عمرو محمود ياسين يتحدث عن مسلسل نصيبى وقسمتك 2
انطلاق الموسم الثانى من وجهة نظر المرأة وراء غياب هانى سلامة
كل فنانة تجسد 5 حلقات فقط ولم نجد أى صعوبة فى إقناع كل منهن لتجسيد أى قصة قدمناها
المشكلات بين المرأة والرجل كثيرة وتختلف باختلاف الطبقات والمستويات الاجتماعية والفكرية والمرحلة العمرية، ومن هنا حاول المؤلف عمرو محمود ياسين التعبير عن هذه المشكلات والأحاسيس المتناقضة فى مسلسل «نصيبى وقسمتك»، ففى الموسم الأول كان المحور الرئيسى هو الرجل فى علاقته بالنساء وكيف يتعامل معهن بواقع 3 حلقات لكل قصة، أما فى الموسم الثانى الذى يعرض حاليا فقد اتخذ وجهة نظر المرأة بواقع 5 حلقات لكل قصة تجسدها بطلة مختلفة، وعن العمل تحدث عمرو محمود ياسين باستفاضة وأوضح السبب فى غياب هانى سلامة عن الموسم الثانى، وكشف أيضا عن الخطوط الحمراء له فى هذا العمل:
فى البداية روى المؤلف كيف بدأت حكاية نصيبى وقسمتك قائلا «نصيبى وقسمتك بدأ منذ عامين عندما حدثنى المنتج أنه يريد عمل مسلسل من بطولة هانى سلامة على غرار مسلسل هو وهى بطولة سعاد حسنى وأحمد زكى، وفى الحقيقة كانت فكرة رائعة لأن الناس تتفاعل مع هذه النوعية من المشكلات وتحبها ويشعرون أنها تعبر عنهم بشكل أو بآخر، وبالفعل نفذنا الموسم الأول بواقع 3 حلقات لكل قصة بشخصيات مختلفة والرابط الوحيد هو هانى سلامة، أما فى الموسم الثانى فقد وجدت نفسى لدى الكثير من الأفكار ولكنها كلها تنطلق من وجهة نظر المرأة ومن هنا بدأت فى كتابة العمل بواقع 5 حلقات لكل قصة تجسدها عدة بطلات».
وأضاف «فى نفس التوقيت الذى بدأنا فيه على هذا المشروع كان هانى سلامة مشغولا بعدة أعمال أخرى، فضلا عن سبب آخر وهو أن عمل كنصيبى وقسمتك صعب على فنان واحد أن يقدمه باستمرار لأنه يحرق لديه شخصيات عديدة، كل منها يصلح لبناء عمل بأكمله سواء فيلم أو مسلسل، ولذلك حتى لو كان عدم وجود هانى سلامة فى الموسم فأنا أقدر جدا هذا الأمر لأى فنان كان، ولذلك فإن الأقدار كلها تجمعت أن يكون الموسم الثانى من وجهة نظر النساء ومشاكلهن، وبصراحة القنوات رحبت جدا بالعمل رغم عدم وجود هانى سلامة، والحمد لله العمل حقق رواجا كبيرا ويلقى استحسان الناس بشدة».
وحول نجاح الموسم الثانى رغم عدم وجود نجم أوحد له، قال ياسين «فى البداية أشكر الله على هذا النجاح والذى يثبت أمر مهم للغاية وهو أن الفيصل الأساسى فى نجاح أى عمل يكمن فى جودة المحتوى الدرامى وخصوصا السيناريو الذى يبنى على أساسه أى عمل، فحتى لو كان المسلسل من بطولة نجم كبير وكان السيناريو مهترئا فلن ينجح ولن يقبل عليه الناس، والنماذج على هذا كثيرة جدا، فضلا عن أن النجوم الكبار أصبحوا يبالغون بشدة فى أجورهم وهذا طبعا يأتى على حساب العناصر الأخرى فى العمل».
وعن أن التعرض لمشكلات المرأة خصيصا قد تستلزم منه وجود خطوط حمراء، نفى عمرو هذا الكلام تماما وقال «بالعكس، فلم توجد لدى أى خطوط حمراء إطلاقا وتحدثت فى كل الموضوعات بحرية تامة، فمثلا فى حكاية اهدى يا مدام تعرضت لمتلازمة ما قبل الحيض بصراحة، وفى حكاية نظرة وابتسامة تعرضت لمشكلة الخيانة عندما خانت الزوجة زوجها مع صديقه المقرب، فالتعرض لأمور مماثلة وشائكة مهم فى الدراما بشرط ألا تخدش الحياء العام ولا تبعد فئة ما عن مشاهدة العمل»، وأضاف «من هنا أقول إن الفن رسالة فعلا وليس لمجرد التسلية كما يعتقد البعض، فأنا يمكن أن أقدم كل شىء بشرط كيفية تقديمه».
وانتقل للحديث بالتفصيل أكثر عن الموسم الثانى وكيف أقنع كل فنانة بعمل 5 حلقات فقط، حيث قال «صحيح أن كل فنانة ستجسد 5 حلقات فقط، ولكن كل منها يعتبر عمل مستقل فى حد ذاته، فالـ 5 حلقات نحو ساعتين ونصف الساعة من الزمن وهو ما يساوى زمنيا مدة فيلم سينمائى، وكل منهن تعاملت أنها بطلة لفيلم وقصة مختلفة، وفى الحقيقة لم نجد أى صعوبة إطلاقا فى إقناع أى منهن لتجسيد أى قصة قدمناها بل بالعكس فقد تحمست كل منهن جدا، فضلا عن أنهن يعرفون أن يستكملوا الطريق فى مسلسل كان ناجحا من الموسم الأول له أصلا، وهو ما يعتبر عامل تشجيع أيضا لهن».
وحول أنه رجل وعرف كيف يكتب عن مشكلات النساء بهذه الدقة، رد ياسين ضاحكا وقال «المؤلف لابد أن يكون لديه القدرة على الملاحظة الدقيقة ويلتقط ما بين السطور والمشاعر والأحاسيس التى ظهرت وحتى وإن لثوانٍ معدودة، ولابد أن يتمتع بمقدرة الإحساس بالغير والشعور بنفسية الآخر، وأعتقد أنه لدى هذه الأمور فضلا عن أننى مستمع جيد، ومقرب جدا لكل النساء فى محيطى من أمى وأختى وزوجتى وصديقاتى البنات، وبسبب علاقتى بهن فأنا أعى تماما نفسية المرأة التى أعتبرها أهم مخلوق على الأرض، فهى المكافأة سواء فى الخير أو الشر، ومع الأسف فى مجتمعنا هناك ظلم كبير يقع على المرأة وعدم تقدير لقدراتها إلى حد كبير».
وعن أسباب اتجاهه للتأليف وقلة التمثيل لديه، رد عمرو محمود ياسين «الممثل يكون مسئولا فقط عن دوره وأقصد كأداء، أما مسئولية العمل بأكمله فتقع على كاهل المؤلف، وأنا أحب دائما الأدوار القيادية فى الحياة وأشعر أن التأليف يتيح لى أن أكون قائدا فى عملى وأعبر عما يجول فى داخلى جدا من خلاله، ولذلك أنا لا أسمح أن يتدخل أحد فى عملى أبدا أو يعدل على السيناريو الخاص بى أثناء التصوير، ولكن أثناء النقاش ومرحلة الكتابة فأنا ديمقراطى بشدة، ولو حدث معى أن قام أحد المشاركين أثناء التصوير بالتعديل فى السيناريو فوقتها ستكون هناك مشكلة كبيرة، ومن هنا أستغرب جدا أنه ظهرت فئة من المؤلفين يسمحون للفنانين والمخرج أن يعدلوا كيفما يشاءون فى السيناريو أثناء التصوير، لأنه فى النهاية التتر سيكون مكتوبا عليه العمل من تأليف فلان، فكيف أسمح لأحد أن يتدخل بهذا الشكل الصارخ ويضعنى فى موقف إحراج».
وأضاف «قمت بالتمثيل فى الجزء الأول، ولكن فى هذا الموسم كانت القصص كثيرة ولبطلات متنوعات ولدى عصف ذهنى كبير، ولو كنت اشتركت بالتمثيل فهذا سوف يؤثر على السيناريو ويأخذ من وقته، ومن هنا فضلت فى الجزء الثانى أن أكون مؤلفا فقط».