ما تم نشره عن عزم النقيب الآسبق مكرم محمد أحمد للعودة الى خوض انتخابات نقيب الصحفيين فى الدورة المقبلة ، اثار الكثير من التعليقات
فتاريخ الاستاذ مكرم يدلل على أنه كان من الصحفيين المتميزين فى السيتينات من القرن الماضى ، وكان من أشهر ما قام به تغطيته لحرب اليمن ( منذ اكثر من نصف قرن ! ) وفى السبعينات أجتباه السادات مع فريق مؤيدى ” كامب ديفيد ” وولاه رئاسة مؤسسة دار الهلال ، وفى الثمانينيات خاض معارك سياسية بجانب مهامه الصحفية ، وقام بدور فى مراجعات الجماعات الاسلامية فى السجون ، وكاد ان يدفع حياته ثمنا وتعرض للاغتيال ، وفى التسعينيات كان واحدا من أهم صناع القرار، وفى ” الالفنيات ” – اذا جاز التعبير !! – أستمر لفترة فى دار الهلال ثم عاد الى الاهرام ، وفى بداية العقد الثانى ومع ثورة يناير تعرض لمضايقات بسبب ميله لنظام مبارك ترك على أثرها موقع النقيب ، وبعد أن هدأت الثورة ، وعاد الكثير من كتاب مبارك بلا خجل من عينة عمرو عبد السميع وأحمد موسى ومن على شاكلتهم ، وامتلاك حيتان الاعمال من رجال مبارك للفضائيات وتشغيل الموالين لفكرهم ، فكر مكرم فى العودة الى موقع النقيب
لا خلاف على مهنية مكرم العالية ، ولا خلاف على مواقف سابقة له فى النقابة ولعل أشهرها دفاعه عن الصحفيين المسجونين ومعروف موقفه عند تعرض المرحوم الدكتور محمد السيد السعيد والزميل مدحت الزاهد لاعتداء غشيم وقت ان كان زكى بذاءات وزيرا للداخلية.. ولكن هناك متغيرات أهمها حكم السن وموقع النقيب يحتاج الى مناكفات ، وتغير الآجيال وطوح الدماء الجديدة
فى كل ألاحوال نزول مكرم لا يمكن أن يكون بمعزل عن ضوء اخضر من النظام ، والذى يبدو انه لاحظ اهتراء فى النقابة فقرر تطبيق المثل القائل ” اللى ملوش كبير يشترى كبير ” فارسل مكرم محمد أحمد مرة أخرى ، فالنظام فى مصر من سماته الاهتمام بالتراث والحفاظ على الآثار لانها ثروة قومية .. وكما جاء فى النشيد القومى ” من حق الكبير يدلع ” ..