هل هذه المعادلة صحيحة؟ “زوجة سعيدة = حياة سعيدة”
أعتقد بأن هذه الملاحظة تنطبق على المتزوجين منذ فترة طويلة وعلى المتواعدين الجدد. خلال 30 عامًا من الزواج.
ما يزال الارتباط السببي بين كثرة الجنس الممتع والرضا عن العلاقة غير واضح. من جانب قد تكون ممارسة الجنس بشكل منتظم ومذهل هي التي تصنع علاقة حميمية مرضية، ومن جانب آخر قد يرغب الأزواج السعداء ببساطة في ممارسة الجنس كثيرًا. مع ذلك لا نستطيع إنكار الترابط بين الرضا الجنسي والرضا عن العلاقة.
مع أن معظم الأنواع تحتفظ بالجنس لأغراض إنجابية فقط، يستغل البشر هذا النشاط الممتع كوسيلة للترابط الزوجي، لهذا السبب يجب على الأزواج أخذ الاحتياطات لتجنب الحمل غير المرغوب فيه أثناء ممارستهم الجنس بهدف بناء الروابط العاطفية لعلاقتهم. لكن أشكال موانع الحمل الأكثر استخدامًا لها جوانب سلبية من المحتمل أن تقلل من المتعة اللحظية للتجربة الجنسية.
في المجتمعات الحديثة، هناك طريقتان شائعتان لتجنب الحمل: الواقيات الذكرية وموانع الحمل الهرمونية. ويُعتقد أن الواقيات الذكرية تقلل متعة التجربة الجنسية. ومن الآثار الجانبية لموانع الحمل الهرمونية المبلغ عنها بكثرة هي تقليل الرغبة الجنسية والمزاج المكتئب، لذلك يجب على الأزواج تحقيق التوازن بين الرغبة في تجربة جنسية ممتعة للطرفين والحاجة إلى تجنب الحمل غير المرغوب فيه.
في مقال نُشر حديثًا في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية، استكشفت عالمتا النفس بجامعة ويسكونسن شاري بلومنستوك ولورين باب العلاقة بين المتعة الجنسية اللحظية والرضا عن العلاقة وتناولتا أيضًا تأثير مانع الحمل الهرموني واستعمال الواقي الذكري في رضا الناس عن العلاقة وعن الجنس.
لأغراض هذه الدراسة استعانت بلومنستوك وباب بـ 43 ثنائيًا نشطًا جنسيًا ليكونوا جزءًا من مشروع يبحث في العلاقة بين المتعة الجنسية اللحظية والرضا عن العلاقة. في بداية الدراسة ذكرت النساء ما استعملنه كموانع حمل هرمونية. بعد ذلك ولثلاث مرات في اليوم وخلال الأيام العشرة التالية أجاب كل فرد من الثنائيات عن استبيان موجز على هاتفه الذكي.
على وجه التحديد سُئل الأفراد هل مارسوا الجنس منذ آخر استبيان؟ وأوضحوا أيضًا مستوى المتعة، وهل استخدموا الواقي الذكري؟ وأخيرًا قدموا تقييمًا للمستوى الحالي لرضاهم عن العلاقة.
في بداية الدراسة كان للباحثتين توقعان واضحان، أولاً: افترضتا أن الرضا عن العلاقة بالنسبة للرجال والنساء مرتبط إيجابيًا بالمتعة الجنسية لكل شريك، بمعنى آخر إن مستوى الرضا الحالي للرجل عن العلاقة يجب أن يتنبأ بمدى استمتاعه هو وشريكته بآخر جلسة جنسية والعكس صحيح. ثانيًا اعتقدتا استنادًا إلى التقارير السابقة أن استخدام موانع الحمل الهرمونية والواقي الذكري يقلل من المتعة الجنسية اللحظية لكلا الشريكين.
كانت نتائج الدراسة مفاجئة إلى حد ما، فكما هو متوقع يمكن أن يتنبأ مستوى رضا المرأة عن العلاقة بمستوى المتعة الجنسية لها ولشريكها، ولكن لم يكن لرضا الرجل عن العلاقة أي ارتباط بمستوى المتعة التي أبلغ عنها أي من الشريكين، أي عندما كانت المرأة سعيدة في العلاقة استمتع كلا الشريكين بالجنس أكثر. ولكن سعادة الرجل في العلاقة لم تؤثر كثيرًا في الاستمتاع الجنسي لأي من الشريكين.
تعارض هذه النتيجة الافتراضات النظرية الرئيسية في علم العلاقات وأعتقد أنها تحتاج إلى أن التفصيل لفهم آثارها. تذكر المؤلفات بشكل عام أن النساء يملن إلى إيجاد صعوبة في الاستمتاع بالجنس إلا إذا كن راضيات بشكل عام عن علاقتهن مع الشريك. وفي المقابل غالبًا ما يذكر الرجال أنه يمكنهم الاستمتاع بالجنس سواء كان ذلك في سياق علاقة ملتزمة أم لا.
إذًا بإمكان الرجال الاستمتاع بممارسة الجنس حتى عندما لا يكون الطرف الآخر في العلاقة بحالة جيدة. وأيضًا تشير هذه النتائج إلى أن الرجال يستمدون على الأقل بعضًا من رضاهم الجنسي من ملاحظة المتعة التي يختبرها الشريك.
من ناحية العلاقة بين منع الحمل والمتعة الجنسية، أسفرت هذه الدراسة أيضًا عن مزيج من النتائج المتوقعة وغير المتوقعة. أولًا انخفاض الرغبة الجنسية والمزاج من الآثار الجانبية الشائعة لاستعمال موانع الحمل الهرمونية خصوصًا في الشهور الأولى. وليس من المفاجئ أن استخدامها أدى إلى انخفاض الاستمتاع الجنسي اللحظي لدى النساء اللواتي استخدمنها.
من غير المتوقع ولكن ربما لم يكن مفاجئًا أن استخدام المرأة لوسائل منع الحمل الهرمونية يقلل أيضًا من متعة الرجل الجنسية. يعود هذا إلى فكرة أن الرجال يستمدون على الأقل بعضًا من استمتاعهم الجنسي من مشاعر المتعة التي يلاحظونها على الشريك.
أخيرًا، كانت النتائج بخصوص العلاقة بين استخدام الواقي الذكري والمتعة الجنسية مثيرة للاهتمام، عمومًا يميل الأشخاص النشطون جنسيًا إلى الاعتقاد بأن الواقيات الذكرية تقلل من الاستمتاع الجنسي وتنقص من مشاعر الحميمية، ولكن المشاركين في هذه الدراسة أفادوا بأن استخدام الواقي الذكري لم يكن له تأثير في المتعة الجنسية اللحظية.
هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث في هذا الصدد، ولكن يمكننا التكهن حول سبب هذه النتيجة. تشير بلومنستوك وباب إلى ميل الأزواج لاستخدام الواقي الذكري خلال المراحل الأولى فقط من علاقتهم ويتحولون إلى موانع الحمل الهرمونية مع نضوج العلاقة.
نظرًا لأن الرغبة الجنسية والإثارة بالمجمل تكون على الأرجح أعلى في بداية العلاقة، فإن استخدام الواقي الذكري قد لا يهم ببساطة عندما يتعلق الأمر بالمتعة الجنسية اللحظية. يجب أن تختبر المزيد من البحوث الأزواج الذين يستخدمون الواقي الذكري طريقة معتادة لمنع الحمل.
إن النتيجة التي يجب استخلاصها من هذه الدراسة هي الدور الرئيسي لسعادة المرأة في سعادة العلاقة ككل. بشكل عام لا يمكن للمرأة أن تستمتع بالجنس إلا إذا كانت سعيدة في العلاقة، وبالمثل لا يمكن للرجل الاستمتاع بالجنس إلا إذا كانت شريكته مستمتعة به أيضًا.
أجد القول التالي ذا ملائمة خاصة: «زوجة سعيدة تعني حياة سعيدة!». باختصار يحتاج الرجل إلى التأكد من أن شريكته راضية عن العلاقة بشكل عام إذا كان يريد الاستمتاع بالوقت الذي يقضيه معها .