هل التماثيل فى معبد أبي سمبل لنفس الشخص ؟
الملك رمسيس الثاني الملك الأقوى والأكثر شهرة..
ابن الملك سيتي الأول.. وحسب المراجع الرسمية قام خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المباني يفوق أي ملك مصري أخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس. وفى الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول. وأقام الرامسيوم في الأقصر وهو معبد جنائزي كبير بناه رمسيس لآمون ولنفسه، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطاني.
وأقام رمسيس الثاني أيضا تحفتين رائعتين في أبو سمبل وهما المعبد الكبير والصغير.
المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا، وبجواره المعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإلهة حتحور إلهه الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتاري ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 أمتار.
هذه هي الرواية التي ستجدها في جميع المراجع الرسمية وكتب التاريخ. (1).
هل من المنطقي أن يبني ملكا لنفسه أربعة تماثيل متطابقة متلاصقة على واجهة معبد؟! ليس هذا فحسب.. لكن على بعد أمتار قليلة يبني ستة تماثيل في معبد مجاور4 له و2 لزوجته !
بداخل المعبد الكبير هناك 8 تماثيل عملاقة أخرى أيضا لرمسيس، فيكون المجموع 16 تمثالا عملاقا لرمسيس في نفس البقعة .. حتى لو كان هذا الملك ينصب نفسه إلها أو مصابا بجنون العظمة فإن ذلك يبدو لي تصرفا مُنعدما لا يكاد يُستساغ.
إضافة إلى كثرة التماثيل المنسوبة لرمسيس في نفس البقعة، فالتأمل في كيفية نحت ذلك الصرح يُزيد الحيرة.
لقد أتى قدماء المصريين على جبل من الحجر الرملي، ثم قاموا بتفريغه من الصخر ثم نحتوا التماثيل كما في الصورة، ما هي الطريقة التي استخدموها لتفريغ الجبل بها الشكل ؟ هذا الأسلوب مُكرر في مناطق أثرية عدة في مصر والعالم، في مصر مُكرر في مقابر وادي الملوك، وأقبية السرابيوم بسقارة، والبتراء في الأردن ومدائن صالح في شمال المملكة وغيرها.
تفريغ الجبال من محتواها بهذا الشكل البارع عمل في غاية الصعوبة والقسوة، من المستبعد أن يكون تم بالقوة اليدوية فقط.
استكشاف المعبد
عام 1813، عندما عثر المستشرق السويسري جي أل بورخاردت على مدخل المعبد الرئيسي، ذهب وتحدث بورخاردت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالي المستكشف جيوفاني بيلونزي، ثم سافرا معاُ إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد الذي غطته الرمال إلا في عام 1817.
وبعدها قامت البعثات بنسب التماثيل إلى رمسيس الثاني. أشعر وكأن هناك تساهلا في نسب التماثيل إلى أصحابها .. فهل وجود خرطوشة (2) رمسيس الثاني الملكية بين ساقي العمالقة الجالسين كافية لإثبات أن هذا هو رمسيس الثاني ؟
ألا يُمكن أم يكون رمسيس الثاني نفسه قد نسب تلك التماثيل لنفسه دون وجه حق خاصة أن هذا كان فعلا شائعا في عصر الأسرات وتظهر أثار تلك السرقات بكثرة على أعمدة معبد الكرنك. حيث يحذف الملك اسم من سبقوه ويضع اسمه. نرى ذلك أماكن عدة كتماثيل أبو الهول الجرانيتية السوداء لأمنمحات الثالث المكتشفة في تانيس وموجودة حاليا في المتحف المصري، وونرى تلك السرقات في تماثيل ممنون بالأقصر ومعبد الأقصر حيث توجد عدة نقوش بأسماء ملكية على نفس التمثال أو العمود.
الأن نعود لنقطة اختلاف ملامح التماثيل، هذه نقطة جديرة بالإهتمام ولا يمكن تهميشها، لأنها ستجعلنا نُعيد النظر في ملكية تلك التماثيل لأصحابها.
ونلقي نظرة قريبة على وجوه التماثيل.. هل هي لنفس الشخص؟