علماء الدين للأزواج : لا تتدخلوا في اختيار ملابس زوجاتكم
هل يحق للزوج أن يتدخل في اختيار ملابس زوجته وألوانها وموديلاتها، وأن يفرض رأيه عليها ليجعلها ترتدي ما يحب، حتى وإن لم يتوافق ذوقها مع اختياراته؟ سؤال طرحناه على علماء الدين بعد أن أفتى الشيخ خالد الجندي أخيراً بأنه لا يجوز للرجل فرض ذوقه في الملابس على زوجته، فجاءت الإجابات تحمل رسالة هامة للأزواج، ما هي؟ وما تفاصيل آراء علماء الدين في مشكلة قد يراها البعض بسيطة، لكنها في الواقع قد تسبب خلافات كبيرة بين الأزواج والزوجات.
بدأت القضية من خلال برنامج «الدين والحياة»، الذي يقدمه الشيخ خالد الجندي، حيث اشتكت زوجة من كثرة المشكلات بينها وبين زوجها، بسبب إصراره على التدخل في اختيار ألوان ملابسها وشكلها، بذوقه الذي لا يتماشى مع ما تحب أن ترتديه.
أشارت الزوجة إلى أنها تفكر في طلب الطلاق بسبب التدخل المستمر لزوجها في اختيار ملابسها، وإصراره على جعلها تختار ما يريده هو وليس ما تريده هي، رغم التناقض التام في ذوقيهما، فهل يجوز لها طلب الطلاق إذا استمر في التدخل؟ وهل هذا التدخل من حقه شرعاً؟
حاول الشيخ خالد الجندي تهدئة الزوجة المنفعلة قائلاً: «الإسلام دين يراعي الفطرة، سواء بالنسبة الى النساء أو الرجال، ولهذا تتصف أحكامه باليسر الذي يراعي حب الزينة والجمال».
وأوضح الشيخ الجندي أن الله تعالى شرّع لعباده التزيّن الحلال والعناية بالمظهر، في ضوء الضوابط الشرعية التي تحمي الفطرة من الانحراف، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» (آية 32) سورة «الأعراف».
ولفت الشيخ الجندي إلى أن الإسلام اهتم بزينة المرأة مراعاةً لأنوثتها وتلبيةً لنداء الفطرة السوية فيها، ولهذا رخّص لها ما لم يرخص للرجل، مثل ارتداء الملابس الحرير والتحلّي بالذهب، وحرّمهما على الرجال.
وعن مشكلة الزوجة وزوجها الذي يتدخل في اختيارها ملابسها ويحاول فرض رأيه، قال الشيخ الجندي: «حق الرجل على زوجته أن تحتشم في ملابسها فقط، ولا يحل للزوج أن يتدخل في اختيار ألوان ملابس زوجته أو موديلاتها أو شكلها، طالما أن ملابسها محترمة، وإذا حاول التدخل أو فرض رأيه فليس هذا من حقه شرعاً، لكن يمكن أن يكون رأيه استشارياً فقط، فإذا تعارض رأيه مع رأيها فلها أن ترتدي ما تحب، حتى ولو لم يوافق عليه الزوج، وليس في هذا معصية له، طالما أن هذه الملابس محتشمة ولا تظهر العورة أو تكون الألوان صارخة».
وأنهى الشيخ خالد الجندي فتواه ناصحاً الزوجين بالابتعاد تماماً عن التفكير في الطلاق، لأنه أبغض الحلال إلى الله، لمجرد اختلاف الأذواق في ما يتعلق بملابس الزوجة وألوانها، ويجب أن يرفع الزوجان شعار «الإيثار» للمحافظة على استقرارهما الأسري، وقد امتدح الله من يتصفون بالإيثار فقال سبحانه: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (آية 9) سورة «الحشر».
سيد الموقف
أوضحت الدكتورة عبلة الكحلاوي، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية للبنات في بورسعيد- جامعة الأزهر، أن الملابس تعد نوعاً من أنواع الزينة، وقد قسم العلماء الزينة من حيث استعمالها إلى نوعين، أولهما «الزينة المباحة»، وهي كل زينة أباحها الشرع أو أذن فيها للمرأة تماشياً مع فطرتها التي تحب الزينة والجمال، وذلك وفقاً للشروط المعتبرة التي لا تحول الملابس من زينة مشروعة إلى مصدر للفتنة، وثانيهما «الزينة المحرّمة»، وهي كل ما حرّمه الله وحذر منه الشرع بنصوص شرعية.
وأكدت الدكتورة عبلة على وجوب أن يكون التفاهم أو التشاور بين الزوجين هو «سيد الموقف»، في ما يتعلق باختيار الزوجة لملابسها، بحيث يتحول ذلك إلى مصدر سعادة لهما من مراعاة الزوج لذوق زوجته، وما تحبه، وفي الوقت نفسه على الزوجة أن تراعي عقلية الزوج وما يحبه، لأنه من المفترض أن يكون مرآتها الأولى، والإنسان الأول الذي تهتم برأيه في ما تلبس، ولهذا جعل الله الشورى من السمات المميزة لهذه الأمة على مستوى الجماعات والأفراد، فقال الله تعالى: «وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون» (آية 38) سورة «الشورى». وأشارت الدكتورة عبلة إلى أنها تتفق نسبياً مع ما أفتى به الشيخ خالد الجندي، من عدم تسلّط الزوج وتحجره في ما يتصل باختيار زوجته لملابسها، إلا أنها تتحفظ على أن يكون ذلك بإطلاق، لأنه ينبغي على الزوجة مراعاة الضوابط الشرعية الخاصة بزينتها، من ضرورة ستر الزينة الصارخة والبعد عن التبرج المحرّم وتجنب إظهار زينتها للرجال الأجانب. وطالبت الدكتورة عبلة بأن يكون الاعتدال والوسطية هما المخرج الوحيد لهذه المشكلة، بعيداً من الإفراط والتفريط، ولهذا وصف الله أتباع أمة الإسلام بالوسطية، فقال سبحانه: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء على النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً…» (الآية 143) سورة «البقرة». وبالتالي يجب على كلا الزوجين مراعاة مشاعر شريك حياته وذوقه، حتى يتجنبا المشكلات وتكون حياتهما سعيدة كما أرادها الله، حين جعل الزواج آية من آياته، حيث قال: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (آية 21) سورة «الروم». ونصحت الدكتورة عبلة الزوجين بألا يجعلا موضوع اختيار موديلات ملابس الزوجة وألوانها مثار خلاف قد يصل إلى الشك والشجار والطلاق، وإنما يجب أن يكون مصدر سعادة وبهجة من خلال التوافق والتناصح المأمور به شرعاً، حيث قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم): «الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم»، فهل هناك أولى من الزوجين بالتناصح بينهما؟
عارضات أزياء
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، أنه في حالة وجود خلاف بين الزوجين بشأن ملابس الزوجة فينبغي أن يكون تحكيم الشرع بمعنى «الحشمة» هو الأصل، وليس مجرد رغباتها أو رغباته التي قد تتعارض مع ما يأمر به الشرع بخصوص الملابس، كأن تكون شفافة بحيث تصف جسد المرأة أو تجسّم معالمه، أو إذا كانت ضيقة جداً أو تكون ألوانها نارية صارخة تلفت نظر الرجال الأجانب إليها.
وأشار الدكتور عمر هاشم إلى أنه لا ينبغي أن يكون الهدف الأساسي للزوجين عند شراء الملابس النسائية هو الجري وراء أحدث صيحات الموضة العالمية، التي لا تتفق مع أعرافنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا، وإنما يجب أن يكون هدفها الستر والحشمة، ولا مانع من مراعاة ما تريده الزوجة من موديلات، في ضوء الضوابط الشرعية والاجتماعية السابقة، لأن الإسلام يضع ضوابط عامة توضح الحلال من الحرام ولا يشرح تفاصيل.
وطالب الدكتور عمر هاشم الزوجين بأن يكون هدفهما عند شراء الملابس إرضاء رب البشر، وليس فتنة البشر، وأن أياً من الزوجين يكون هذا هدفه فإن الشرع يؤيده وهو على صواب، لأننا قد نجد بعض الأزواج يحولون زوجاتهم إلى «عارضات أزياء» من أجل الوجاهة الاجتماعية، فهنا يكون رأي الزوجة المتمسكة بحشمتها هو الصحيح شرعاً ويجب عليها التمسك به، حتى لو وصل الأمر إلى الطلاق في حال إصرار الزوج على تعرية زوجته وفشل كل محاولات إصلاحه، فهو هنا «زوج ناشز» يطالبها بمعصية ربها.
وأنهى الدكتور عمر هاشم كلامه بنصيحة الزوجين بأن يتقي كل منهما الله في الآخر ويأخذ بيده إلى الطاعة، فلا مانع من أن تختار الزوجة ما تشاء من موديلات وألوان في ضوابط الشرع السابقة، وعلى الزوج ألا يجعل من نفسه سجاناً لها، يريد منها أن ترتدي ما يريده هو لا ما تحبه هي، حتى لو كان ما يريده يخالف تعاليم الشرع وضوابطه بشأن ملابس النساء.
النصيحة النبوية
أشار الدكتور مبروك عطية، الأستاذ في جامعة الأزهر، إلى أن فطرة المرأة على حب الزينة تفوق الرجل، ولهذا يجب أن يكون الزوج متفهماً لهذه الفطرة، وبالتالي يكون أكثر ليناً، فأوصى الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) الرجال ببنات حواء، خاصة الزوجات، فقال «رفقاً بالقوارير»، وهي جملة جامعة تحمل تصوير المرأة بما فيها من رقة الأنوثة وجمال الإنسانية وعذوبة الروح.
وطالب الدكتور مبروك عطية بأن يكون الرفق واللين هما الأساس بين الزوجين في ما يتصل باختيار كل منهما لملابس الآخر، وليس اختيار ملابس الزوجة فقط، والأفضل لهما الاستماع إلى النصيحة النبوية بالرفق واللين في ما بينهما، فقال (صلّى الله عليه وسلّم): «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه».
وأوضح الدكتور مبروك، أنه إذا كنا نرفض غلظة الزوج وتسلطه وتحكمه في ملابس زوجته، فإننا نرفض بالدرجة نفسها أن تتحول الزوجة من الحشمة إلى العري، وكأن هدفها الأول جذب انتباه الرجال الأجانب إليها، ويكون الزوج هو آخر اهتماماتها، وكأنه مطلوب ألا يغار على أهله وعرضه، وقد يكون العكس هو المشكلة، بمعنى أن الزوج هو من يريد من زوجته شراء ملابس صارخة وعارية وهي من تحب الحشمة، وهنا لا تكون طاعة الزوج واجبة، لأن «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
وأنهى الدكتور مبروك عطية كلامه، مؤكداً أنه مطلوب من الزوج الرفق واللين وتفهم عقلية ونفسية الزوجة ذات الفطرة السوية، وفي الوقت نفسه مطلوب من الزوجة المحافظة على حشمتها واحترام وجهة نظر زوجها، وليس تسفيهها ومخالفتها على طول الخط بحجة حرية المرأة في اختيار ملابسها من دون تدخل من الزوج، فإذا لم يحترم كل منهما نفسية الآخر فليتدخل أهل الخير للصلح والوفاق بينهما، قبل الحديث عن الطلاق وتشرد الأولاد، لمجرد أن الأب والأم لم يتوافقا على ألوان الملابس وموديلاتها.
قضية دائمة
تطالب الدكتورة أماني عبدالقادر، الأستاذة في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، الزوجين بأن يكون قصدهما الفوز برضا الله عز وجل، من خلال المحافظة على الملابس المحتشمة، وفي الوقت نفسه أن يعيشا روح العصر، أي الجمع بين الأصالة والمعاصرة، فهذا يزيد الألفة بينهما ويكونان كما وصفهما الله تعالى بقوله: «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ» (الآية 187) سورة «البقرة».
وأوضحت الدكتورة أماني أن الحياة الزوجية يجب أن يسيطر عليها البعد عن الغلظة أو الفظاظة التي لا تأتي بخير أبداً، ولهذا نهانا الله تعالى عنها، فقال: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ على اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آية 159) سورة «آل عمران».
وأنهت الدكتورة أماني كلامها مؤكدة أن قضية تدخل الزوج في ملابس زوجته، وما ينجم عنها من مشاكل، ليست قضية عارضة أو مؤقتة، وإنما قضية دائمة، ولهذا يجب أن يتوافق الزوجان عليها في ضوء تفهم كل منهما طباع الآخر، واللين معه، لأنه يمكن كلاً منهما أن ينال من شريك حياته باللين ما لا يناله بالغلظة والشدة، ولهذا قال (صلّى الله عليه وسلّم): «حُرِّم على النار كل هيّن ليّن سهل، قريب من الناس». وما أجمل أن يكون الزوجان ممن قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق»، بدلاً من الكلام عن حق الزوجة في طلب الطلاق أو تفكير الزوج في تطليق زوجته، بسبب عدم توافقهما على موديلات الملابس وألوانها… وأحذر الزوجين من أن يكونا ممن قال فيهم مالك بن دينار: «ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم».
سيف القوامة
أوضحت الداعية الإسلامية هدى الكاشف، أنه يجب على الزوجة – في زينتها بوجه عام وما يتعلّق بملبسها بوجه خاص – تحقيق الاعتدال والبعد عن الإسراف ومراعاة حدود الزينة أمام الرجال الأجانب، حتى لا تتحول الزينة إلى فتنة، ولهذا حدد الله سبحانه وتعالى ضوابط الزينة الظاهرة، ومن يحق لهم الاطلاع عليها فقال سبحانه: «… وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أولى الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا على عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (آية31) سورة «النور».
وأوضحت هدى الكاشف أن الثياب من الزينة التي يتجمل بها الإنسان، سواء كانت امرأة أو رجلاً، لكن فطرة المرأة مرتبطة بالزينة أكثر من الرجال، لهذا أباح الله لها بعض الملبوسات التي حرّمها على الرجال مثل الحرير، وورد نهي في السنّة النبوية عن عدم تشبه كل من الجنسين بالآخر، في ما يتعلّق بالثياب والهيئة بوجه عام، فقال (صلّى الله عليه وسلّم): «لَعَنَ اللهُ المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ، وَالمُتشبِهاتِ مِن النّسَاءِ بالرّجَال».
وأشارت الداعية هدى الكاشف إلى أنه بعد التعرف على الضوابط الشرعية السابقة في ما يتعلق بملابس المرأة وزينتها، يستحب ألا يفرض الزوج رأيه على زوجته، بل يحاول إقناعها، وألا يتخذ من «القوامة» سيفاً على رقبة زوجته ليجعلها ترتدي ما لا تحبه هي، وحبسها في ما يحبه الزوج من ألوان وموديلات قد لا تروق لها، فهذا نوع من الظلم لها، وقد نهى الإسلام عن الظلم بكل صوره، فجاء في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا…».