عادةً ما يرافق عمليات التحويل البنكية نوع من القلق، سواءً العمليات التي تُجرى عبر الإنترنت، أو عن طريق الصراف الآلي، ويعود سبب هذا القلق بالنسبة للبعض إلى انخفاض قيمة أرصدتهم بعد السحب، في حين أن الأغلبية يقلقون من خطورة خسارة معلوماتهم الشخصية المهمة، وبالتالي خسارة الأموال التي جنوها بشق الأنفس.
يتطلب تنفيذ المعاملات البنكية التي تُجرى عبر الإنترنت الـ OTP (كلمة سر تُعطى لمرة واحدة)، بالإضافة إلى رمز pin البطاقة، إلا أن الأمر ليس كذلك في المعاملات البنكية التي تُجرى عن طريق الصرافات الآلية، إذ يمكن أن يسحب أي شخص باستخدام رقم بطاقتك ورمز pin مالًا من حسابك، ما قد يتسبب بنقص كبير في رصيدك البنكي عما كان عليه.
لكن كيف يمكن أن يمتلك شخص غريب معلومات بطاقتك الائتمانية؟ في الواقع هناك عدة طرق، لكن أكثرها شيوعًا هو كشط بطاقة الائتمان.
يُعد كشط بطاقة الائتمان نوعًا من أنواع الاحتيال، إذ يسرق أحدهم معلومات بطاقتك الائتمانية الشخصية، مثل رقم البطاقة، واسم حامل البطاقة، وكذلك رمز الـ PIN باستخدام جهاز الكشط، ثم يستخرج المال من الحساب بشكل غير قانوني، أو يبيع معلومات بطاقتك.
آلية كشط بطاقة الائتمان
يوجد على الوجه الآخر لبطاقتك الائتمانية شريط أسود يُسمى magstripe، يخزن كل المعلومات التي يحتاجها المحتال لسرقة أموالك، ألا وهي اسم حامل البطاقة، تاريخ انتهاء الصلاحية، ورمز الـ CVV.
يُصنع الـ magstripe من جزيئات مغناطيسية بالغة الصغر مكوّنة من الحديد، ومجزأة إلى مسارين أو ثلاثة مسارات مستقلة، يمكن أن يُمغنط كل جزيء في اتجاه مختلف، وذلك اعتمادًا على المعلومات التي يشفّرها.
إن جوهر عملية الكشط هو الكاشط، وهو ماسح مثبت على الماسح الضوئي المخصص للبطاقة في الصراف الآلي.
تشترك جميع الصرافات الآلية في المدينة بتصميم موحد، وتعج السوق السوداء بالكواشط المزيفة المشابهة لتلك الكواشط القانونية المستخدمة في الصرافات الآلية.
تُصمم الكواشط المزيفة بشكل احترافي، إذ لا يدرك معظم الزبائن وجودها على الإطلاق، وفي كل مرة يدخل أحدهم بطاقته في الصراف الآلي، فإنه يمررها دون أن يعلم عبر الكاشط.
تستطيع الكواشط قراءة الـ magstripe الموجود على البطاقة الائتمانية، وتخزين المعلومات المرمزة فيه، إذ تصل قدرة بعض الكواشط إلى تخزين المعلومات من مئات البطاقات.
يجب استخراج المعلومات من الكواشط الأساسية يدويًا، ما يعني زيادة خطورة التعرض للاحتيال، إلا أن بعض الكواشط الحديثة تمتلك قابلية الوصول للخدمة عن بعد، وكذلك القدرة على نقل البيانات لاسلكيًا.
ليس لمعلومات بطاقة الائتمان قيمة تذكر من دون رمز pin للبطاقة، يُسرق رمز الـ pin إما باستخدام كاميرا بالغة الصغر، أو باستخدام لوحة أرقام مزيفة، وعادةً ما يقوم اللصوص بتثبيت كاميرا صغيرة في أماكن غير مثيرة للشك ومخفية عن العين المجردة، لتصوير حامل البطاقة وهو يدخل الرمز السري، ويقدم بعض اللصوص جهدًا إضافيًا إذ يشترون لوحة مفاتيح شفافة مزيفة (غير ظاهرة للعيان)، وذلك بهدف تسجيل الأرقام المكتوبة، وما إن يحصل السارق على جميع معلومات البطاقة، يمكنه إنشاء بطاقة ائتمان مزورة ومرمزة بالمعلومات المسروقة، من ثم استخدامها لسحب أموالك التي اكتسبتها بشق الأنفس من الصراف الآلي.
كيف تتجنب التعرض لعملية الكشط؟
لحسن الحظ، يمكن معرفة ما إذا عُبث بالصراف الآلي أو زُوّد بكاشط مزيف:
- قبل إدخال بطاقتك للمسح الضوئي عليك هز الجهاز بشكل خفيف:
الماسحات الضوئية المرخصة قانونيًا متينة ومثبتة بإحكام في الآلة، وبالتالي لن تتأثر بالهزة الخفيفة، لكن من ممكن أن تنفصل الكواشط تحت تأثير الاهتزاز، فإذا بدت فتحة البطاقة متخلخلة يجدر بك تجنب استخدام هذا الصراف، لتفادي خطورة التعرض لعملية الكشط.
- ابحث عن أي كاميرات مخفية حول الآلة قبل إدخال رمز الـ PIN.
الأماكن الأكثر شيوعًا التي قد يثبت فيها شخصٌ ما كاميرا هي أعلى لوحة المفاتيح، أو أعلى جهاز الصراف، أو ربما بجوار الشاشة.
- وإذا بدت المفاتيح تتحرك أو تهتز فلا تستخدم هذه الآلة.
أكثر الصرافات الآلية عرضةً للتلاعب هي تلك الموجودة في محطات الغاز، والموجودة في المناطق المعزولة عن الازدحام، والتي لا تخضع للرقابة كنتيجة لذلك.
تجنب استخدام مثل هذه الصرافات الآلية إلا في حالات الضرورة القصوى، وحاول أيضًا أن توفر بضع دقائق في دفع حسابك باستخدام الآلة الموجودة على مكتب أمين الصندوق عوضًا عن استخدام البطاقة، وذلك للاحتمالية الأقل بكونها مجهزة بكاشط.