فائدة مضغ الطعام ببطء؟

عادةً ما يكون الاعتقاد السائد لدى الكثيرين عن الطعام وأكله بأنه تلك العمليات والتفاعلات التي تحدث في المعدة والأمعاء، في حين أن عملية الهضم تبدأ بالأساس في الفم، بالمضغ.

مضغ الطعام يُسهل من هضمه بواسطة تكسيره إلى قطع أصغر، وهو يعطي وقتًا أطول للطعام لكي يختلط باللعاب، ما يزيد من قدرة الجسم على استخلاص كل المواد الغذائية الممكنة الموجودة بالطعام.

تختلف عدد المرات اللازمة لمضغ الطعام تبعًا لماهية الطعام نفسه، فكل طعام يستلزم عددًا معينًا من المرات حتى يتكسر ويفقد صلابته وبنيته، فيسهُل هضمه. ومتوسط عدد مرات المضغ يقارب 32 مرةً لكل لقمة، وتقل عدد المرات مع الأكل الليّن والمليء بالماء، أما الأطعمة التي تحتاج إلى قوة أكبر للمضغ، مثل شرائح اللحم والمكسرات، قد يتطلب مضغها ما يصل إلى 40 مرةً، وأطعمة أخرى مثل البطيخ تحتاج إلى عدد مرات أقل بكثير، يصل إلى 10 أو 15 مرةً.

يُعد مضغ الطعام الخطوة الأولى في عملية الهضم المكونة من الخطوات التالية:

قد ينسى بعض الناس مضغ طعامهم، أو قد يعتادون بلع طعامهم دون مضغه بشكلٍ كافٍ. قد لا يستطيع بعض الأفراد مضغ الطعام بشكل كافٍ بسبب صغر أو كبر اللقمة. والمضغ لا يتوقف عند كونه جزءًا أساسيًا في عملية الهضم، بل هو ذو منفعة للصحة ككل، فقد ينتج عن عدم التمهل في المضغ مشاكل هضمية، وقد تصبح أكثر عُرضةً للآتي:

التمهّل في مضغ الطعام يقلل من كمية الطعام التي تتناولها في الوجبة الواحدة، وعليه، كلما أسرعت في المضغ والبلع، زادت كمية الطعام لكل وجبة.

في دراسة أُجريت على 30 امرأة، كل منهن تتناول وجبتها بوتيرة مختلفة عن الأخرى، وُجد أن التي تتناول وجبتها على مهل تستهلك كمية طعام أقل، وتشعر بالشبع بوقت أسرع من التي تتناول طعامها بسرعة. وفي دراسة أخرى، وجد أن زيادة عدد مرات المضغ يقلل من تناول الوجبات الخفيفة خلال النهار.

وتبين أن قدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية من الأطعمة تزداد بزيادة عدد المرات التي يُمضغ فيها الطعام. ففي دراسة أكل فيها المتطوعون اللوز، وُجد أن مضغ اللوز ما بين 25 إلى 40 مرةً، يزيد من قدرة الجسم على امتصاص أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية الموجودة في اللوز.

اعتاد أغلبنا على شرب الماء وقت الأكل، ولا تُعتبَر عادة كهذه محمودةً في كل الأوقات، خاصة لأصحاب المشاكل الهضمية، فشرب الماء يعيق من عملية الهضم بتخفيف الإنزيمات الموجودة بالمعدة، فيقلل من قدرتها على تكسير الطعام، ويكون الضرر أضعافًا في حالات مرضية مثل الارتجاع المعدي المريئي GERD.

إضافةً إلى ذلك، يؤدي عدم المضغ بشكل كافٍ إلى اختلال في راحة الجهاز الهضمي، وقد لا يستطيع جسمك إفراز الإنزيمات بالقدر الذي يهضم الطعام بكفاءة كاملة، ما قد يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل:

إليك نصائح مُوصى بها، لتحصيل أقصى استفادة من الطعام:

نستنتج مما سبق، أن للمضغ دورًا لا يمكن تغافله في عملية الهضم.

Exit mobile version