وروسيا ما زالت غير واضحة وإن كان البعض يرى أن الهجوم على بوتين وعلى روسيا ربما يكون نوعاً من التكتيك الذى يسبق إبرام صفقة ما. وقال إنه على الرغم من الحديث عن الصين كصديق مؤخراً فإن البعض يرى أن ترامب قد يكون يخطط أيضاً لحصار الصين. وقال إنه لا يتوقع تغييراً حالياً فى خريطة سوريا بسبب التعقيدات التى تحيط بقضية إقامة كيان مستقل أو دولة للأكراد، مشيراً إلى أنه من الممكن إقامة حكم فيدرالى يمنح الأكراد بعض الخصوصية فى إدارة شئونهم. وأضاف أن روسيا معنية بالأساس باستقرار سوريا قبل اهتمامها بالرئيس بشار الأسد، متوقعاً أن استمرار الوضع فى سوريا فى حالة «لا سلم ولا حرب»، مضيفاً: «لا نعلم المدى الذى قد يحدث فيه ذلك، كما لا نعرف الترتيبات التى تجرى بين بوتين وترامب فى هذا الخصوص».

وكشف «باول» أن الحكومة الأمريكية سألت مراكز الأبحاث المختلفة عن إمكانية تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية وكيفية عمل ذلك، لكنه أكد أن هناك صعوبة فى ذلك، نظراً لكونها جماعة عالمية ومنتشرة، ومشاركة أحياناً فى الحكم والعملية السياسية داخل دول مثل المغرب والأردن وتونس، مشيراً إلى أن هناك من يتحمس فى الإدارة والكونجرس لاعتبارها كلياً أو جزئياً إرهابية، إلا أن تلك المناقشات خفتت داخل البيت الأبيض حول تلك القضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى