سيدة العرش وإلهة الحب والخير والجمال “الملكة إيزيس”
منير مسعد
تتمنى كل فتاة لو تلتقى بعاشق يخلد اسمها وذكراها فى قلبه، يناديها بأرق الكلمات ويوصفها بأعذب الجمل كتلك التى وردت في الأدب المصرى القديم “جميلة الوجه”، “سيدة جميع السيدات”، “جميلة الجميلات”،” سيدة الأرضين”، على غرار قصص الحب القديمة التى نقدمها لكم من خلال السطول التالية.
الحب لدى
ايزيس وأوزوريس “نهر الحب”
الملك إيزيس وأوزوريس حكما مصر بالحب والعدل والرحمة، وكانت مصر تتمتع بالرخاء في كل ربوعها، عاشت معه هى وصغيرها “حورس” أسعد أيام حياتها، ولكن الحقد والغيرة تملكا قلب “ست” الأخ الأصغر لأوزوريس فقتله واغتصب العرش وقطع جسده إلى 42 جزءا ونثره في قطاعات مصر المختلفة كى لا يقدر أحد على الوصول إليه، ثم حكم “ست” مصر حكمًا كان ظالمًا ينم عن الفوضى والشر حتى انهارت المملكة.
في ذلك الوقت لم ترض “إيزيس” بما حدث لحبيبها فأخذت تبحث عن جسد حبيبها في كافة أنحاء مصر حتى جمعتها وبمساعدة الإله “تحوت” إله السحر والشفاء والإله “أنوبيس” إله التحنيط وظل حبيبها جثة محنطة حتى كبر الطفل “حورس” واسترد عرش أبيه وانتصر الحب والخير على الشر.
استمرت عبادتها في جزيرة “فيلة” في “أسوان” حتى القرن السادس الميلادى بعد انتهاء العصور المصرية والرومانية بكثير، وهو دليل على مدى أهميتها وحضورها.
شُيدت معابد “فيلة” في الأصل لعبادة الإلهة “إيزيس”
وفى كل القرون اكتسبت فيلة مكانة خاصة في العبادات لدرجة أن حشد من أتباع تلك العبادة كانوا يجتمعون لإحياء قصة موت وبعث أوزوريس.
تم بناء المعبد الكبير خلال القرن الثالث قبل الميلاد ثم تلاه معابد امنحوتب وأرستوفيس. أما معبد حتحور فهو يعد آخر أثر بطلمى استكمل بنائه قبل عام 116 قبل الميلاد بواسطة ايورجيتس الثاني. وقد أضاف بطالمة آخرون نقوشاً إلى فيله والتى تعتبر من روائع المعبد. ومن مصر امتدت عبادة الآلهة إيزيس إلى اليونان وروما وفى مختلف أنحاء الإمبراطورية حتى عندما تم تطبيق الحكم الرومانى في مصر حاول الحكام تجميل الجزيرة المقدسة، فقد بنى الإمبراطور أوغسطس معبد في الطرف الشمالى لفيلة في القرن التاسع قبل الميلاد. أما تيبريوس وآخرون فقد أضافوا صروحاً ونقوشا، كما بنى كلاوديوس، وتراجان، وهادريان، ودقلديانوس، مبان جديدة بالجزيرة استمر العمل فيها حتى القرن الرابع الميلادى.
ولشدة سيطرة عبادة إيزيس في جزيرة فيلة أدى ذلك إلى امتداد تلك العبادة على مدى قرون عديدة متحدية بذلك مرسوم الإمبراطور ثيودوسيوس الذى أصدره عام 391 م والذى يفرض فيه الديانة المسيحية على جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وفى عام 550 بعد الميلاد وتحت حكم جوستنيان وصلت المسيحية إلى جزيرة فيلة وبدأت صفحة جديدة في تاريخها.