عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا” .
عملاً بهذا الحديث تجري عملية استطلاع هلال شهر رمضان .
رؤية الهلال وفق بوابة المعلومات الدولية فهي عملية تحري رؤية ميلاد القمر الجديد الذي يحدد بداية مراقبة الشهر القمري وهو مهم جداً في تحديد أشهر السنة الهجرية والتي ترتبط الشعائر الإسلامية بها.
تاريخياً لم يُحْسَم أمر أول من استطلع هلال رمضان في مصر .
فالسيوطي في كتابه حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ، ذكر أن أول من خرج لرؤية الهلال في مصر كان القاضي غوث بن سليمان الحضرمي الذي تولى القضاء في مصر زمن المنصور العباسي .
أما الكندي في كتابه ولاة مصر وقضاتها فيذكر أن أول من خرج من القضاة لرؤية الهلال كان عبدالرحمن بن عبدالله بن لهيعة الذي تولى القضاء سنة 155 هج
كان أحد المساجد بسفح جبل المقطم هو المكان الرئيسي الذي تتم من خلاله عملية استطلاع هلال شهر رمضان ، وكانت توجد دكة على مكان مرتفع عِرِفت بدكة القضاة وكانت مُعَدّة لغرض رؤية الهلال .
واستمر رؤية الهلال قمرياً بالعين المجردة في مصر ولم تتغير إلا في العصر الفاطمي حيث أن المذهب الديني لدى الفاطميين لا يسير وفق ما يراه أهل السنة من استطلاع الهلال ، بل كانوا يحسبونها فلكياً ، وحينما سقطت دولتهم استمرت الرؤية الاستطلاعية
وظلت مصر تعمل بنظام الاستطلاع حتى سنة 1956 م ، حيث تم إلغاء نظام استطلاع رؤية الهلال بالعين المجردة ، وذلك بسبب كثافة السحب ، حيث سجل مرصد حلوان ميلاد الهلال في نفس اليوم ، فتم إعلان الرؤية وفق الحسابات الفلكية
أول مرصد فلكي أنشئ في مصر كان سنة 1838 م ، في القلعة ثم انتقل للعباسية باسم الرصد خانة .
بعدها نُقِل لحلوان سنة 1903 م لتعذر رؤيته من منطقة العباسية .
وحين تم العمل بالنظام الفلكي تولت دار الإفتاء المصرية زمام الأمور حيث يطل مفتي الديار المصرية على التلفزيون ويعلن تاريخ بداية شهر رمضان وانصرام شهر شعبان .
وتعلن دار الإفتاء الموعد بناءاً على استطلاع أهلة الشهور الهجرية من خلال اللجان الشرعية التابعه لدار الإفتاء المصرية والمنتشرة فى حلوان و6 أكتوبر والمقطم والوادى الجديد والبحر الأحمر وسوهاج وأسوان.