يعاني نحو 2 مليار إنسان فى العالم زيادة الوزن أو السمنة. ازدادت معدلات السمنة اليوم إلى 3 أضعاف ما كانت عليه سنة 1975.
وللاسف أن الأمر أسوأ لدى للأطفال والمراهقين، إذ ازدادت النسبة لديهم إلى 10 أضعاف!
تقترح دراسة جديدة أننا قد أخطأنا في تعريف ما تعنيه السّمنة أصلًا.”
يقول الباحثون: «على الأرجح كانت نظرتنا تجاه السّمنة خاطئة». تقترح الدراسة أن السمنة نوع من الشيخوخة المبكرة، شيء يهدد صحتنا ويُقصّر من أعمارنا بنحو يماثل التقدم في العمر وما يرتبط به من أمراض.
تقول سيلفيا سانتوزا، عالمة التغذية في جامعة كونكورديا في كندا: «نحاول أن نبرهن على أن السمنة توازي الشيخوخة. وبالفعل، تتبع الأمراض المصاحبة لكل من السمنة والشيخوخة آلية متشابهة إلى حد بعيد».
بحثت سانتوزا وفريقها أكثر من 200 دراسة حول تأثيرات السمنة، بدءًا من التأثيرات الخلوية والجزيئية، وصولًا إلى التأثيرات على الحركة والقدرات العقلية والجهاز المناعي.
كانت نتيجة دراستهم أن السمنة، بملاحظة تأثيراتها على الصحة، هي مرآة عاكسة للشيخوخة، أي إنها تؤدي إلى ظهور الكثير من الحالات المرضية المشابهة لما يحدث مع التقدم في العمر.
لمزيد من الوضوح، لا يعني ذلك أن الشيخوخة والسمنة هما نفس الشيء حرفيًّا. لكن بملاحظة آثار كل منهما، يمكن القول أنهما وجهان لعملة واحدة.
توجد عدة أمثلة عن كيفية إسهام السّمنة في تسريع الشيخوخة، مثل الخلل المايتوكوندري الناجم عن السمنة، والتهاب أعضاء الجسم، وضعف الجهاز المناعي. إضافةً إلى تأثير السمنة في تقصير التيلوميرات telomeres في أثناء انقسام الخلايا، وهي أغطية تغلف نهايات الحمض النووي بغرض الحماية.
تقول الطبيبة إليزابيث كراوتش: «أظنها فكرة جيدة، أصبح الناس لا يكترثون كثيرًا للرسائل الداعية لإنقاص الوزن، فقد سمعوا الكثير من العبارات المعتادة. قد تمثل هذه الدراسة صيحة إيقاظ، وكلما كانت معلوماتنا موضوعية أكثر، كان ذلك أفضل».
تقارن هذه الدراسة بين السمنة والشيخوخة بناءً على ملاحظة آثار كل منهما، ما قد يساعد على تغيير التصور السائد المعتاد عن السمنة بوصفها مشكلةً هينة، في محاولة لحل هذه المشكلة بالغة الخطورة.
يتوافق ذلك مع دراسات أخرى تحاول أن تعيد تشكيل وجهة نظر الناس إلى مشكلة السمنة، مع اختلاف طرق القياس.