أجمع عدد من شركات التسويق الإلكترونى على تراجع الإقبال على حملات الديجيتال فى رمضان تأثرا بارتفاع سعر الدولار، وهو ما أجبر بعض الوكالات صاحبة حق الامتياز الإعلانى للمواقع المهمة على عدم تقديم أسعار خاصة بالشهر، فى حين اتجهت الشركات المتخصصة فى إعلانات المحمول إلى تقليل هامش ربحها مقابل زيادة عدد الرسائل الإعلانية بالباقات المختلفة أملا فى تحريك مبيعاتها خلال الشهر.
يأتى هذا الركود فى سوق التسويق الإلكترونى خلال رمضان على عكس التوقعات، إذ عادة ما يرتفع الإقبال على هذا النوع من التسويق سواء عبر السوشيال ميديا بشكل خاص أو الإنترنت عامة فى موسم رمضان، كوسيلة أقل تكلفة وأعلى تأثيرا وأكثر إبداعا.
بداية، قال عمرو محسن، رئيس المدير التنفيذى بوكالة «إيجى ديزاينر» للتسويق الإلكترونى، إن الإقبال الإعلانى على الإنترنت فى رمضان عادة ما يكون أقل من باقى شهور العام نظرا لتركيز المعلنين الكبار على إعلانات التليفزيون والوسائل التقليدية، مؤكدا تراجع حجم التعاقدات الإعلانية فى رمضان هذا العام مقارنة بالعام الماضى بنحو %20.
وأضاف أن المواقع المصرية المهمة التى كانت تقدم باقات إعلانية لرمضان لم تعلن حتى الآن عن أسعارها الجديدة ولم ترسل للشركات المتخصصة فى التسويق الإلكترونى الأسعار الرمضانية.
وأكد محسن تركيز الإنفاق الإعلانى بالإنترنت هذا العام فى رمضان على الفيس بوك وتوتير وانستجرام الذى أصبح ينافس بقوة
هذا العام، لافتا إلى أن انخفاض هامش ربح الوكالات المتخصصة فى التسويق الإلكترونى أجبرها على عدم تقديم أى عروض أو تخفيضات على خدماتها فى رمضان.
ولفت إلى أن سوق إعلانات الأون لاين شهد مؤخرا خروج بعض القطاعات التى توقفت أعمالها نتيجة للقيود المفروضة على الدولار ولكن فى نفس الوقت دخلت بعض الشركات الجديدة على هذا السوق مجال التسويق الإلكترونى هذا العام بشكل عوض غياب بعض الشركات.
فى سياق متصل، قال الدكتور جمال مختار، رئيس مجلس إدارة وكالة اسبكت للدعاية والإعلان، إن القرارات الحكومية المجحفة التى تتعلق بالتعاملات المالية بالدولار على الإنترنت أثرت بالسلب على حجم أعمال الوكالات التى تعمل فى مجال الدعاية الإلكترونية هذا الموسم.
وأكد أن جميع المؤهلات الحالية لا تشجع على زيادة الاستثمارات فى دعاية الإنترنت، لافتا إلى أن التليفزيون يعد الوسيلة الرئيسية فى رمضان من جانب شريحة واسعة من المعلنين.
وأرجع أسباب تراجع حجم التعاقدات الإعلانية بالإنترنت هذا العام مقارنة بالعام الماضى إلى خروج بعض الشركات التى توقف عملها وغياب الرؤية.
فيما قال طلال نصر، مدير مبيعات نيو ايليت للدعاية والإعلان، إن إعلانات الإنترنت شهدت تراجعا ملحوظا فى حجم الإنفاق الإعلانى عقب أزمة الدولار، حيث تراجع حجم الإنفاق الإعلانى بالإنترنت بنسبة كبيرة وصلت إلى %70 بسبب حالة التخوف التى سيطرت على المعلنين بسبب تلك الأزمة.
أضاف أن عادة ما تقوم شركات الميديا صاحبة حق التسويق الحصرى للمواقع الإلكترونية مثل ميديا اراب بان وشويرى بعمل عروض ترويجية لشركات التسويق الإلكترونى فى رمضان، وهو ما لم يحدث هذا العام.
ويرى نصر أن شهر رمضان عادة ما يشهد تركيزا إعلانيا أكبر على التليفزيون باعتبار أنه الأعلى مشاهدة، بينما يكون الإنترنت أداة مكملة له من قبل الشركات الكبرى، بالإضافة إلى اهتمام بعض الشركات الصغيرة بإطلاق حملات عبر الإنترنت باعتبار أنه الأقل تكلفة، منوها بأن التعاقدات اقتصرت حتى الآن على الكبار فقط فيما شهدت حملات الشركات المتوسطة وجودا محدودا.
وأضاف أن خروج شركات السيارات من السوق الإعلانى هذا العام بسبب عدم وجود معروض يسوقون له تسبب فى تراجع التعاقدات الرمضانية لعدد من الشركات.
وقال وليد حسين، مدير مبيعات شركة إيجيبت لينكس لإعلانات المحمول: إن الموسم الرمضانى هذا العام لم يشهد أى زيادة فى مجال إعلانات المحمول هذا العام، حيث جاء حجم الإقبال بنفس نسب العام الماضى.
ولفت إلى أن شركته استقبلت الموسم الرمضانى بعروض ترويجية على الخدمات بنسب متفاوتة، مع تقليل هامش الربح المعتاد أملا فى تزايد عدد الرسائل الإعلانية بأعداد أكبر.
أضاف أن الشركة قدمت تخفضيات تراوحت نسبيتها بين 5 وحتى %10 على خدمة رسائل الـ«SMS» مع زيادة عدد الرسائل لتحقيق ربح أعلى، فى حين إن بعض الخدمات مثل الفيديوهات ولينكات بعض مواقع الطبخ والأخبار والرياضة لا تقدم عليها تخفيضات لتزايد الإقبال عليها فى رمضان.
وأوضح أن شركته انتهجت استراتيجية لتشجيع المعلنين على الإقبال الإعلانى فى رمضان، إذ إن شركته تعمل كوسيط بين العميل والجمهور وشركات المحمول وتحرص على بذل جهد تسويقى لاستغلال الموسم الذى عادة ما يشهد تزايدا فى الإقبال الإعلانى.