ظاهرة “سترونج اندبندنت وومن ” “strong independent woman”..
انتشر فى الأونة الأخيرة ظاهرة “استرونج اندبندنت وومن ” قد يكون السبب فيها تخاذل الرجل فى تحمله المسئولية أو أن المرأة نفسها لم تجد نفسها فى بيتها وأسرتها فتخرج لتحقق ذاتها خارج البيت ظناً منها أنه قمة النجاح وقد لاقت هذه الكلمة أثرها فى نفس كثير من الفتيات فتجدهن يعزفن عن الزواج باحثة عن تحقيق ذاتها من خلال العمل وتحصيل المنصب والمال وكأنها ترى الأمان فى العمل والمال زاهدة فى تكوين أسرة وإنجاب أبناء وقد تكون تكونت عندها هذه الفكرة لأنها رأت تجارب زوجية فاشلة كثيرة أمامها أولضغط المجتمع عليها و ضعف إمكانيات الشباب المادية فتضطر إلى أن تخرج لإثبات ذاتها والسعى على الرزق ولا تجلس تنتظر فارس الأحلام الذى قد يطول غيابه أو لا يأتى أو لنظرتها الفردية للحياة والهروب من تحمل المسئولية كل ذلك أدى إلى تبنى هذه الأفكار والتحرر من فكرة إنشاء بيت وأسرة.
فأصبحت الفتاة تتخرج من الجامعة لتثبت للمجتمع أنه لافرق بينها وبين الشاب وأنها تستطيع أن تعمل كل أعمال الرجل حتى وإن حملت الأثقال وأصبح دخلها أكبر من الرجل فاستغنت عنه فى حياتها وعزفت عن الزواج وهناك من أرادت أن تستقل بنفسها بعيدا عن أسرتها هرباً من تدخل الأهل فى حياتها أو من العنف المنزلى أو…أو … وهذا مما خلفه عصر التكنولوجيا الحديثة فقد الترابط الأسرى وطغيان المادة على كل شىء وإنه السؤال الآن هل نفعها دعوى التحرر وإثبات الذات الذى جعلها بعد مرور سنوات طويلة تقف أمام نفسها فى المرآة لتدرك الحقيقة ؟ وأن العمر سُرق منها ومهما وصلت إلى مراكز وحققت دخل مادى كبير إلا أنها فقدت رسالتها الحقيقة كأم وصانعة الرجال وزوجة تتودد إلى زوجها وانطمست فطرتها فى مواجهة أفكار غربية ليست من مجتمعاتنا فى شئ تحت دعوى المساواة بين الرجل والمرأة هذا بالنسبة للفتاة أما بالنسبة للمرأة المتزوجة.
فتراها تعانى إذا تحملت عن الرجل وتبادلا الأدوار فلا وقت لتربية الأبناء ولا يوجد أسلوب حوار فالحياة تمر سريعا يأخذها إثبات الذات والوظيفة من كل شىء تعتمد على نفسها فى كل شىء وكأنها سوبر مان أو شخصية خارقة يجب أن تؤدى كل المهام ولا تجد فى خضم كل ذلك التقبل والاحترام والرعاية لانقلاب الأوضاع تناسى كلا الطرفين أو أحداهما أن الزواج قائم على المشاركة وأن لكل منهم دورة مشاركة وليس مصادمة وتنازع على الأدوار وهذا يكون باتفاق مسبق منذ بداية الارتباط حتى لا يأتى يوما تجد “الأستروج وومن ” أن الزوج عبء عليها فتقرر الخلاص من هذا الارتباط وهى لا تعى أن الزواج ليس ورقة فقط تربط بين اثنين إنما نتقرب به إلى الله ونتعبد به إذ يقول تعالى :” {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)}[سورة الفرقان] والمتأمل لهذه الظاهرة يجدها نابعة من مستنقع تحرير المرأة الذى هو فى الأصل فكرة تحمل رياح الغرب التى تهب على بيوتنا المسلمة لتفسد الزوجة على زوجها وتقطع علاقة البنت بأهلها فى محاولة لتفكيك الأسرة وتصوير أن المادة هى المتحكم الأول فى العلاقات واستخدام المرأة فى الدعاية والإعلان حتى وإن كان المنتج يخص الرجل ينتج عنه أن ضاعت فطرة المرأة التى فطرها الله عليها وفقدت البيوت طعم المودة والرحمة وتفهم دور المرأة والرجل فى الحياة وما عليهما من واجبات وما لهما من حقوق بما يتناسب مع دوركل منهما فى الحياة إذ يقول تعالى {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران] ….. فالحياة أخذ وعطاء وليس لطرف أن يدور فى دائرة العطاء بلامقابل من الطرف الأخر حتى تأتى لحظة ينفجر فى وجهه وتنتهى العلاقة بلا رجعة
مع أن المرأة المسلمة إذ تأملت آيات القرآن وكيف كان حفظ الله عزوجل لحقها لوجدت أمثلة كثيرة مثل المرأة التى تحدث عنها الآيات فى جدالها مع النبى صلى الله عليه وسلم “خولة بنت ثعلبة “ومريم بنت عمرآن التى طمأنها الله فى مخاضها وأعطاها من الكرامات والمعجزات والمرأة التى بايعت النبى صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى والثانية بكامل أهليتها دون وصاية من أحد فى الوقت الذى كان الغرب فى عصوره الوسطى ممزوج ببعض الفلسفة اليونانية يتسأل هل المرأة حيوان أم انسان والذى بناءً عليه جعل المرأة سلعة وأداة لجمع المال وبيع الهوى
اسمع من تقول أن العمل ضرورة للمرأة فى هذه الأيام بعد أن أصبحت الحياة صعبة وكثرت أعباؤها أختى الحبيبة الإسلام ليس ضد عمل المرأة لضرورة ولكن بضوابط تحفظ عليها دينها وأخلاقها من غض بصر وعدم اختلاط فلا تخرج أمراة إلى العمل لطلب الرزق فتتعرض لشياطين الإنس فيفسدوا عليها حياتها الأسرية ويستغلوا حاجتها للمال فيكون سبب فى طلاقها وإفساد أخلاقها
وعلى الدعاة والعلماء أن يعملوا على التقريب بين مذهب ينادى بعدم خروجها حتى لبيت أهلها ولا يحق لها الصلاة فى المسجد وغيرها من التقيدات وبين مذهب دعاة الحرية ومواكبة العصر فى الخروج والتحرر حتى أنه حررها من ملابسها وحجابها وتحميل المراة مالا طاقة لها من أعمال شاقة وتبادل الأدوار مع الرجل
كما عليهم تصحيح الصورة الذهنية الناتجة عن أحاديث مكذوبة وضعتها مذاهب ضالة عن سيدنا عمر بن الخطاب بمنع النساء من تعلم الخط أو شاورهن وخالفهن وهذا عكس هدى النبى فقد اخذ بمشورة زوجته أم سلمة فى صلح الحديبية وأحاديث آخرى وضعها أصحاب المذاهب الضالة تصور المراة أنها متاع تُباع وتشترى
وليوجهوا المجتمع لضرورة تطبيق آيات القرآن للحفاظ على حقوق المرأة كما نزل به الوحى نتعبد به ونتقرب إلى الله مثله مثل الصلاة
فإذا تربت الفتاة منذ الصغر تربية سليمة وتم توجيهها لما يناسب فطرتها كامرأة وفتح باب الحوار معها لمعرفة ما تفكر به ولا نتركهن كجزر منعزلة فلا نجد فتيات يطلقن العنان لمشاعرهن وتصريفها فيما لا يرضى الله دون الوعى بخطورة ذلك ونجد الأم تتعلل ذلك بأنها آفة العصر وأنها قليلة الحيلة أمام أبناءها فعلى الأم أن تربى رجلا أول ما تعلمه تحمل المسئولية وليس اشباه رجال كما نرى فلا قوامه له بدون مسئولية
علينا أن نصحح الوعى لدى المرأة بطبيعة الهدف الذى تحيا من أجله ورسالتها فى الحياة وأنها ما خلقت ليعبث بفكرها الآخرون عن طريق إعداد برامج إيمانية للمرأة للتحلى بالأخلاق الفاضلة والترقى فى عبادتها لتعلم أن كل ما تفعله لله وليس لبشر وضرورة الالتحاق بدورات المقبلات على الزواج لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الزواج ولإعداد كل طرف للقيام بوظيفته فى الأسرة وأن الزواج وسيلة وليس غاية وليس الهدف تكوين جيل يأكل ويشرب ولكن تربية جيل يعرف الهدف من وجوده
ولابد للمرأة المسلمة من العودة للتمسك بالهوية الإسلامية بدلا من اللهث وراء أفكار غريبة لمجتمعات ليس لها منهج ولا تُبصر طريقاً