بمجرد أن عرض كليب «القاهرة» حتى ظهرت أصوات تسعى للإبحار عكس التيار دون منطق. وهوجم الكليب واتهمه البعض بضعف الفكرة واستهجن البعض الآخر تصويره من فوق سطح أحد الفنادق.
ومن ناحية أخرى هاجم البعض اللحن وأنه لم يقدم جديدا وأخيرا عرجوا على منير وتساءلوا كيف لمطرب له تاريخ مثل منير أن يقبل بأن يكون بمثابة كورال لعمرو دياب؟..
وأنه حتى لم ينفرد بكوبليه فى الأغنية وأن وجوده لم يضف جديدا.. وأشياء أخرى من هذا القبيل وما يهمنى فى كل ما قيل هو هذا الهجوم غير المبرر على محمد منير لدرجة أن النميمة وصلت إلى حد أنهم تساءلوا عن هذا المبلغ المالى الكبير الذى تقاضاه منير ليقبل بأن يصبح كورالًا لعمرو دياب.
وأن منير لم يكن عليه ليقبل بأقل من مناصفة دياب فى الأغنية فى عدد المقاطع والكوبليهات ليصبح الأمر بمثابة دويتو حقيقى بينهما وأن قبوله لتصوير الكليب وغناءه ما ردده دياب أغضب الكثير من جمهور منير..
اتهامات كثيرة اتهموه بها، ووصلت لمسامع منير ذاته مثل السهام المسمومة وضايقته ولكنه أبدا لم يندم على ما فعل لأنه من المفترض أنه يعرف تماما ماذا يفعل وحتى قراراته الخاطئة لا يندم عليها لأنه يفعلها بملء إرادته..
المهم أنه بمجرد عرض الكليب بدا للعيان أو للمهتمين بالأمر أن هناك من يسعى لإفساد الفرح ويسعى أن يحول فرحة الجمهور بالكليب إلى سيل من الهجوم والانتقادات..
نسى هؤلاء الذين لاموا منير على قبوله بمشاركة دياب تلك الأغنية أن الأغنية فى الأساس وطنية وأن الغرض منها فى حقيقة، الأمر دعائى لمصر وللسياحة فى مصر..
الأغنية تعكس بشكل غير مباشر حالة الأمان الموجودة فى الشارع المصرى أو أنها تكشف عن أننا فى تلك المرحلة التاريخية التى كنا نسعى فيها لرأب الصدع وتهدئة الأوضاع مثل تلك الفترة التى غنت فيها آمال ماهر مثلا أغنية «يرضى مين؟» حينما كان غرض الأغنية وقتها توقف الصراعات والانقسام فى الشارع المصرى..
أغنية القاهرة تجاوزت تلك المرحلة وسعت بشكل غير مباشر -رغم بساطتها فى الكلمات والتصوير– إلى جذب السائح العربى إلى قضاء إجازته فى القاهرة كما كان يفعل من قبل، وظنى أن تأثير ما تفعله أغنية مثل القاهرة يعادل ما يمكن أن تفعله هيئة تنشيط السياحة فى شهر كامل بل عام.
وللحق فإنه للآن لم تتنبه الدولة للدور الذى من الممكن أن يلعبه الفن فى تلك المرحلة لتجاوز العديد من المشكلات والقضايا. ونحتاج من رئيسنا عبدالفتاح السيسى أن يشعرنا فعليا بالاهتمام بالفن ودوره ومثلما انتقد من قبل بعض سلبياته فإن الإشادة بأغنية مثل القاهرة من رئيس تنويرى مثل السيسى لا تقل أهمية عن التواصل مع الإعلاميين لتوضيح بعض الأمور ووجهات النظر..
محمد منير لم يكن كومبارس فى كليب «القاهرة» ولم يكن مجرد كورال ولكنه أدرك قيمة اللحظة وأدرك بوعيه أن كليبًا يجمع بين نجمين كبيرين مثل دياب ومنير سيكون له تأثير أكبر وفائدة أكبر لمصر متجردا من شهوة الاستحواذ على نصيب أكبر فى الأوديو أو الكليب..
أتصور أن هناك انتعاشة فى سياحة القاهرة قريبا.. وما فعله كليب «القاهرة» سيسهل كثيرا من جهود وزارة السياحة فى مصر.