قدّرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان صدر عنها اليوم الأحد حصيلة الأمهات السوريّات الضحايا بأكثر من خمسة آلاف أمّ، مشيرة إلى أن أخريات يعشن آلاما مختلفة، منها فقدان الزوج والأبناء والتهجير والاعتداء والسجن.
وقالت الشبكة، إن عدد الضحايا من الأمهات بلغ ـ5280 أماً، كما أن هناك ما لا يقل عن 68 ألف أم تحوّلت إلى أرملة، بسبب مقتل أو فقدان زوجها، وأضافت أنه قتل في سوريا ما لا يقل عن 18572 طفلاً.
وأضافت الشبكة أنه في بلدان اللجوء تحمل المرأة عبء إعالة الأسرة، بسبب فقدان الزوج أو الابن، أو بقائه داخل سوريا، وهذا ينطبق على قرابة 25% من النساء اللاجئات تقريبا.
وبلغ مجموع الولادات في بلدان الطوق فقط ما لا يقل عن 85 ألف حالة ولادة، حيث يُعاني أغلب الأطفال من مشكلة الحرمان من الجنسية.وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي مشهد ابن السنوات الثلاث وهو يسحب أمه الميتة تحت الأنقاض ويخاطبها قائلا: ” ماما مشان الله قومي معي .. لا تنامي هون”. ولن تستطيع جميع الإحصاءات المعارضة و الموالية مهما قدرت من أرقام وأسباب لموت الأمهات السوريات أو عددهن أو الجهة التي تسبّبت بذلك أن تصف حجم الألم والخسارة التي لحقت بالمجتمع السوري…ولن يفيد سرد أرقام القتلى والمغتصبات والإسيرات والمهجرات من الأمهات مع أنهن بلغن عشرات الآلاف وتستحق كل واحدة منهن أن نروي قصتها بكل إحترام وتقدير. .
ومع فقدان آلاف الأمهات لأزواجهن في الحرب اصبحت الأم هي المعيلة الوحيدة و اضطرت للعمل في مهن قاسية وظروف لا تليق بإنسانيتها فضلا عن تعرضها للتحرّش و الإستغلال او تدمير منزلها وتحويلها إلى لاجئة أو نازحة تنشد الأمان، الأمر الذي وضعها في بازار المساومات، فتم ابتزازها واستغلال ظروفها المريرة. كما عانت نساء كثيرات من القتل والاغتصاب، والخطف والتعذيب، بذريعة تطبيق الدين تارة والعرف والعادات تارة أخرى، وهو ما حمّلها أعباء جديدة وزاد من انتهاك كرامتها وأنوثتها وحقوقها التي يسعى الكثيرون لإلغائها، والأرقام التي تعبّر عن ذلك مخيفة وتنذر بكارثة اجتماعية في المستقبل القريب،
فقد قدرت مؤسسات حقوق الإنسان عدد الأرامل السوريات مثلاً بنحو عشرات الآلاف، تزامناً مع ارتفاع نسبة اليتم والكثير من القضايا التي ستولد ظواهر وأمراضاً اجتماعية خطيرة كارتفاع نسبة عنوسة الفتيات بفعل الموت اليومي للرجال، وتدهور الحالة الاقتصادية للشباب، الأمر الذي كان له أثر كبير في ازدياد حالات الهجر والطلاق.
كما ان المعاناة اليومية التي تعيشها الأم السورية من حزن وقلق وتوتر، تزيد من مكابدتها الإنسانية وظروفها الصعبة التي ستنعكس بشكل كبير على الأبناء الذين يدفعون ثمناً مضاعفاً بسبب مقاساتها، وغالباً ما تولد لديهم مشاكل نفسية.