«نقص الوعى المهدد الرئيسى لمرضى العيون»، هكذا حذر الدكتور شريف كراوية، القائم بأعمال رئيس معهد بحوث أمراض العيون، فى حواره لـ«الوطن» مطالباً بإنشاء قاعدة بيانات لأمراض العيون المنتشرة على مستوى الجمهورية، يشارك فيها جميع المراكز والمؤسسات الطبية المتخصصة فى العيون، ما يساهم فى توحيد وتحسين طرق التشخيص والعلاج للمرضى. تحدث «كراوية»، الرئيس التاسع للمعهد والمتخصص فى أمراض الشبكية منذ 32 عاماً، عن دور المعهد فى مكافحة أمراض العيون، من خلال إجراء البحوث والدراسات المعملية والإكلينيكية، والوقائية لتطوير وسائل التشخيص المبكر لأمراض العيون للمرضى، وإليكم نص الحوار:
بداية ما أهم ما يميز المعهد فيما يتعلق بالخدمات الصحية لمرضى العيون؟
– يهدف معهد بحوث أمراض العيون، الذى أنشئ بقرار من رئيس الجمهورية فى فبراير 1989، لإجراء البحوث والدراسات المعملية والوقائية اللازمة لتطوير وسائل التشخيص المبكر والعلاج، بجانب تقديم خدمة طبية على مستوى متقدم فى مجال تشخيص وعلاج جراحة أمراض العيون بما يحقق خدمة المجتمع، من خلال عدد من العيادات التى تستقبل ما يقرب من 500 مريض يومياً من جميع محافظات مصر بأسعار للكشف مخفضة للغاية.
ويجرى المعهد 40 عملية جراحية يومياً فى مختلف تخصصات طب وجراحة العين، بأسعار اقتصادية مخفضة لغير القادرين، ما أدى للزيادة الملحوظة لعدد المرضى المترددين على العيادات الخارجية، والتخصصية، والتشخيصية، ما أدى لوصول دخل المستشفى التابع للمعهد إلى 10 ملايين جنيه حتى مايو الماضى.
الدكتور شريف كراوية: نجرى 40 عملية جراحية يومياً بأسعار مخفضة.. وننظم قوافل طبية بالقرى الفقيرة
ما أهم المشروعات التى ينفذها المعهد فى إطار خطط تطوير الأداء؟
– يعمد المعهد منذ يناير الماضى لإنشاء قاعدة بيانات تتعلق بالمرضى المترددين على المعهد، من خلال إدخال نظام الحوسبة وتحويل كل ما هو ورقى إلى إلكترونى، على أمل أن ينتهى المعهد من إنشاء القاعدة العام المقبل، بتكلفة تصل إلى 3 ملايين جنيه، ما يساهم فى تجميع المعلومات المتعلقة بتشخيص الأمراض المختلفة للعيون لدى المرضى المصريين المترددين على المعهد من جميع المحافظات، وتساهم قاعدة البيانات فى تحسين طرق تشخيص علاج الأمراض المختلفة للعيون.
ماذا عن الدور التوعوى للمجتمع فيما يتعلق بالوقاية من أمراض العيون؟
– ينظم المعهد حملات توعية دائمة للمجتمع، بخاصة بعد أن لوحظ زيادة الحالات المرضية فى نوعين من أمراض العيون هما اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكر، والمياه الزرقاء أو الجلوكوما بسبب ارتفاع ضغط العين، وتدهور الحالات المرضية بسببهما يأتى لضعف الوعى بأهمية التشخيص المبكر للمرض دون انتظار ضعف الرؤية أو انعدامها لدى المريض ليأتى إلى مستشفى المعهد فى حالة فقدان للبصر، يصعب خلالها التوصل لعلاج، وينوه المعهد دوماً بضرورة المتابعة المستمرة للبصر، بخاصة مريض السكر الذى يفقد بصره تدريجياً دون الوصول لحالات أكثر تعقيداً.
ماذا عن دعم الدولة للمعهد لتحسين مستوى الخدمات المقدمة لمرضى العيون؟
– يتبع معهد بحوث العيون وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بقرار رقم 40 لعام 1980، وبدأ الدكتور خالد عبدالغفار، الوزير، فى تنظيم اجتماعات دورية لجميع المستشفيات التابعة للمعاهد البحثية والجامعات للتعرف على مشكلاتهم، ومناقشة الحلول لها، ما يساهم فى التعرف على الموقف الحالى للمستشفيات بشكل دورى، وينظم المعهد سنوياً مؤتمرات دولية يستضيف خلالها الباحثين الدوليين لمناقشة الجديد فى مجال طب العيون برعاية الوزارة، أحدثها مؤتمر فبراير الماضى، حضره أكثر من 600 طبيب من داخل وخارج مصر، وتناول المؤتمر آخر التطورات، والأبحاث فى مجال الأمراض المتأثرة فى مصر والشرق الأوسط، وعرض الأبحاث بجميع التخصصات الدقيقة فى مجال طب وجراحة العيون.
ما الأنشطة المجتمعية التى ينظمها المعهد لعلاج محدودى الدخل؟
– ننظم قوافل طبية علاجية للمرضى بالقرى الفقيرة، لزيادة وعى ودعم المواطنين فيما يتعلق بأمراض العيون، بخاصة الفئات التى لا تستطيع الوصول لخدمة طبية متميزة داخل المحافظة، وغير قادرين على الانتقال لمحافظات أخرى لتلقى الخدمة، ويتكون الفريق الطبى للقافلة من أساتذة من المعهد، وتمريض ومهندسين وفنيين، وإداريين، بإجمالى 27 فرداً، ويصل متوسط الكشف فى كل محافظة إلى 3 آلاف مريض، وتجرى 150 عملية فى القافلة الواحدة، كان أحدثها بمحافظات دمياط، وأسوان، والوادى الجديد، كما يخصص المعهد يوم الجمعة للكشف وعمل جراحات لـ50 مريضاً من المحافظات النائية للمرضى غير القادرين بتمويل من جمعية بنك مصر، وننظم زيارات ميدانية لإجراء مسح مبدئى لأمراض العيون بمحافظتى القاهرة والجيزة، للتعرف على مدى انتشار الأمراض الرمدية المختلفة لدى بعض أطفال المدارس الابتدائية خلال شهرى مارس وأبريل، للوقوف على مدى إصابتهم فى أعمار مبكرة بعيوب الإبصار المختلفة، ووقاية الأطفال من أمراض العيون، أهمها حالات كسل العين، الذى يعد أحد أسباب ضعف التحصيل العلمى الجيد للطفل، ومن المدارس التى شهدت زيارات المعهد مدارس تحيا مصر الابتدائية بحى الأسمرات، وخالد بن الوليد، ومحمد فريد بالدويقة.