أخبار

“فى الذكرى الثانية لتأسيسه.. أزهريون يتهمون مرصد الأزهر بالفشل فى مقاومة الفتاوى المتشددة”

انتقد أزهريون «ضعف مستوى» مرصد الأزهر لمقاومة الفتاوى المتشددة، بعد مرور عامين من إطلاقه، مؤكدين أن المرصد أصبح مكتب أرشفة وإحصاء للعمليات المتطرفة وترجمات من الصحف الغربية دون أى مناقشة لهذه الأفكار.

وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المرصد تحول عمله بشكل غريب ليصبح مجرد نشرات إحصائية يصدرها موظفون، مضيفاً أن المرصد حاد عن فكرته الأساسية التى أنشئ لها، وهى مواجهة التطرف لدرجة أنه أصبح عبئاً على الدعوة، وأصبح يدافع عن أفكار مثل الحدود فى الإسلام، فيقول فى رده على أفكار مثل: «شُرِعَت الحدود فى الإسلام للردع ولحماية المجتمع وليست للانتقام والتشفى، وهل من دولة فى الماضى أو فى الحاضر لا تسن القوانين وتضع العقوبات لحماية مجتمعها من المنحرفين والمعتدين؟ فالحدود فى الإسلام ما هى إلا وسيلة لحفظ ضروريات الإنسان، ولم يترك الإسلام تطبيق الحد -إن كان لا مفر منه- لعامة الناس، ولا لأى جماعة مهما بلغت مكانتها، وإنما جعله فقط فى يد الدولة»، فالمرصد لا يقاوم أفكاراً مثل الحدود تستغلها الجماعات المتطرفة، بل يزكيها ويمدحها، وكأن مَن كتب عن الحدود بالمرصد عنصر من جماعة الإخوان.

«عويضة»: يركز على الشو الإعلامى.. و«هندى»: المرصد تحول عن فكرته الأساسية وأصبح مجرد نشرات إحصائية تمثل عبئاً على الدعوة

وأوضح أن المرصد أُنشئ على غرار مرصد الإفتاء للفتاوى المتطرفة، ولكنه فشل بشكل كامل أن يكون مثله أو قريباً منه، ولم يتجاوز أكثر من الدور الإحصائى، لأن نشراته الدورية ليس بها سوى عدد العمليات التى تمت فى كل بلد، وكيفيتها، ما بين تفجير أو تصفية أو طعن، أو غيرها من وسائل القتل، وترجمة ما يكتب عن الجماعات المتطرفة بالصحف العالمية، وكأنه تحول لمركز ترجمة فقط، ولا يكلف نفسه الرد على شىء.

وقال الدكتور محمد حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس الأزهر، إن مرصد الأزهر فشل فى تحقيق الفكرة التى انطلق من أجلها، ولم يعد لها وجود على أرض الواقع، وأصبح العاملون به مجرد موظفين بدوام كامل «حضور وانصراف» فقط.

وأضاف أن المرصد أصبح منصة لـ«الشو الإعلامى»، ويصدر تقارير لا قيمة لها، ولا يعتد بها أحد، ومحصلة جهوده فى مكافحة التطرف صفر، ولا ينتظر أحد منه أى نتيجة إيجابية.

وأوضح أنه بعد عامين كاملين من العمل لم يجد الباحثون أو المتابعون للشأن الأزهرى أى نشاط ملحوظ، بل ساء وضعه ليتحول عمله من مقاومة التطرف إلى مجرد عمل إحصاءات رقمية عن عدد العمليات، وطرق تنفيذها، الأمر الذى أثار استياء جميع الأزهريين، بسبب ظهور المؤسسة الأولى فى العالم الموكل إليها مقاومة التطرف بهذا الضعف الذى يثير الشفقة.

وتابع أن مؤسسة الأزهر تعيش حالة عامة من الضعف فى كل مكوناتها، فالجامعة تعيش حالة من الضعف غير مسبوقة، والمشيخة يسيطر عليها عناصر إخوانية، وطالبنا مراراً وتكراراً بإبعادها عن الأزهر. من جانبه، قال الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إن مرصد الأزهر يهدف إلى نشر الردود العلمية المركزة بعدة لغات، وبأسلوب عصرى يناسب تفكير الشباب، من أجل التحذير من خطر هذه الدعايات المضللة التى تستخدم لتجنيد الشباب وخداعهم باسم الإسلام وتضليلهم.

كان الأزهر قد أطلق مرصده الخاص بمواجهة الفتاوى المتشددة والمتطرفة فى يونيو 2015، حيث وصفه د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال تدشينه أنه «عين الأزهر الناظرة على العالم»، لا سيما أنه يعمل بـ8 لغات أجنبية حية هى «الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الأردية، الفارسية، اللغات الأفريقية، الصينية».

وتعد مهمة المرصد الرئيسية -كما عرف نفسه- هى تتبع ما يتم نشره بهذه اللغات عن الإسلام والمسلمين مع التركيز على ما ينشره المتطرفون من أفكار ومفاهيم مغلوطة وتحليلها أولاً بأول، والرد عليها بموضوعية وحيادية لنشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام ووسطيته، ومن ثَم مواجهة الفكر المنحرف والمتطرف وتفكيكه، لتحصين الشباب فى مختلف الأعمار من الوقوع فريسة سهلة فى براثنه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى