لاتزال أصداء العمليات الإرهابية الاخيرة التى وقعت فى العاصمة البلجيكية بروكسل تتفاعل بشدة داخل أوروبا والولايات المتحدة على وجه الخصوص ، باعتبار ان تلك البلدان هى المستهدفة الان بإرهاب داعش ، هذه المنظمة التى تتفرع منها آلاف الخلايا العنقودية فى جميع أنحاء العالم ، وتعمل وفقا لإدارة ذاتية وفقا لظروف كل خلية ، ولكن مايجمعهاهو العداء للقيم والسيئات الغربية ، والعمل على إقامة الدولة الاسلامية ، والانتقام من الذين يعرقلون إقامة هذه الدولة
المحلل السياسي، الاميركى “مايكل ويس، “الذي شارك بتأليف كتاب “داعش: داخل جيش الإرهاب ، أدلي بحوار لشبكة ال CNN قال فيه ، ان تنظيم “داعش”نجح فى زيادة شبكاته عبر أنحاء أوروبا، وأنه جدد التركيز على “استهداف الغرب في الغرب” واستشهد بتوعد زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، و سلفه أبومصعب الزرقاوى بغزو روما
ويري ويس”ان لداعش شبكات في جميع أنحاء أوروبا أكثر اتساعا مما يستوعب المسؤولون الأوروبيون. كنت قد تحدثت مع أحد المنشقين من داعش في مقابلة في أكتوبر.. وتحدثت إليه اليوم. أخبرني أن أعداد العناصر التي أرسلت إلى أوروبا هي أكبر مما يعرفه هو حتى. وقال إن ألمانيا هي هدف داعش المنظور. وتحدثت إلى مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قالوا إن هناك الكثير من الأحاديث والإشارات الاستخبارية عن الرغبة في الذهاب إلى إسبانيا وإيطاليا. وذلك لأسباب رمزية.”
وشرح ويس رمزية استهداف “داعش” لمواقع في إسبانيا وإيطاليا : “قال زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، في عام 2014، إنه بإذن الله سيقهر روما. وهي على مقربة من إيطاليا وليبيا حيث خلق داعش موقعا عسكريا قويا وقاعدة تراجعية، وهذا عامل أيضا في ما يتعلق بإسبانيا. إنها الحرب الإسلامية.”
واستطرد ويس، قائلا: “إنه الجزء الآخر من استراتيجيتهم،” وتحدث عن وضوح استراتيجية وأهداف أبو مصعب الزرقاوي، القيادي الراحل في تنظيم القاعدة، بين عامي 2004 و2005، عندما “ارتكب موجة مدمرة من التفجيرات الانتحارية في فنادق عمان بالأردن، فجر ثلاثة فنادق، وقُتل المئات.”
وأضاف ويس: “وكان هناك هجوم فاشل بالمواد الكيماوية خطط له تنظيم القاعدة في العراق استهدف عمّان، واعترضتهم وأوقفتهم سلطات المخابرات الأردنية. ولكن عمليات داعش الأجنبية، لطالما كانت الدعامة الأساسية لمساعيه. والفرق الآن، هو أن ما تُسمى بالخلافة، بدأت تفقد نفوذها على الأراضي في شمال سوريا حول كوباني، منذ أكثر من عام، ولذلك جددت التركيز على استهداف الغرب في الغرب.”
وتحدث ويس عن تفجيرات بروكسل، قائلا: “انظروا إلى أهداف اليوم، إنه مطار دولي، لذلك قتلوا أشخاصا ينتمون إلى عدد مجهول من الدول، ويُرسل ذلك رسالة إلى كل واحدة من تلك الدول، أن باستطاعتنا ضرب كل واحد منكم كما لو كان على أرضكم. ثم هناك، محطة مترو الأنفاق المزدحمة، والتي هي فعليا تحت أرض مؤسسة أوروبية كبرى تتجاوز الحدود الوطنية.”
وأضاف ويس: ” إنهم يحاولون توجيه رسالة مفادها أنهم بيننا وينامون في أحيائنا. انظروا إلى صلاح عبد السلام، لقد اعتُقل على بعد حي واحد من منزل طفولته،” في إشارة إلى المشتبه به الرئيسي في تنفيذ هجمات باريس واعتقلته السلطات البلجيكية، الجمعة الماضية.
وعلق ويس: “الحرب على الإرهاب ولّدت كليشيهات رهيبة مثل القلوب والعقول، والاختباء على مرأى من الجميع، ماذا من المفترض أن نصف ما حدث بغير ذلك؟ إنها ليست فقط قلب أوروبا، ولكنها العاصمة، عاصمة الاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي. إنها أمر مرعب. أنا آسف، ولكن ليس هناك كلمة أخرى لذلك.”