قصة “أم علاء” التي طُردت من بيتها ثلاث مرات
فقدت السيدة (أم علاء) زوجها منذ الأشهر الأولى للثورة، وتعرضت مع طفليها الصغيرين لشتى أنواع البؤس والمعاناة عقب وقوع بلدتها ضمن المناطق الساخنة، لتبدأ في رحلة نزوح ذات متاعب لا تنتهي.
المشهد الجديد من مأساة “أم علاء” تمثل في مسألة السكن. “لأنني لا أملك مالاً يكفي لاستئجار منزل جاهز قررت السكن في شقة غير مكسية”. تبدأ أم علاء حديثها لـ”اقتصاد” عن إحدى قصص النزوح المؤلمة.
عشرات النازحين الذي قرروا الاستقرار في البلدات المتاخمة لدمشق آثروا العيش في بيوت غير صالحة للسكن. أم علاء أوضحت أن الشقة التي سكنت فيها خالية من كل شيء. ليست مجهزة بمطبخ أو حمام ولا حتى نوافذ أو أبواب. “استعضنا عن النوافذ والأبواب بإغلاقها بالنايلون وعن المطبخ والحمام بطشت ماء للجلي والتنظيف والاستحمام”.
على الرغم من المعيشة الصعبة التي لا تكاد تحتمل لم تهنأ أم علاء بليلة مستقرة في منزلها الجديد.
تنشط منظمات إنسانية في المناطق القريبة من العاصمة والتي شهدت نزوح عشرات الآلاف من أهالي المناطق الساخنة، في تجهيز المنازل تجهيزاً بسيطاً بغية جعلها صالحة للسكن.
وتقدم المنظمات – وفقاً لشهادات العديد من النازحين – نوافذ وأبواب وتمديدات صحية وأرضية للغرف وتجهيزات المطبخ والحمام.
بالنسبة لأم علاء؛ بدأت معاناتها الجديدة انطلاقاً من هذه الفكرة.
“أتى فريق من إحدى المنظمات الإنسانية وبدأ في تجهيز البيت الذي أقطن فيه.. فرحت لأن المنزل أصبح أفضل بكثير.. لكني تفاجأت بأصحاب البيت بعد فترة أسابيع يطلبون مني مغادرة المنزل”.
“المسألة واضحة.. إنهم يتاجرون بنا نحن النازحون.. يكسون بيوتهم وشققهم ليؤجروها لاحقاً بأسعار باهظة”.
قصة أم علاء تكررت مع غيرها من النازحين. وتقول أم علاء إن الحادثة تكررت معها ثلاث مرات في مدينة “جديدة”، بريف دمشق.
ويعيش عشرات الآلاف من مهجري مدينة داريا والزبداني وحلب وحماة ومناطق كثيرة من سوريا، أوضاعاً يرثى لها داخل العاصمة وفي المناطق المحيطة بها، دون أن يكترث أحد بأحوالهم المزرية، بل وغالباً ما يكونون عرضة للمتاجرة كونهم الطرف الأضعف.