قال أنتوني فاوتشى كبير مستشاري الصحة في الولايات المتحدة إنه “كان يمكن أن تنقذ الأرواح” لو اتخذت الإدارة الأمريكية إجراءات مشددة من البداية لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19 “.
وقال الدكتور فاوتشي : “لو قمنا بإغلاق كل شيء منذ البداية، لكان الأمر مختلفاً بعض الشيء”. لكنه أضاف أنّ اتخاذ قرار مثل هذا هو أمر معقد ايضا فى البداية.
وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 530 ألف إصابة بفيروس كورونا بينما بلغت حالات الوفاة 21 ألف و418 حالة حتى اليوم، معظمها في نيويورك.
وتوقع فاوتشي أن تبدأ أجزاء من الولايات المتحدة في العودة تدريجيا إلى طبيعتها في وقت مبكر من شهر مايو/أيار.
وأصدرت إدارة ترامب في 16 مارس توجيهاً يحث على تطبيق التباعد الاجتماعي والذي تم تمديده منذ ذلك الحين حتى أبريل/نيسان.
وعندما سُئل عن تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، قال فاوتشي إنه ومسؤولين آخرين اقترحوا إجراءات مشددة لاحتواء الفيروس في نهاية فبراير الماضي، ولكنه أكد أن خبراء الصحة يقدمون التوصيات من “وجهة نظر طبية خالصة”.
وأضاف “في كثير من الأحيان، يتمّ الأخذ بالتوصيات. في بعض الأحيان، لا يتم ذلك. ولكن هذا ما هو عليه الحال، ونحن على ما نحن عليه الآن”.
وقال فاوتشي الذي يقود الفريق المكلف بمواجهة فيروس كورونا، “لا أحد ينكر أنّ الإجراءات المبكرة كان بإمكانها إنقاذ الكثير من الأرواح.
لكنه أضاف “كيفية اتخاذ مثل هذه القرارات أمر معقد”. وأشار إلى إنه “كان هناك الكثير من الرفض بشأن فكرة الإغلاق في ذلك الوقت”.
واعترف كبير الأطباء أيضاً بأنّ عوامل متعددة ترتبط بما هو عليه الوضع حالياً في الولايات المتحدة، مثل حجم البلاد وعدم التجانس وليس فقط التأخر في الإغلاق.
لكنه قال أيضاً إنّ مناطق أمريكية قد تكون قادرة على البدء بالعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية “على الأقل من بعض النواحي، ربما الشهر المقبل”.
وأوضح فاوتشي قائلا “لا تريد أن تتعجل في اتخاذ القرارات” مشيراً إلى أنّ إنهاء جهود احتواء الفيروس على عجل قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأضاف: “يعتمد ذلك على مكان تواجدك في البلد وطبيعة التفشي الموجود بالفعل وخطر التفشي الذي لم تختبره بعد”.
ويأمل فاوتشي في أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في 3 نوفمبر إذا تم تخفيف القيود.
وخلال مؤتمر صحفي في وقت متأخر من يوم الأحد، قال حاكم نيويورك أندرو كومو إنه يريد أن ترفع القيود عن ولايته، التي كانت مركز تفشي المرض في الولايات المتحدة، “في أقرب وقت ممكن”.
لكنه كان حذراً أيضاً وقال إنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين الدول المجاورة وأن يتوفر عدد أكبر من الاختبارات والتمويل الفدرالي الإضافي.
وشكك كومو أيضاً في أي توقعات تمّ تقديمها قائلاً: “لم يكن كل ما توقعه الخبراء صحيحاً”.
وأضاف: “لقد قلت منذ اليوم الأول ان هذه كلها توقعات، سنقوم بعودة الأعمال في مايو، ثم في يونيو – أعتقد أن كل هذا سابق وقتة. لا أعتقد أن أي شخص يمكنه اتخاذ قرار مناسب حتى الآن”.