يصف كتاب الكهوف رحلة “رع” (الشمس) فى كهوف العالم السفلى ، وأقدم جزء من كتاب الكهوف عثر عليه على أحد حوائط الأوزيريون بأبيدوس ، ويظهر أيضا فى مقبرة رمسيس الرابع الذى استخدم أجزاء من أقدم نسخة منه وهى نسخة الأوزيريون ، ونجد نسخة كاملة منه فى مقبرة الملك رمسيس السادس
يتحدث كتاب الكهوف عن مصير الأرواح فى العالم الاخر وقانون الكارما أى قانون السبب والنتيجة وما يترتب عليه من مفهوم الثواب والعقاب فى العالم الآخر ، أى أن ما يقوم به الانسان من أفعال فى هذا العالم يحدد أقداره فى العالم الآخر ، وقانون السبب والنتيجة (الكارما) قانون كونى يقضى بأن من يدين يدان ومن يحمل دينا فلابد أن يسدده ، ويتناول كتاب الكهوف أيضاً مصير الأرواح التى لا تنجح فى اجتياز المحاكمة فى قاعة الماعت أمام أوزير وما تلقاه من سوء المصير ، وأيضا مصير الأرواح التى تجتاز المحاكمة وما تلقاه من حسن العاقبة ، ويعتبر كتاب الكهوف أفضل مصدر يمكن منه التعرف على مفهوم “الجحيم” فى الحضارة المصرية .
ينقسم كتاب الكهوف الى قسمين رئيسيين كل جزء منها مكون من 6 فصول . ويحتوى على نصوص كلامية أكثر مما يحوى من تعبيرات تصويرية ، ويصف الكتاب رحلة رع (مصطحبا معه أرواح الموتى) فى العالم السفلى من خلال كهوف وهى رحلة يمر خلالها بصعوبات كثيرة وتساعده قوى كونية على اجتياز تلك الصعوبات .
يمر “رع” فى كهوف العالم السفلى وبصحبته روح المتوفى ، وفى كل كهف من كهوف العالم السفلى تقابل الروح أحد المصاعب وتواجه اختبار عليها أن تجتازه بنجاح والا سيكون مصيرها هو “الفناء”
كان الفناء عند قدماء المصريين هو أسوأ مصير يمكن أن تواجهه الروح ، ويعبر عنه الفنان بشكل جسم انسان وقد قطعت رأسه وانتزع قلبه من بين ضلوعه
يتناول القسم الأول من الكتاب “رع” حينما يبدأ رحلته فى العالم السفلى ويدخل مملكة الظلام لكى يدافع عن أوزير ويحميه ، وأيضا يقوم بارشاد أرواح الموتى فى رحلتهم فى العالم السفلى ، يمر رع بالكهف الأول الذى تحمى مدخله الحيات ، ويحيى رع أوزير بأن يمد يده اليه ، حيث يقبع أوزير فى تابوته تحرسه الحيات ، وأثناء المرور بالكهف الذى يقبع به أوزير تلقى الأرواح التعيسه التى لم تجتاز المحاكمة مصيرها المشئوم فتقطع رؤسها أى تلقى مصير الفناء ، فنرى أوزير وتحته أجساد الأرواح التى قضى عليها بالفناء (هذا هو مفهوم الجحيم عند قدماء المصريين) ، ويطلق على المكان الذى يقضى على الأرواح فيه اسم (مكان الابادة) حيث يقوم بتنفيذ العقاب حراس يحملون بأيديهم سكينا
وتعتبر الكهوف فى كتب العالم الاخر فى مصر القديمة بمثابة الجحيم لأعداء رع ، فهى المكان الذى يلقون فيه سوء المصير ، وفى نفس الوقت تكون تلك الكهوف مكانا آمنا للأرواح المستنيرة التى اكتسبت معرفة روحية فى حياتها على الأرض حيث تقوم النترو (القوى الكونية) بمساعدة تلك الأرواح الطيبة وتقديم المدد من الطاقة لها ومساعدتها فى المرور واجتياز العقبات
ويمر رع فى رحلتة فى كهوف العالم السفلى بقوى كونية مختلفة ، تحرس كل كهف احدى القوى ، ومن أشهر النترو (القوى الكونية) التى يتميز بها كتاب الكهوف شكل جسد رجل يشبه “مين” ، ويطلق عليه اسم (الذى يخفى الساعات) ، وهو رمز للقوة الكونية التى تساعد الانسان على اختراق الزمن.