خلال هذه الأيام التي تزداد فيها درجات الحرارة بشكل كبير ليس هناك أفضل من أحواض السباحة لإطفاء حرارة الصيف. لدى حديثنا عن أحواض السباحة لعلك استذكرت رائحتها، لكن هل تعلم أن مصدر هذه الرائحة ليس الكلور؟ تعرف على السر!
أحواض سباحة
مصدر هذه الرائحة ليس الكلور نفسه، إنما من التفاعل الذي يحصل حين يقوم الكلور بالتخلص من كل المواد الكريهة، والتي هي: العرق، والأوساخ، والبول. وتُسمى المادة الكيميائية التي تنتج عن تفاعل الكلور مع تلك المواد “كلورامين” وهي التي تسبب الهياج والاحمرار لعينيك. الكلورامين مشتقة من الأمونيا، وتنتج حين يتحد البول مع الكلور لإنتاج مادة جديدة.
قد يتساءل البعض: أليس الغرض من الكلور هو تطهير حوض السباحة وتخليصه من الجراثيم وكل القاذورات الأخرى الموجودة؟
نعم، هذا صحيح، لكن هناك فترة زمنية بين الوقت الذي تدخل به مادة غريبة إلى حوض السباحة وبين الوقت الذي يحتاجه كل من الكلور والبروم لقتلها. فمن الممكن للجراثيم أن تطفو لعدة دقائق قبل أن تبدأ المواد الكيميائية بالعمل. هذا يخلق مشكلة أخرى، حين يتحد الكلور مع أشياء مثل البول، فيكون قد استُهلك تمامًا وبالتالي فإنه يفقد فعاليته في قتل الجراثيم.
الكلور
وهناك بعض الأنواع من الجراثيم، مثل طفيليات كريبتوسبوريديوم يمكنها أن تبقى في مياه أحواض السباحة المعالجة بالكلور وغيرها من المواد الكيميائية أكثر من عشرة أيام. وهناك الكثير من الحالات المرضية التي تنتج عن الإصابة بهذا النوع من الطفيليات في أحواض السباحة.
إن لم يكن ما ذُكر كافيًا لإثبات مدى خطورة أحواض السباحة العامة الملوثة بالجراثيم والتي غالبًا لا تُراعَى فيها معايير النظافة. فقد تم الربط بين مادة الكلورامين وبين اضطرابات الجهاز التنفسي، كما أشارت الدراسات إلى أن الأطفال الذين يسبحون في أحواض السباحة الملوثة يواجهون خطر الإصابة بالربو تمامًا كالمدخنين. كلور أحواض السباحة
أما المسابح الداخلية فهي مرتبطة بداء الفيالقة الذي يؤدّي إلى الحمى، وآلام العضلات، وصعوبة في التنفس، والصداع. وفي الولايات المتحدة لوحدها يتم سنويًا تسجيل 50 ألف حالة مصابة بهذا الداء، بسبب استنشاق بخار الماء المحمّل بالجراثيم في المسابح الداخلية. كما تؤدي الأحواض الملوثة إلى العدوى الجلدية، والتهاب أذن السبّاح، ومرض قدم الرياضي، مع وجود دراسة واحدة ربطت بين الماء في أحواض السباحة العامة، وطفرات الحمض النووي والسرطان. ما ذُكر سابقًا ليس ضد المسابح، إنما بغرض الحث على اتخاذ كل التدابير الوقائية للحماية من الأمراض.