الأيام الأولى من جائحة كورونا وتؤدي التكنولوجيا دورها لمساعدة البشر على التواصل وإنجاز أعمالهم من دون الحاجة إلى الذهاب لأماكن العمل.
لكن هل تصمد الشبكات أمام الطلب الزائد عليها بسبب بقاء الكثيرين في منازلهم وتحول الكثير من مناحي الحياة إلى الشبكة العنكبوتية ؟
نظرًا إلى جائحة كوفيد-19، أصبح لزامًا على البشر البقاء في منازلهم والمحافظة على التباعد الاجتماعي شهدنا قدرًا كبيرًا من العطاء والإبداع في محتوى الإنترنت، إذ توفرت جولات مجانية في المتاحف والمعالم الأثرية، إضافة إلى الحفلات الموسيقية وغيرها من الأنشطة الهادفة إلى تخفيف وطأة إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي.
مع زيادة الحمل على الشبكات، وزيادة الاعتماد على مكالمات الفيديو، ما زلنا متصلين بالإنترنت إلى الآن، ولم يكن ذلك من قبيل الصدفة، توجد العديد من الأمثلة كانت فيها الصناعة والحكومة سباقة في توفير الرفاهية وضمان الاتصال اليومي بالشبكة لأغراض العمل. خفضت نتفلكس وفيس بوك ويوتيوب وأمازون وغيرها من المنصات جودة الاتصال خلال الفترات التي ازداد فيها الضغط على الشبكات بسبب بقاء الكثيرين في منازلهم، وسهل الاتحاد الأوروبي أيضًا قوانين خنق المعلومات (الإبطاء المتعمّد لسرعة الإنترنت) في المدى القصير.
ليست غالبية تلك الإجراءات نافعة سوى على المدى القريب، كما نأمل أن يكون الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي. ويُتوقع أن تبقى العديد من طرق العمل والتواصل والمشاركة الإبداعية التي ظهرت لما بعد الأزمة الحالية.
عندما نفكر في المستقبل علينا أن نتساءل عن الطرق التي قد يساعدنا فيها الضوء على تحسين قدرات أنابيب البيانات وتوسعة قدرات الشبكات اللاسلكية؟
الأمر الوحيد الذي يحد من إمكانية الاعتماد على الضوء لتحسين قدرات الاتصال اللاسلكي هو خيالنا، إذ أن الضوء قادر على توفير اتصالات أسرع وأكثر اعتمادية في أي مكان يوجد فيه، لكن بعض طرق الاتصالات الضوئية المحددة قد تساعد على جلب المزيد من البيانات لمنزلك وجهازك أكثر من غيرها.
يستطيع الضوء توسيع الأنبوب في «الميل الأخير»:
يُعد الميل الأخير من الاتصال الأكثر تحديًا بالنسبة للنطاق العريض، وعادة ما يُرى على أنه عنق الزجاجة اللازم تخطيه من أجل توفير سرعات عالية للإنترنت في المنازل وأماكن العمل، يمكن الاستفادة من بعض التقنيات مثل شبكات الجيل الخامس التي يُظَنُّ أنها الحل القادم للمساعدة على تحسين الاتصالات الاعتمادية في الميل الأخير.
أصدرت مجلة أوفيوم تقريرًا عام 2018 أشار إلى أن انتشار شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع قد يوفر سرعات للإنترنت في المنازل تتراوح في المتوسط بين 80 إلى 100 ميجابت في الثانية، وربما تلك بداية رائعة، لكن الضوء باستطاعته توفير سرعات فائقة يتخطى عرض نطاقها نظيره في اتصالات تردد الراديو التقليدية مثل شبكات الجيل الرابع والخامس بمقدار 1000 مرة، ويمكن الضوء أيضًا توفير تلك السرعات من دون التعارض مع موجات تردد الراديو الأخرى ومن دون استخدام موارد طيفية باهظة الثمن.
تجعل كل هذه الأمور من الضوء التقنية المثالية لتعزيز التقنيات الموجودة حاليًا وتوسعة أنبوب البيانات، يعد مشروع الجيل الخامس القروي الأول أحد الأمثلة الأولى على هذا النمط من التدشين الذي جاء بالتعاون بين مركز بحث وتطوير لاي-فاي وبيور لاي-فاي.
شهد المشروع تدشين شبكة ربط للاتصالات الضوئية على منارة توفر النطاق العريض للمنازل في جزيرة غريمساي، ثم اتصلت بشبكة لاي-فاي منزلية. لم تقتصر الفوائد التي عادت على المستخدمين على تحسين تجربة استخدام النطاق العريض فقط، بل ساعدت على توفير الإنترنت السريع في منطقة يصعب توصيله إليها في اسكتلندا.
يساعد لاي-فاي على تحسين شبكات واي-فاي
تتعرض كثير من العائلات لمشاكل شبكة الواي فاي المُحمَّلة بأكبر من طاقتها، فالشبكات المنزلية باتت تواجه الكثير من المتاعب حاليًا، تخيل أحد أفراد الأسرة يشغل المقاطع المرئية في غرفة المعيشة بينما يلعب آخر في الغرفة الأخرى الألعاب عبر الشبكة بينما يشارك أحدهم في اجتماع بواسطة تقنية مؤتمرات الفيديو. يبحث الكثيرون عن طرق لتحسين شبكات الواي-فاي المنزلية، ويقدم لاي-فاي حلًا لتلك المشكلة في المستقبل.
في عام 2018، أظهرت شركة بيور لاي-فاي في مدرسة باسكتلندا كيف يمكن أن تساعد تقنية لاي-فاي على زيادة الاعتمادية على شبكات لاي-فاي، ليس فقط في المدارس، ولكن في المنازل وأماكن العمل أيضًا. أنشأت بيور لاي-فاي شبكة لاي-فاي في أحد الفصول الدراسية حيث يتم تشغيل المقاطع التعليمية ذات العرض النطاقي المرتفع باستمرار. عن طريق تفريغ المحتوى المحمل ذا العرض النطاقي الثقيل إلى شبكة لاي-فاي، استفادت الفصول الدراسية المجاورة من شبكات واي-فاي بدرجة أكبر وعلى هذا حصلت على تجربة استخدام أفضل.
قد تقدم لاي-فاي نفس الفوائد في منازلنا، من طريق استخدام أجهزة لاي-فاي التي تعمل بسرعات جيجابت إضافة إلى الأضواء في المناطق ذات العرض النطاقي المرتفع في منازلنا، سوف يصبح بإمكاننا تشغيل المقاطع المرئية بجودة أعلى وتشغيل الألعاب مع الاحتفاظ بقدرة شبكة واي-فاي على تشغيل المزيد من التطبيقات الأخرى التي نحتاجها.
هل لاي-فاي جاهزة؟
سوف تزدهر تقنيات الاتصالات الضوئية مثل لاي-فاي، ولكنها لن تستبدل تقنيات تردد الراديو التقليدية مثل الشبكات الخلوية وشبكات واي-فاي، بل ستعمل على تعزيز هذه التقنيات ودعم الأجيال الجديدة منها وزيادة قدراتها.